الجمعة 2018/08/17

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

"الفيحاء تفرز": هل يستجيب المواطنون؟

الجمعة 2018/08/17
"الفيحاء تفرز": هل يستجيب المواطنون؟
انعكاس المبادرة على المدى الطويل في حلّ أزمة النفايات في طرابلس (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تحت شعار "الفيحاء تفرز"، أطلق اتحاد بلديات الفيحاء وبلدتي طرابلس والميناء، الخميس في 16 آب 2018، "مبادرة الفرز من المصدر في طربلس والميناء"، بالتعاون مع شركة لافاجيت. وذلك بالاتفاق مع جمعية سنابل النور ومبادرة معاً للضمّ والفرز وناشطين بيئيين والكشاف المسلم، على تأمين تجميع مفروزات من 6 أحياء في طرابلس، مقابل الاتفاق مع الحراك المدني في الشمال وجمعية مسعفون بيئيون على تأمين نقاط تجميع مفروزات من 3 أحياء في الميناء. 


هذه المبادرة تؤسس لثقافةٍ بيئيّة جديدة في طرابلس، يديرها الناس أنفسهم، بجهودهم وتجاوبهم. فما هي خريطة عملها؟

يشرح مستشار اتحاد بلديات الفيحاء لشؤون معالجة النفايات طارق سمرجي لـ"المدن"، تفاصيل المبادرة، التي تُعتبر مقدمةً للتشجيع على الفرز من المصدر. فـ"المشروع بدأ بمبادرة من 3 جمعيات، وكان لكلّ جمعية تجربتها الخاصة بالفرز من المصدر في أماكن معينة من المدينة". وبناءً على هذه التجارب، تمّ استنباط دروس وعبر وخبرات منها، وتحديد الايجابيات والعوائق. عليه، اتفق اتحاد بلديات الفيحاء وبلديتي طرابلس والميناء مع هذه الجمعيات، على تحديد 9 نقاط استلام للمفروزات، فيما تقوم كلّ جمعية بإدارة منطقتين من حيث التوعية وتشجيع الناس على الفرز من المصدر.

كيف ذلك؟ يعتبر سمرجي أنّ أكثر نموذج نجح حول العالم في عملية الفرز من المصدر، هو أن يكون هناك نقطة واحدة في الحيّ، توضع فيها حاويتان بلونين مختلفين، أزرق وأحمر، يرمي الناس في داخلها النفايات المفرزة من بيوتها. يقول: "المفارقة في هذه المبادرة، أنّها خطة متكاملة يبدأ الناس بها من بيوتهم، إلى حين تولي شركة لافجيت مسؤولية تصريف المفروزات. لكن المسؤولية هذه المرة تقع على عاتق الناس، بعدما خلقنا لهم بنية تحتية لبدء عملية الفرز من المصدر".

انعكاس المبادرة، وفق سمرجي، سيكون كبيراً على المدى الطويل في حلّ أزمة النفايات في طرابلس. حين لا نفرز من المصدر، لن تتعدى كمية استرداد المواد 45%. بينما حين نفرز من المصدر، يمكن أن تصل كمية استرداد المواد إلى 70%، بينما المرفوضات التي تحتاج إلى الطمر والحرق لا تتجاوز 30%. حتى جودة المواد المفروزة وقميتها السوقية، تتضاعف حين يكون الفرز من المصدر.


ومن بين الفوائد الأساسية التي تضمنتها المبادرة، هو العمل على التخفيف من كمية النفايات التي تصل إلى المكب أو المحرقة من خلال 4 حلول:

- التخفيف من انتاج النفايات، الذي يتطلب تغيير العادات الاستهلاكية وبالتالي تخفيف الانتاج للنفايات.

- اعادة استخدام المواد القابلة لذلك، كالزجاج وأنواع معينة من البلاستيك والورق وخلافه.

- الفرز من المصدر، للمواد القابلة لإعادة التدوير وللمواد العضوية.

- فرز وتسبيخ النفايات الصلبة في معمل فرز وتسبيخ. وهذا الإجراء إذا تمّ بشكل فعّال من حيث التقنيات المستخدمة ومن حيث فعالية التسبيخ يمكن أن يخفف كمية المرفوضات إلى أقلّ من 55%.

إذن، البداية ستكون في 9 نقاط فرز في طرابلس والميناء. ماذا بعد ذلك؟ يجيب سمرجي: "تجاوب الناس والتزامهم، وحده الكفيل بتوسيع نطاق المبادرة، لاسيما أنّ طرابلس والميناء تحتاجان بالاجمال إلى نحو 100 نقطة فرز مماثلة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها