الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 00:16 (بيروت)

هل رسمت روسيا حدود حزب الله في سوريا؟

الأربعاء 2018/06/20
هل رسمت روسيا حدود حزب الله في سوريا؟
كيف سيتعامل حزب الله مع المعابر بين سوريا ولبنان؟ (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

نجح حزب الله وإيران في انتزاع ضوء أخضر جديد من النظام السوري للبقاء في سوريا، ولمواجهة الضغوط التي تجري ممارستها على النظام لمطالبة الإيرانيين بالإنسحاب من الأراضي السورية. ترى إيران وحزب الله أن موسكو، تجد نفسها مضطرة إلى تقديم هذه الأوراق فوق طاولات التفاوض مع الدول الكبرى، لكن الكلمة في النهاية للميدان والقدرة وليس للمفاوضات. لذلك، تصرّ طهران على تعزيز أوراق قوتها للالتفاف على أي قرار روسي بإخراجها من سوريا، وذلك عبر تثبيت نفسها قوّة أساسية إذا ما خرجت ستتدهور الأمور على الأرض.

توقفت حركة الانتقال من لبنان وإليه في مناطق السلسلة الشرقية عبر المعابر غير الشرعية. كان هذا مطلباً روسياً أساسياً من حزب الله. فرضه الروس بعيد إنتشارهم في مدينة القصير ومحيطها وفي نقاط قريبة من الحدود اللبنانية. اتضحت الصورة إذاً. دخلت روسيا إلى منطقة كان يعتبرها حزب الله غير مشمولة باتفاقات خفض التصعيد، وبالتالي هي منطقة نفوذه. أدى التدخل إلى التوتر بين الطرفين، ففرض الروس شروطهم بمنع أي حركة عبر المعابر غير الشرعية. للخطوة معنى أبعد يتعلّق بما تبرمه موسكو من اتفاقات مع واشنطن وتل أبيب، في ما يخص تحجيم حركة حزب الله والإيرانيين في سوريا. وهذا لا ينفصل عما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الحكومة سعد الحريري، عن وجوب انتشار الجيش اللبناني على طول الخطّ الحدودي، وحصر الانتقال بين البلدين بالمعابر الشرعية.

وقد جرى منذ أيام إقفال العديد من المعابر التي كان يستخدمها حزب الله للانتقال بسهولة إلى الداخل السوري وتحديداً إلى قاعدته العسكرية الأولى والأساسية في سوريا وهي القصير. لربما هذه الإجراءات هي السبب في توتير الأجواء في البقاع بين بعض العشائر، والتي لها علاقة بما كان يقوم به بعض "الطفار" في عمليات التهريب إلى الداخل السوري، خصوصاً عمليات تهريب السيارات المسروقة. ما دفع حزب الله إلى التدخل مع هذه العشائر والضغط على عصابات التهريب لوقف نشاطها، ومنع حصول أي توتر في المنطقة، إنسجاماً مع الخطة الأمنية التي يجري الإعداد لها لمنطقة البقاع.

الاتفاق إذاً هو ضبط المعابر غير الشرعية. ما دفع القوات الروسية إلى الانسحاب مقابل بقاء عناصر من الشرطة العسكرية الروسية للإشراف على تنفيذ الإتفاق، لا سيما بالقرب من معبر جوسيه، وفي بلدة العقربية التي تعتبر منفذاً على طريق الهرمل طرطوس، بالإضافة إلى دخول قوة من الجيش السوري للانتشار في المناطق التي انتشرت فيها القوات الروسية بشكل مؤقت، فيما حزب الله احتفظ بمواقعه، ولم تجر أي عملية انسحاب من أي نقطة.

ثمة من يقرأ في الخطوات الروسية تماهياً مع موقف الرئيس الروسي بشأن وجوب انسحاب كل القوات العسكرية الأجنبية من سوريا، وقصد بوتين بهذه القوات المحور الإيراني. الأمر الذي ترفضه طهران وحزب الله، ويعتبرانه بعيد المدى طالما المعركة مستمرّة في سوريا. وقد حصلا على دعم مباشر لوجودهما من رئيس النظام بشار الأسد، الذي اعتبر أن سوريا بحاجة إلى حلفائها في مواجهة الإرهاب، والمعركة طويلة. حققت إيران وحزب الله نقطة لمصلحتهما مرحلياً في مواجهة الضغط الروسي، لكن لا تنفي مصادر متابعة استمرار الضغط من الكرملين وحميميم على الأسد لأجل تحجيم النفوذ الإيراني والبدء بإجراءات تعمل على تقويض النفوذ الإيراني داخل بنية النظام وعلى الأرض، تمهيداً لمرحلة انتقالية في جذور الصراع. وهذه قد تتمظهر أكثر في الفترة المقبلة، من خلال تغييرات واقعية وداخل مؤسسات النظام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها