الإثنين 2018/08/13

آخر تحديث: 01:47 (بيروت)

التيار والقوات: من يفوز بالحريري؟

الإثنين 2018/08/13
التيار والقوات: من يفوز بالحريري؟
باسيل يرفض التواصل مع الرياشي كما يضع فيتو على إعادته وزيراً (المدن)
increase حجم الخط decrease

أعاد اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، إشعال الاشتباك على الساحة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. فباسيل عمد إلى تصوير اللقاء بايجابيته، وكأنه إعادة العلاقة إلى امتيازها مع الحريري، مع تقديم صورة وكأنها عادت إلى ما قبل الانتخابات النيابية، التي التقى فيها تيار المستقبل مع التيار على منطق عزل القوات. وهذا ما تقصّد باسيل إثارته من خلال مواقف عديدة، خصوصاً في ما يتعلّق بعملية تشكيل الحكومة، وتأكيده التوافق التام مع الحريري، وبأن ليس هناك مشكلة معه لا على الحصص ولا على الصلاحيات، ولا وجود لأي مشكلة بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، إنما المشكلة هي في مطالب القوات والحزب التقدمي الاشتراكي.

بالتالي، ما أراد باسيل تكريسه هو أنه طرف يسّهل عملية التشكيل، في حين تعرقلها القوات التي تطالب بأكثر من حصتها، والاشتراكي أيضاً. كأنه حاول الإيقاع مجدداً بين الحريري والدكتور سمير جعجع، بعد اللقاءات الإيجابية بينهما، والتفاهم شبه التام على موقف مشترك من عملية تشكيل الحكومة. بينما القوات تصرّ على العلاقة الممتازة مع الحريري، والقول إن من يعرقل تشكيل الحكومة هو من يطالب بحصة أكبر من حجمه أو يحتسب حجم كتلته مرتين.

يصحّ في الشكل وصف ما يجري بين القوتين المسيحيتين بأنهما تتنافسان على الفوز بتأييد الحريري. فإذا أيد رئيس الحكومة المكلّف مطالب القوات والاشتراكي، فإن عملية التشكيل ستطول بسبب معارضة رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر ذلك. أما إذا أيد مطالب التيار وذهب إلى تقديم صيغة حكومية تتوافق مع رؤية باسيل وعون، فإن الحكومة تولد قريباً، لأن أكثريتها في المجلس مؤمنة، وإن رفض الاشتراكي والقوات المشاركة فيها أو منحها الثقة. وهذا هو شعار حكومة الأمر الواقع، الذي سعى باسيل إلى اقناع الحريري به.

في مقابل الاتهامات التي تطلق بحق القوات وبأنها تسعى إلى عرقلة العهد والمسألة أبعد من مسألة تشكيل الحكومة، خرجت القوات عن صمتها، وهذه المرّة على لسان الوزير ملحم الرياشي، الذي تعمّد بعد لقائه الرئيس نبيه بري تمرير موقف لافت، بوصف التيار الوطني الحر بأنه يحسب حصّته الحكومية مرتين، أي حصته كتيار، وحصة رئيس الجمهورية من ضمنها. فكتلة التيار الوطني الحر تضم 18 نائباً، ما يعني أنه يحق لها بستة وزراء وفق الحسابات التي وضعها باسيل، وكتلة مؤيدة لرئيس الجمهورية تضم 10 نواب، وهذه يحق لها بثلاثة وزراء، ومجموع الكتلتين ينضوي تحت راية تكتل لبنان القوي، وحصته يجب أن تكون 9 وزراء، وليس 11 وزيراً كما يطالب باسيل. ووفق ما تشير مصادر متابعة، فإن الرياشي قدّم هذه الحسبة، بعد التداول بها مع بري، مع الإشارة إلى أن بري يوافق على وجهة النظر هذه. وهذه فحوى الرسالة التي أوصلها إليه الرياشي من قبل جعجع، مع تأكيد أهمية تشكيل الحكومة سريعاً.

وخلال لقائه مع الحريري كرر الرياشي موقفه نفسه. وتشير المصادر إلى أن الحريري كان متجاوباً مع الرسالة القواتية، ولم يصدر عنه أي موقف يشير إلى إمكانية تخلّيه عن الثوابت التي أرسيت. وتكشف المصادر أن الحريري قد يطرح صيغة جديدة، في انتظار استكماله المشاورات مع بقية الأفرقاء، لكن هذه الصيغة لم تتبلور وهي لن تخرج عن سياق الصيغ التي قدّمها سابقاً. واللافت أكثر كان موقف الرياشي تجاه باسيل، إذ في ردّ على سؤال عن انقطاع التواصل بين الحزبين، قال وزير الإعلام إنه حاول أكثر من مرة التواصل مع باسيل، فلم يلق إجابة، وأنه لن يعيد الكرّة كي لا يتهم بالتحرش. وهنا، تشير مصادر متابعة إلى أن باسيل يرفض التواصل مع الرياشي كما يضع فيتو على إعادته وزيراً، وذلك بسبب علاقته الجيدة مع عون وتواصله المباشر معه، وإقناعه في زيارته الأخيرة إلى بعبدا بصحة مطالب القوات. ما دفع باسيل إلى التشدد تجاه الرياشي واشتراط عدم توزيره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها