الخميس 2018/09/20

آخر تحديث: 00:06 (بيروت)

إيران- حزب الله وإسرائيل: من يستدرج مَن إلى المعركة؟

الخميس 2018/09/20
إيران- حزب الله وإسرائيل: من يستدرج مَن إلى المعركة؟
السؤال الأساسي عن توقيت رد إيران والحزب (الأرشيف: علي علوش)
increase حجم الخط decrease

منذ الغارات الأخيرة التي استهدفت محافظة اللاذقية، وخصوصاً المواقع الاستراتيجية الإيرانية، يتنامى الحديث في بعض الأروقة السياسية عن احتمال انفلات الأمور أو حصول تطورات قد يقود إلى تهوّر أحد الأطراف. ما يضع المنطقة على شفير مواجهة. منذ أشهر وبورصة التقديرات بشأن حصول مواجهة عسكرية أو تصعيد إسرائيلي- إيراني ترتفع وتنخفض. لم يحصل شيء من هذا القبيل، والمنطق يقول إن أي مواجهة عسكرية مستبعدة في ظل الستاتيكو القائم، وأقصى ما يمكن حصوله هو بعض الشدّ والرخي لتحسين كل طرف موقعه وشروطه. إيران لا تريد الذهاب إلى مواجهة، فهي تحاول الاستفادة من بعض الظروف الدولية والاقليمية، لتعزيز موقعها على قاعدة الاستثمار بالتناقضات وبقوتها على الأرض. وهي لذلك تحاول تجنّب التصعيد أو المواجهة، مقابل استمرارها في عملية القضم السياسي أو الميداني البطيء.

ولكن، في مقابل هذه القراءة، هناك من يتداول باستمرار بأن المواجهة ستقع عاجلاً أم آجلاً، ولا يمكن لهذا الضغط الأميركي والإسرائيلي على الإيرانيين، أن لا يترجم بتصعيد عسكري او بردّ معتبر، خصوصاً إذا ما سلك الجزء القاسي من العقوبات على الواردات النفطية الإيرانية طريقه إلى التنفيذ خلال أسابيع. قبل أيام، أكد المسؤولون الإيرانيون عدم استعدادهم للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية. بمجرد خروج الإيرانيين بهذا التصريح، يعني أن طهران مطمئنة إلى ما هي عليه، وهي قادرة على الاستفادة من علاقات عديدة تجمعها ببعض الدول لتوفير بدائل عما سينتج عن هذه العقوبات، ولو لم تكن مطمئنة إلى استحالة المواجهة، لما لجأت إلى هذا الموقف. هناك من يعتبر أن إيران أكثر الأطراف براغماتية، ولو كانت التهديدات الأميركية والإسرائيلية جدية، لما كانت لجأت إلى المواجهة والتصعيد.

وهناك من لديه وجهة نظر أخرى، تفيد بأن إيران حتى الآن لا تعلم مدى القدرة التأثيرية للعقوبات، وحين ستكتشف ذلك، ستجد أن لا خيار أمامها سوى التصعيد او الهروب إلى الأمام من خلال إشعال بعض الجبهات. والذريعة بيدها ستكون جاهزة، وهي الرد على الاستهدافات الإسرائيلية لمواقعها في سوريا.

تؤكد المعلومات أن الإسرائيليين يعملون على الاستمرار في هذه الضربات لاستدراج إيران وحزب الله إلى ردّ مباشر. ولا شك أن الضربات تؤدي إلى سقوط قتلى إيرانيين فيها. العمليات المتتالية تقود إلى استدراج الإيرانيين والحزب إلى مواجهة مباشرة، وفق مصادر قريبة من محور الممانعة. والاستراتيجية الإسرائيلية والأميركية واضحة في هذا المجال وهي معلنة لجهة إخراج إيران وحزب الله في سوريا، والقضاء على كل المقدرات العسكرية الخاصة بهما هناك، بالإضافة إلى قطع أي طريق آمن لتمرير السلاح إلى الحزب، ومنع سيطرتهما على معامل لتصنيع الأسلحة.

يعمل الإيرانيون والحزب على امتصاص هذه الضربات ويتجنب الرّد عليها، لأنهما لا يريدان الذهاب إلى معركة وفق التوقيت الإسرائيلي. ولكن، في لحظة ما قد تلجأ إيران وحزب الله إلى الردّ بشكل مفاجئ لإسرائيل، مقروناً بالاستعداد للمواجهة إذا ما أرادت إسرائيل الرد والدخول في مواجهة مفتوحة. وتشير المعلومات إلى أن إيران والحزب لن يسكتا على استمرار هذه العمليات، ولن يسمحا لإسرائيل بتكريس معادلة القصف بدون الردّ. وتشير المعلومات إلى أنهما يحضّران لردّ موجع ومؤلم، بشكل لا يسمح بذهاب المنطقة إلى الانفجار. وهذا يتلاقى مع روسيا التي تريد ترتيب الأمور بدون الذهاب إلى حرب واسعة. بينما هدف إسرائيل واضح.

عليه، يبقى السؤال الأساسي عن توقيت رد إيران والحزب، والذي ستكون غايته إيصال رسالة قوية للإطاحة بالمعادلة الإسرائيلية، وذلك بهدف تثبيت معادلات يسعى الإيرانيون إلى إبقائها والاستفادة من خلالها بما جرى من تطورات طوال السنوات الماضية على الأرض السورية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها