الخميس 2018/09/13

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

عاشوراء في رومية: مساجين "ينتقمون" للحسين باعتداء على إسلاميين

الخميس 2018/09/13
عاشوراء في رومية: مساجين "ينتقمون" للحسين باعتداء على إسلاميين
دخلت القوّة الضاربة إلى المبنى "د" (الأرشيف: ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

هل تفشى الاحتقان السنيّ– الشيعي تزامناً مع ذكرى عاشوراء في المبنى د"" في سجن رومية؟ معلومات خاصة بـ"المدن" تفيد بأنّ المبنى "د"، يشهد منذ يومين، حالةً من الفوضى والتوتر الكبيرين، اثر اعتداءٍ قام به عدد من المساجين الذين ينتمون إلى الطائفة الشيعية على موقوفين إسلاميين بحجة "الثأر ممن قتل الحسين".

والدة الموقوف أ.ن. البالغ 20 عاماً، والذي سُجن قبل عامين بتهمة الإرهاب، تشير لـ"المدن" أنّه خلال اتصالها بابنها نقل لها حجم المأساة والضغوط التي يمرّون بها، لا سيما أنّ الاعتداء عليهم جاء من دون سابق إنذار، وقد تطور إلى تضارب وشتائم  وإثارة النعرات الطائفية. فـ"قد طلب ابني أن ننقل صرختهم بعد أن تحول السجن إلى غابة من دون حسيب ولا رقيب، وأنّ الاعتداءات قد تتطور إلى هدر الدم ونتائج لا تحمد عقباها".

وفي السياق، يؤكد محامي الموقوفين الإسلاميين محمد صبلوح لـ"المدن"، أنّ هذا الحادث الذي يتكرر سنوياً في موسم عاشوراء، تطور أخيراً إلى تعرض الموقوفين للضرب بآلات حادة، حتّى أنّ أحد الضباط، وفقه، أصيب بضربات وجروحٍ أثناء محاولته فكّ النزاع. يسأل مستنكراً: "هل هؤلاء الموقوفين هم من قتلوا الحسين حتّى يعتدى عليهم بطريقة أخذ الثأر؟".

وفيما يضع صبلوح علامات استفهام على حالة الفلتان التي يشهدها المبنى "د" على مرأى إدارة السجن، يستغرب وضع الجهتين على تماسٍ مباشر في غرف ملاصقة، ويرفض أن تساوي التحقيقات بين المعتدي والمعتدى عليه. يقول: "من غير المنطقي أن تقوم إدارة سجن رومية بحل الاشكال على مبدأ ستة وستة مكرر، خصوصاً أن هناك جهة هي التي افتعلت الاشكال وقامت بالضرب بآلات حادة تحت تأثير المخدرات. والإسلامييون هم الذين ضُربوا واعتدي عليهم ويتعرضون لمضايقات كبيرة منهم بفعل الاستقواء".

في المقابل، يرفض مستشار وزير الداخلية، العميد منير شعبان، توجيه اتهامات مبطنة لإدارة السجن كأنها متواطئة أو راضية عمّا يحصل من اعتداءات بين المساجين. ويعتبر ذلك كلاماً مبالغاً لا يمتّ للواقع بصلة، لا سيما أنّ اجتماعاً عُقد الأربعاء في 12 أيلول 2018، مع العقيد ماجد الأيوبي، لأخذ التدابير اللازمة، وقد دخلت على إثره القوّة الضاربة إلى المبنى "د" لفضّ كلّ أشكال النزاع. يقول لـ "المدن": "عند كلّ حادث، نجري تحقيقاً شفافاً، مثلما نفعل الآن، من أجل محاسبة المعتدين. وقد فتحنا ملفاً في القضية وننتظر انتهاء التحقيق لاتخاذ الاجراءات بحقّ المعتدين الذين لا نسمح لأحد منهم أن يعتدي على سجين تحت أيّ ظرف". لكن للأسف، "ما يحدث في سجن رومية، نشهده سنوياً، وهو امتداد وانعكاس لوضع البلد، حيث أنّ كلّ احتقان خارج السجن يمتدّ إلى داخله. ونحن نبذل قصارى جهدنا لضبط الأمن وفرض الانضباط بين المساجين".

أمّا عن فكرة فصل المساجين عن بعضهم، يسأل شعبان مستغرباً: "هل يعقل أن نفتح لكل طائفة سجناً خاصاً بها كي لا تعتدي على بعضها؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها