الجمعة 2018/07/20

آخر تحديث: 12:21 (بيروت)

باسيل يزايد على عون: نحو دمشق

الجمعة 2018/07/20
باسيل يزايد على عون: نحو دمشق
يريد باسيل إجراء تحول جذري في سياسة لبنان الخارجية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

اصبحت خطة حزب الله إعادة أعداد من اللاجئين إلى سوريا في المرحلة العملية. في الساعات المقبلة، يتجه نحو ألف لاجئ سوري للعودة إلى قراهم في الداخل السوري. بينما تستمر عمليات الحزب في تسجيل اللاجئين الراغبين بالعودة وتسوية أوضاعهم. ويؤكد النائب السابق نوار الساحلي، الذي يدير هذا الملف من قبل الحزب، أن قوافل العائدين ستتحرك تباعاً. يستند حزب الله في خطوته على تفاهم كامل مع النظام السوري. وقد وجِّهت إى حزب الله اتهامات عديدة بتوليه لهذا الملف، من بينها أنه سيطر على مهمات الدولة اللبنانية وحلّ مكان أجهزتها، لكن الساحلي يعتبر أن الدولة اللبنانية متلكئة بالقيام بواجبها. لذلك، حزب الله ونظراً لعلاقته مع النظام السوري، يعمل على تخفيف الأعباء المترتبة عن اللجوء السوري.

وبذلك، تُفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية السورية في هذه المرحلة من التحولات التي تعيشها المنطقة، وعلى وقع نتائج قمّة هلسنكي وتداعياتها، والتي يبدي حزب الله والإيرانيون ارتياحاً بشأنها، خصوصاً أنها لم تأت على حسابهم وفق ما يؤكدون. بالتزامن مع خطوات حزب الله، أعلنت روسيا إنشاء مراكز لاستقبال وايواء اللاجئين في الداخل السوري. وبحسب المعلومات فإن روسيا ستعمل مع العديد من الجهات لتنظيم عودة كثير من اللاجئين إلى مراكز الايواء هذه. وتشير المعلومات إلى أن ما ستقوم به روسيا يحظى بغطاء دولي، وهو سيكون نتاج تنسيق مع حزب الله أيضاً، ولن يكون هناك تنافس بين الطرفين.

ما بعد قمّة هلسنكي ستعمل إيران على تعزيز أوراقها في سوريا والمنطقة. وتستند في ذلك إلى تعزيز ركائز النظام في سوريا، وتثبيت وجودها هناك بعد التوافق بشأن الوضع في الجنوب السوري. وهي تتعاطى وكأن لا إشكال لدى المجتمع الدولي ببقائها في مناطق وسط سوريا، لا تشكل خطراً أو تهديداً للأمن الإسرائيلي.

وبهذه التحولات ترتبط المواقف اللبنانية بشأن العلاقة مع النظام السوري، والتي يعمل حزب الله والتيار الوطني الحر على إعادتها إلى سابق عهدها. أعلن الوزير جبران باسيل قبل أكثر من أسبوع أن العلاقات اللبنانية السورية ستعود إلى طبيعتها في الأيام المقبلة، وهو أسلوب ضغط جديد يعتمده باسيل على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وهذا لا ينفصل عن التسريبات التي تعمّدت بعض الجهات تسريبها وتتعلق بموقف سابق للحريري مع التيار الوطني الحر يُبدي فيه استعداداً لإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا بعد الانتخابات النيابية. ويعتبر التيار أن الحريري، الذي لم يبادر إلى أي خطوة جدية بهذا الصدد، يتهرّب من ذلك. لذلك، تفيد المعلومات بأن أساليب الضغط ستتزايد في المرحلة المقبلة، وستتخذ طابعاً اقتصادياً ومالياً، بعد فتح المعابر الحدودية بين سوريا والعراق وسوريا والأردن. بالتالي، فإن التجار اللبنانيين بحاجة إلى استخدام هذه المعابر لتسهيل تجارتهم، وليتمكن لبنان من التنفس، بعد الاختنقاء.

كل هذه المحاولات لها هدف واحد بالنسبة إلى باسيل، وهو السعي إلى تحقيق ما يريد في السياسة، وإجراء تحول جذري في سياسة لبنان الخارجية. وحتى الآن، تعارض قوى أخرى، لاسيما القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ذلك. وتتفق تلك القوى على أنه لا يمكن لباسيل ولا لأحد غيره تغيير سياسة لبنان الخارجية. وهذا أمر مرتبط بمرحلة ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، المخول الوحيد تحديد إطار العلاقة مع النظام السوري. وتعتبر تلك القوى أن باسيل يقدم على هذه الخطوة، في مسعى منه لتقديم أوراق اعتماده كرئيس للجمهورية، استناداً إلى انتصار يحققه النظام السوري والإيرانيون في هذه اللحظة. وترى تلك القوى أن الهدف من سعي باسيل لاعادة العلاقات هو تسليف موقف تاريخي للنظام السوري، وأن يصبح مفضلاً لديه لرئاسة الجمهورية في الاستحقاق المقبل، لاسيما أنه يزايد على الرئيس عون في هذا الموضوع، وكأنه يوحي بأنه إذا ما أصبح رئيساً فإن القبلة الأولى لزيارته ستكون سوريا وليس أي دولة أخرى، على عكس عون الذي لم يزر دمشق ولا طهران.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها