الأحد 2018/07/15

آخر تحديث: 07:19 (بيروت)

حديقة حيوانات أم سجن؟

الأحد 2018/07/15
حديقة حيوانات أم سجن؟
تسعى وزارة الزراعة إلى تحسين حدائق الحيوانات الموجودة
increase حجم الخط decrease

في الحازمية حديقة حيوانات اسمها Zazoo أشبه بسجن. عشرات الحيوانات البرية محجوزة في أقفاص صغيرة، شبه معطلة عن الحركة. الضعف والوهن وقلة النظافة تظهر بوضوح، في مخالفة للاتفاقيات الدولية التي التزم بها القانون اللبناني. فحتى النمر السيبيري مسجون داخل قفص صغير، على أرض مصبوبة بالباطون، رغم أنه مدرج على قائمة الأنواع الأكثر تهديداً بالانقراض. في قفص آخر، دبان صغيران جداً. والأسوأ، تجول أطفال بمفردهم بين الأقفاص. يعرف أحدهم عن نفسه عاملاً في الحديقة، ثم يبدأ بالشرح عن الأسد الموجود أمامه في القفص. كما تسكن عائلات مع أطفالها داخل الحديقة.

خلال حديثه إلى "المدن"، يرفض مالك الحديقة أحمد جمال الدين أي اتهام بمخالفة القوانين وأن حديقته غير مرخصة. ويلقي مسؤولية ما تعانيه الحيوانات على الدولة اللبنانية والبلديات. فيلومها لعدم تقديم المساعدات اللازمة لطبابة حيواناته وإيوائها في أماكن مناسبة. ويؤكد أنه سيسعى إلى الطلب من رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني السماح له باستخدام مساحة 30 ألف متر مربع من حرش بيروت ليقيم عليها حديقته. ما من شأنه توسعة المساحة وتحسين الظروف الطبيعية التي تعيش فيها الحيوانات. وهو ما كان الأجدى بالمالك التفكير فيه قبل استيرادها، أو سرقة بعضها من البراري، وفق ما تتهمه به مصادر في جمعية Animals lebanon.


وما يشكل خطورة على حياة أطفال يعتبره المالك "رفق بالبني آدمين". فرغم نفيه بدايةً عمل أطفال في حديقته، يعود ليقول إن عملهم عبارة عن مساعدة الأم مقابل مصروف، وفي بعض الأحيان هي طريقة لمساعدة الأيتام. ليظهر كأن العمل شرط من شروط "المساعدة". وهو يقارن سكن عائلات بالقرب من أقفاص حيوانات مفترسة بوضع السوريين في مخيمات اللاجئين. فبرأيه وضع العاملين لديه أفضل.

تنفي جمعية Animals Lebanon أقوال صاحب الحديقة. فوضع الحيوانات في هذه الحديقة بغاية السوء، وفق ما بينته مراقبتها. وقد تمكنت الجمعية أخيراً من نقل إبن آوى من الحديقة لعلاجه، بعدما أثبتت فحوصات وزارة الزراعة سوء وضعه الصحي، وأنه يعاني من نزيف في أذنيه. وفي حين تؤكد الجمعية قدرته على العودة إلى البرية من حيث أسر، يثق مالك الحديقة بقدرته على استعادة الحيوان بعد شفائه. أما النمر فلم تتمكن الجمعية من حمايته. فاستيراده تم بشكل قانوني، بغض النظر عن ظروف عيشه. ووفق الجمعية، فإن الدبين قد تم اصطيادهما من البراري اللبنانية. وهذا النوع كان قد عاد للظهور في براري لبنان، لكن حدائق الحيوانات عملت على مصادرته بشكل عشوائي.


نظرياً، وبحكم صدور قانون حماية الحيوانات والرفق بها في أيلول 2017، منحت هذه الحديقة وحديقة أخرى في نهر الكلب مهلة تقارب السنة للحصول على ترخيص. تحصلان بعدها على مهلة سنة إضافية للتقيد بمواصفات الأقفاص. هذا ما تقوله الجمعية المتفائلة بقدرتها على الضغط لتطبيق القانون الحديث.

جدية وتفاؤل الجمعية لا يظهران لدى وزارة الزراعة المعنية بمراقبة عمل هذه الحدائق. ووفق مصدر في الوزارة، فإن سوء وضع حدائق الحيوانات سببه صغر مساحة لبنان، وعدم امكانية إنشاء حدائق بمواصفات عالمية. ويعترف المصدر بعجز الوزارة عن تطبيق القوانين نتيجة ضغوط سياسية تأتي أحياناً من الوزير مباشرة، رغم كشف المخالفات.


ورغم الإيحاء بأن الأمر الواقع فوق القانون، يصرح المصدر أن الوزارة تسعى إلى تحسين الموجود. أما عن عمل وسكن الأطفال في الحديقة، فإجابة المصدر في الوزارة مطابقة لإجابة المالك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها