سجال في صور: تلوث النفايات يتفاقم أو شائعات؟

النفايات بدأت تحاصر مدينة صور وجوارها. وهمُ اتحاد بلديات صور هو "الموسم السياحي"، الذي هو "فوق كل اعتبار". فسياسة غض النظر عن الواقع البيئي السيء، دفعت إلى اللجوء إلى المكبات العشوائية التي بدأت تمتلئ بالنفايات، في ظل غياب التخطيط والعمل الجدي لحل الأزمة.

منذ أسبوعين، تم إقفال مكب شرناي الذي كان يستقبل نفايات صور والجوار. ومع لجوء اتحاد بلديات صور إلى اعتماد مكب العباسية الواقع في العقار الرقم 159، بدأت الأزمة تتصاعد بسبب أطنان النفايات التي تُرمى يومياً في المكب، والتي كان من المقرر فرزها بشكل جزئي من قبل صاحب الأرض زكي عزالدين. إلا أن الكمية الكبيرة دفعت البلدية إلى استحداث مكب عشوائي آخر في منطقة البساتين الواقعة ضمن النطاق الجغرافي لبلدة البرج الشمالي.

المبكات العشوائية المنتشرة، ومع ارتفاع درجات الحرارة أصبحت مصدراً للحشرات والجرذان التي بدأت تنتشر بشكل لافت، وتتسبب ببعض الأمراض الجلدية، لاسيما لدى الأطفال. حتى أن أحد سكان صور سخر من الواقع البيئي في المنطقة بالقول إنه "خلال أشهر أو سنة سيكون عدد الجراذين أكثر من عدد السكان".

هذه الصورة، يحاول كثيرون في صور اخفاءها وعدم الحديث عنها، خصوصاً عشية انطلاق المهرجانات الأسبوع المقبل، مع بروز سجال حاد على وسائل التواصل الاجتماعي بين المدافعين عن صورة المدينة والمنطقة من جهة ومنتقدي الواقع الذي وصلت إليه بسبب غياب التخطيط من جهة أخرى. وتحاول فعاليات المنطقة الضغط لعدم نشر أي صور "مسيئة" إلى المنطقة أو أطفال أصيبوا بأمراض جلدية بسبب التلوث البيئي.

السؤال الذي يطرح: ماذا سيحدث في صور ومنطقتها في حال امتلأت المكبات بالنفايات؟ وهل ستكون صور على موعد مع اجتياح النفايات شوارعها أم سيتم استحداث مكبات أخرى؟ رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق لا يملك أي إجابة عن حل الأزمة، رامياً الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية التي يجب أن تضع خطة وطنية لمعالجة النفايات. أما الحل في نظره فهو نقل النفايات من مكب إلى آخر. والهم، هو المحافظة على جمال المدينة ونظافتها أمام زوارها وسياحها.

ويشير دبوق إلى أن "الأزمة ليست جدية، لكن هناك من يحاول تشويه صورة المدينة من أجل الظهور الإعلامي". لكنه يأمل أن يُعاد فتح معمل عين بعال لمعالجة النفايات من أجل التخفيف من الكميات. ويعد بأنه سيكون مفتوحاً في غضون شهر أو اثنين في أقصى حد. وإذ يؤكد أن المعمل لن يحل المشكلة، كونه ذا قدرة استعابية محددة، يقلق دبوق من تحول صور إلى مدينة تجتاحها النفايات.

ينكر دبوق وجود حشرات مؤذية أو جرذان، فالبلدية تكافح الحشرات والجرذان بأفضل المبيدات. والمدينة من أنظف المدن اللبنانية، رغم توافد الزوار بكثافة ويصل عددهم إلى 6 آلاف زائر في نهاية الأسبوع.

في المقابل، تحاول الهيئة الشعبية البيئية في قضاء صور الكشف عن جميع المكبات العشوائية التي يتم استحداثها من أجل فضحها أمام الرأي العام. وتوضح الهيئة أن مكب شرناي الذي أقفل بحجة استصلاح أراض، تزرع فيه الأفوكا من دون أي معايير علمية أو صحية وبيئية. وتشير الهيئة إلى أن بلدية العباسية رفضت استقبال نفايات صور والبرج الشمالي، إلا أن ضغط اتحاد بلديات صور والأحزاب دفع البلدية إلى الرضوخ.