الأربعاء 2018/09/12

آخر تحديث: 17:50 (بيروت)

التيار ينتقم من الاشتراكي في أرز الشوف

الأربعاء 2018/09/12
التيار ينتقم من الاشتراكي في أرز الشوف
اعتبرت أوساط بيئية خطوة الخطيب إبعاد هاني دعسة ناقصة (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
هل تحولت الإدارات العامة إلى ساحة لتصفية الحسابات الحزبية؟ الإجابة لم تعد في دائرة التكهنات، إذ خرجت قيادات التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي بكلام علني عن تطبيق قاعدة "العين بالعين". وكرت سبحة تعسف وزراء تصريف الأعمال في استعمال الصلاحيات من التربية إلى البيئة، مروراً بالطاقة.

الأمر كما أصبح معلوماً، بدأ مع اعفاء وزير التربية مروان حمادة الموظفة هيلدا خوري من مهمات ادارة الامتحانات في وزارة التربية. وهو ما اعتبره التيار استهدافاً له ولموظفة جديرة كلفت بمنصبها إبان تولي الياس بوصعب حقيبة التربية. سريعاً، بدأت المطالبات بردود عونية مناسبة على الاستفزاز الاشتراكي على قاعدة البادئ أظلم. فتحولت وزارة البيئة، في عهدة الوزير طارق الخطيب، وكهرباء لبنان التي تقع تحت وصاية وزير الطاقة سيزار أبي خليل، إلى أماكن مناسبة للرد.

وكان لافتاً مجاهرة الخطيب بأن قيامه بنقل مدير محمية أرز الشوف نزار هاني إلى مهمات أخرى في الوزارة، تأتي رداً على قرار حمادة بحق خوري. وإزاء موقف الوزير الخطيب، يؤكد بعض من تواصل مع هاني تفضيله الصمت في هذه المرحلة، وعدم التعليق في انتظار ما ستؤول إليه الأمور.

واعتبرت أوساط بيئية خطوة الخطيب دعسة ناقصة، لأنه اختار واحداً من أهم الناشطين البيئيين وخبيراً بيئياً في مستوى عالمي. ويكيل الناشطون البيئيون المديح لهاني لأنه بذل جهوداً خلال إدارته المحمية للحفاظ على "الغابات الثلاث: باروك المعاصر، عين زحلتا وبمهريه، واحتضانه الخبرات الشابة". ويسأل الناشطون عن إنجازات وزير البيئة، بالإضافة إلى السبب الكامن وراء استهداف المؤسسات التي تدر المال للخرينة.

أجج قرار الخطيب نار الفتنة التي لم تتوقف عند حدود التربية. ويضع نائب الشوف ماريو عون ما حصل مع هاني في دائرة "الرد المناسب" والمبرر على ما قام به حمادة في وزارة التربية بحق خوري. كما أن الوزير، وفق عون، لم يعفِ الموظف، إنما أعاده إلى وظيفته لأنه ربما يقبض معاشاً من دون دوام.

ويشير عون إلى أن هناك توجهاً جديداً لدى التيار للتعاطي مع بعض الخصوم الذين كانوا يعتقدون أن جماعة التيار "كتير مهذبين والبْسين بياكل عشاهن"، وأنه لن يسكت من الآن وصاعداً على الكلام غير المسؤول للنائب السابق وليد جنبلاط.

ورداً على سؤال "المدن" عن اساءة ما يجري بين الحزبين على الادارة العامة، يقول عون إن "الإدارة في الأصل فاسدة وصورتها مشوهة أصلاً". وفي ما يتعلق بمخالفة هذه الإجراءات الانتقامية لمواقف التيار العوني المنادية بالاصلاح والتغيير، يعتبر عون أن التيار متمسك بهذه الطروحات ويطمح إلى تطبيقها بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

ويرى عون أن وضع حد لما يجري يتوقف على جنبلاط، الذي يهاجم التيار بكلام غير مسؤول. والتيار ينتظر حصول خطوات تصعيدية اشتراكية في الادارات وغيرها. وعن تأثير ما يجري على تشكيل الحكومة وزيادة التعقيدات، يقول عون: "بدو يروق الاستاذ وليد جنبلاط ويعود إلى الانفتاح ومنطق التعامل السليم، بدل وضع العصي في الدواليب".

في المقابل، لم يلتزم الحزب التقدمي الاشتراكي الصمت. إذ أكد النائب أكرم شهيب أن "تباشير التيار القوي لا تبشر بالخير"، و أن هذه القرارات هي أقصر طريق لتدمير المؤسسات. وأشار شهيب إلى أن "الادارة الحكيمة للبلاد تنطلق من حماية أبنائها ورعاية كفاءاتهم، لكن القرارات السياسية الكيدية تطيح بما تبقى من كفاءات وطاقات ضرورية لحماية ما تبقى من مؤسسات".

وهاجم شهيب "الوزير القوي" للبيئة من زاوية "استباحة قتل الطيور"، إلى جانب قيام وزير الطاقة سيزار أبي خليل بتشريع المولدات والعدادات.

واستنكر اتحادات بلديات الشوف في بيان "ما صدر عن وزارة البيئة وشركة كهرباء لبنان من قرارات في حق مدير الدراسات في كهرباء لبنان الدكتور رجا العلي، ومدير محمية أرز الشوف نزار هاني"، ووصف ذلك بـ"الظالمة والمجحفة".

وأكدت بلديات الشوف أنها لن "تساوم أو تتهاون في هذه القضية المحقة، ولن تسمح لأصحاب الغايات الطائفية البالية والنفوس الصغيرة أن تطال أو تخدش وحدة أهل الجبل المتأصلة في نفس كل مواطن حر وشريف".

يذكر أن المدير العام لكهرباء لبنان كمال حايك أصدر قراراً أعفى بموجبه العلي من مهماته في مديرية الدراسات في المؤسسة، على أن يكلف بمهمات استشارية وفنية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها