الإثنين 2018/08/13

آخر تحديث: 01:47 (بيروت)

نصرالله سيعلن الانسحاب من سوريا؟

الإثنين 2018/08/13
نصرالله سيعلن الانسحاب من سوريا؟
يرى حزب الله أنه يتعرض لمحاولة حصار (الأرشيف، خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

فيما يستعد حزب الله لذكرى انتصار 2006، يوم الثلاثاء في 14 آب. كان أحد المواطنين الجنوبيين يرفع الصرخة بحضور نواب الحزب، شاكياً من واقع حال الجنوب، الذي تفتقد قراه إلى الماء والكهرباء والمدارس والجامعات. عبّر المواطن الجنوبي بحرقة عن احتياجات الجنوبيين، وتحدث بلسانهم المطلبي. في المقابل، سيخرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء معلناً نصراً جديداً. سيعلن انتصار حزب الله والمحور الذي ينتمي إليه في المعركة السورية. الحدود أصبحت آمنة. وهذا أحد الأهداف الأساسية التي سعى الحزب إلى تحقيقها منذ اليوم الأول للثورة السورية، إذ من المفترض أن يستعيد نصرالله معارك السنة الماضية مثل هذه الأيام في جرود عرسال والقلمون. والهدف الثاني هو حماية العاصمة دمشق ومحيطها ومنع تهديدها بأي شكل من الأشكال. ما شكّل عنصر دفاع أساسي عن النظام، وركّز بقاءه. فيما الهدف الثالث كان استعادة النظام للسيطرة على كامل الجغرافيا السورية، والقضاء على مناطق نفوذ المعارضة السورية، وهذا حصل في درعا والغوطة وغيرها من المناطق.

ولكن، ماذا سيفعل حزب الله بعد إعلان الانتصار؟ حتى الآن لا جواب واضحاً في القراءات السياسية. يستند البعض إلى كلام سابق لنصرالله بأن الحزب سيكون حيث يجب أن يكون، بينما هناك من يشير إلى أن حزب الله عمل على نقل العديد من قواته في سوريا، وفرقه العسكرية بعد انتهاء المعارك في غير منطقة، وحتى أن عنوان المهمة الجهادية الذي كان يطلق على المقاتلين هناك، لم يعد يسري على الجميع، بسبب انتفاء المعارك. في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى تفيد بأن حزب الله سيبقى في سوريا، ولكن في مناطق محددة، كتلك المحاذية للحدود اللبنانية، ومحيط العاصمة دمشق، وعلى طول طريق الإمداد الاستراتيجي من العراق إلى لبنان مروراً بحمص، وعلى طريق يربط القصير بالشمال السوري، عبر نقاط عسكرية ثابتة ومتنقلة لضمان سلامة هذه الطرق.

في بعض الأوساط الروسية كلام عن أن نصرالله سيخرج ليعلن قراراً تاريخياً، لكن لا إجابات ولا تفاصيل عن ماهية هذا القرار التاريخي، وهل سيكون إعلان الانسحاب من سوريا بعد إعلان الانتصار؟ لا أحد يملك الإجابة، فيما تشير مصادر متابعة إلى أن حزب الله حتى ولو لجأ إلى الانسحاب من سوريا، فهو لن يعلن ذلك. وفي الفترة السابقة عمل على إعادة العديد من عسكرييه من هناك، وسحب قوات من مناطق في اتجاه مناطق أخرى بدون إعلان أي خبر. وهذا تكرر أيضاً في الجنوب السوري، حيث قضت التسوية الروسية الإسرائيلية بانسحاب القوات الإيرانية وحلفائها من هناك.

وحتى لو خرج الحزب بعتاده العسكري من سوريا، إلا أنه بحسب المصادر سيبقى مؤثراً هناك، بفعل وجوده السياسي، ووجود مستشارين وكوادر فيه، بالإضافة إلى إنشائه حزب الله السوري، الذي هو عبارة عن تنظيم ينتمي إلى حزب الله اللبناني، ويضم إلى جانب المواطنين السوريين بعض اللبنانيين الذين منحوا الجنسية السورية. بالتالي، فإن نفوذ الحزب وإيران في سوريا سيكون مستمرّاً.

من أبرز مهمات حزب الله المستقبلية على الصعيد السوري بعد تحقيق الأهداف العسكرية، عملية تعويم النظام السوري، من خلال علاقاته الخارجية. وهذا ما سيدفع الحزب باتجاهه على صعيد العلاقة اللبنانية السورية، ونصرالله سيؤكد هذا الأمر لما سيكون فيه مصلحة للبنان. كل هذه المعطيات تدفع حزب الله إلى الشعور بالارتياح، لما أنجزه وحققه، وكيف أن مجريات الأحداث مالت لمصلحته. ولكن، وسط التطورات الجارية في المنطقة، ثمة ترقّباً وتخوفاً في صفوف الحزب لما قد تحمله التطورات الدولية، لا سيما في ظل الضغط الأميركي الهائل على إيران، وإنسحاب ذلك على مواقف بعض الدول الأوروبية. وتشير معطيات بارزة إلى أن الإدارة الأميركية توجه تحذيرات كثيرة للأوروبيين بوجوب وقف أي تعامل مع حزب الله تحت أي صيغة أو عنوان، مع تلويح بإمكانية اتخاذ عقوبات بحق هذه المنظمات الرسمية أو غير الرسمية في أوروبا.

وهذا الضغط أيضاً يقرأه حزب الله في أماكن أخرى على الصعيد الجغرافي. إذ ثمة قراءة لديه بأنه يتعرض لمحاولة حصار، على الحدود الشرقية من خلال الضغط الدولي على روسيا بوجوب إقفال المعابر وقطع الطرق الرئيسية التي يرتكز عليها الحزب في انتقاله ونقله الأسلحة. أو في الجنوب من خلال المواقف الدولية والصادرة عن مجلس الأمن الدولي الداعية إلى تعزيز سلطات اليونيفيل والجيش اللبناني. وفيما أقر قبل نحو أسبوع تجديد مهلة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان بدون أي تعديلات، إلا أن واشنطن ستضغط في الفترة المقبلة على ادخال تعديلات على مهمات اليونفيل.

لا شك أن حزب الله يقرأ كل هذه التطورات، وهو يدرس جملة خيارات للتعاطي مع أي تطور قد يطرأ على الساحة في ظل ما يجري من ضغط. وهذه المرحلة ستكون جديدة، على الصعيدين الداخلي والخارجي. ما يقتضي إعادة ترتيب الأولويات، وتحديد المهمات وآليات العمل لتحقيق الوعود التي أطلقها الحزب على جمهوره، والتي عبّرت عنها صرخة المواطن، مع الإشارة إلى أن كل الاحتمالات ستكون مفتوحة، بين الوصول إلى تسويات أو حصول تصعيد. بالتالي، فإن الحزب أمام مرحلة تحصين نفسه بشتى الطرق، للوقوف في وجه مرحلة خلط الأوراق هذه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها