السبت 2018/09/15

آخر تحديث: 10:59 (بيروت)

المحكمة الدولية: قصتا أبو عدس وعنصر الموساد

السبت 2018/09/15
المحكمة الدولية: قصتا أبو عدس وعنصر الموساد
هل هناك اختراق سوري لحزب الله؟ (الأرشيف: عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

قدّمت جهة الادعاء في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ما لديها من دلائل وقرائن. وقد تمسكت بروايتها بأن المتهمين الأربعة من عناصر حزب الله، هم المتورطون بالعملية. وقد تركز اليوم الأخير على مسألة توزيع شريط أحمد أبو عدس وتبنيه العملية، بالإضافة إلى كشف تطابق توقيت الاتصال مع الاتصالات المتتالية لخلايا المتهمين. ووفق الادعاء فإن التأخر في الاستحواذ على الشريط، وعدم بثه مباشرة، أدى الى كثافة في الاتصالات بين هواتف المتهمين، فقد استعمل حسين حسن عنيسي هاتفه خلال وجوده لمراقبة الشريط، واعتبر الادعاء ذلك دليلاً واضحاً.

واشار المدعي العام إلى أن هواتف أسد حسن صبرا وحسن حبيب مرعي وعنيسي اقفلت في 15 و16 شباط، موضحاً أن هاتف صبرا استخدم في السابق بشكل متواصل لثلاث سنوات متتالية، فيما هاتف عنيسي لسنتين، أما هاتف مرعي فقد استخدم لسنوات طويلة. وسأل: "هل هذه صدفة؟". ورأى الادعاء أن الهجوم نفذ بفضل قيادي عسكري متطور، أي مصطفى بدرالدين، وذلك بعد تحليل ظروف الاعتداء والاستناد إلى معلومات عن حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله وجنازة بدرالدين وامكانيات الحزب وعمله في سوريا، وفي الخطابات العلنية، والخبرة العسكرية لثلاثين عاماً.

ورداً على سؤال عن الرحلة المزعومة إلى عنجر في 18 كاون الثاني، قال الادعاء إن الرحلة كانت غير مألوفة حيث مقر المخابرات السورية في لبنان لرستم غزالي. وذكر أن الهاتف عمل في الساعات الأولى من الصباح، ولا نزعم أنه التقى غزالي، ولكنه كان جزءاً من التحضير للعملية السرية.

وعن شريط اعتراف أحمد ابو عدس، أشار الادعاء إلى أن الهواتف التي بحوزة المتهمين، اكدت التنسيق الملفت بين بدرالدين وعياش ومرعي، وأن عنيسي استعمل الخلايا في منطقة الجامعة العربية، ومرعي كان المنسق المسؤول عن إعلان شريط التسجيل وتسجيله وتوصيله. واوضح أن الاتصال بمنزل أبو عدس كان من منطقة الجامعة العربية من هاتف عمومي حيث يمكن تحديد موقعه ولاعطاء الانطباع بأن أبو عدس متطرف. وأكد أن أبو عدس استدرج وفهم الخطة وبدا خائفاً في التسجيل. ولفت إلى انعدام نشاط الهواتف ما بين 48 و72 ساعة في 16 كانون الثاني 2005 للمشاركة في إعداد الشريط. وهذا يتزامن مع فترة الاختطاف. وأفاد أنه في 20 كانون الثاني، كان هناك اتصالان عند السادسة صباحاً في وقت غير اعتيادي وهو مؤشر إلى أن حدثاً مهما حصل.

لم تبرز أسماء جديدة في اليوم الأخير من مرافعة الإدعاء. في اليوم الأول أثير اسم القيادي في حزب الله وفيق صفا لجهة تواصله مع رستم غزالي، وقال حينها قاضي الادعاء إنه سيعود إلى ذكر بعض ما يتعلق بهما، ولكن في اليوم الأخير، لم يُذكر أي أمر يتعلق بهما شفهياً، ولكن المعلومات تفيد بأن بعض المعلومات عنهما واردة في النصوص. والأمر نفسه بالنسبة إلى المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، الذي أشارت جهة الادعاء إلى أنه أجرى إتصالات ببدرالدين، يوم وجود الحريري في اجتماع سري مع السيد نصرالله.

نقض الادعاء فرضية مراقبة عنصر من الموساد يقوم بمراقبة الحريري، وكان يقطن في ذوق مكايل. وذلك استناداً إلى قرائن هاتفية، بأن هاتف هذا العنصر لم يظهر إلا يوماً واحداً من أصل 53 يوماً من المراقبة، حين كان الحريري يتجه بموكبه إلى قصره في فقرا. ولفت الادعاء إلى افادة اللواء وسام الحسن عن الشبكة الخضراء التي تضم 3 هواتف خليوية لحزب الله. كما لفت إلى بيانات اعطاها السيد نصرالله إلى قوى الامن الداخلي، وتحليل هواتف لعناصر من الموساد. وقال: "كانت هناك ثلاثة أرقام، رقمان لعياش وبدرالدين ورقم لعنصر زعم أنه من الموساد، كانت تتنقل معا في الفترة الزمنية من 9 إلى 21 كانون الثاني 2005، موضحاً أن الرقم المزعوم للموساد كان يقيم في زوق مكايل.

وهنا، تروي مصادر متابعة لـ"المدن" حكاية عنصر الموساد، وتقول: "عندما اكتشفت قضية الاتصالات، خرج نصرالله ليقول إن هناك مجموعة في حزب الله، كانت تراقب شخصاً يراقب رفيق الحريري، ولذلك صادفت هواتفهم في أماكن تنقل الحريري بسبب وجود هذا الشخص. وهذا عملياً اعتراف ضمني بأن شبكة الاتصالات هذه هي تابعة لحزب الله".

تضيف أن نصرالله قال هذا الكلام، بعد اتصال أجراه به الرئيس سعد الحريري قبل نحو الشهر على إندلاع حرب تموز في العام 2006، وأبلغه بأن التحقيقات تقود إلى اكتشاف شبكة هواتف تابعة لمسؤولين في الحزب كانت تراقب الحريري الأب لفترة طويلة، وحينها أوفد الحريري العقيد وسام الحسن إلى الضاحية الجنوبية لوضع مسؤولي حزب الله في أجواء التحقيقات، وذلك تحت عنوان أن هناك خرقاً من قبل النظام السوري لحزب الله وعناصره، في إطار توجيه الإتهام إلى النظام السوري وليس إلى حزب الله في تلك الفترة. وهذه كلها مدونة في التحقيقات، وفق ما تؤكد مصادر متابعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها