السبت 2018/06/02

آخر تحديث: 06:32 (بيروت)

ما مصير مسلخ طرابلس بعد إقفاله بالشمع الأحمر؟

السبت 2018/06/02
ما مصير مسلخ طرابلس بعد إقفاله بالشمع الأحمر؟
سيتولى تجار المواشي واللحوم عملية الذبح أمام محالهم (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لا تزال "فضيحة" مسلخ اللحوم التابع لاتحاد بلديات الفيحاء في عاصمة الشمال تتفاعل، بعدما كشف عليه فريقٌ من وزارة الصحة، وصدر قرار إقفاله بالشمع الأحمر بطلبٍ مذيلٍ بتوقيع من وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، الأربعاء في 30 أيار 2018.

هذا الطلب، أرسله حاصباني إلى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، لتوكيل الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع مصلحة الصحة في الشمال بمهمة إقفاله، إذ تبيّن في تقرير الكشف المقدم من قسم الصحة في قضاء طرابلس أنّ المسلخ غير مستوف لأدنى الشروط الصحية والفنية. ما فتح سجالاً واسعاً في طرابلس، حيث رفع مواطنون صرختهم، وأعربوا عن غضبهم من تفشي الفساد والتلوث في طرابلس، الذي طال إلى جانب كارثة النفايات اللحوم والمواشي وباتوا يشككون في نظافتها وسلامتها الغذائيّة.

أزمة مسلخ اللحوم في طرابلس ليست وليدة اللحظة. فهذا المسلخ يتبع لاتحاد بلديات الفيحاء الذي يرأسه أحمد قمرالدين، وفيه طبيب موظف وجابٍ وعمال وحراس. والطبيب الذي يختم المواشي هو مسؤول عن سلامتها. ورغم أنّه لم يُسجل في طرابلس كوارث صحيّة كبيرة ناتجة عن فساد اللحوم، إلّا أنّ ثمّة تجاراً يذبحون في الخارج ويأتون إلى المسلخ لدمغ منتجاتهم من المواشي. وهذا المسلخ كان قد أُنشئ في العام 2014، نتيجة اقتراح تجار المواشي مع نقابة اللحامين واعتباره مسلخاً بديلاً ومرحلياً ريثما تنتهي أعمال الصيانة في المسلخ المؤقت، فجرى اعتماده، وهو عبارة عن هنغار صغير قدرته الاستيعابية محدودة ولا يوجد فيه صرف صحي، تُذبح المواشي في داخله.

وفي السياق، يشير عضو بلدية طرابلس باسم بخاش لـ"المدن" إلى أنّ هذا المسلخ كان من المفترض أنّ يُتابع فيه الاتحاد كلّ الإجراءات والتحسينات اللازمة لأنّ ظروفه البيئية والصحية غير ملائمة على الإطلاق. فـ"المشكلة الأساسية أنّ ظروف المسلخ الحالي لم تجرِ متابعتها، بالتوازي مع إنشاء المسلخ الجديد الصحي تحت إشراف مجلس الإنماء والإعمار، بعد إبرام اتفاقية قرض مقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصاديّة العربيّة في العام 2015، بقيمة نحو 20 مليون دولار أميركي".

هذا الواقع، لم يعفِ قمرالدين من حملة هجومٍ واسعة على أدائه، ويصفه أعضاءٌ من داخل المجلس بـ"السيء جداً". وهو ما دفع عضو بلدية طرابلس المهندس جميل جبلاوي إلى توجيه أصابع اللوم إلى قمرالدين، واعتبره المسؤول الأول عن المسلخ، لاسيما أنّه تلقى قبل عام انذاراً بهذا الخصوص من وزارة الصحة، ولم يفِ بوعود اتخاذ الاجراءات المناسبة لتحسينه. فـ"لولا تدخل وزارة الصحة كنا استمررنا بأكل لحوم غير صالحة للاستهلاك لأشهر وأشهر".

وفور صدور قرار إقفال المسلخ بالشمع الأحمر، تفقد نهرا مسلخ اللحوم، الخميس في 31 أيار 2018، برفقة قمرالدين، ورئيسي بلديتي الميناء عبدالقادر علم الدين والبداوي حسن غمراوي مع مراقبين من وزارة الصحة. وخلال الجولة، أشار الطبيب المراقب في وزارة الصحة العامة الدكتور سامي الاحدب، إلى أنّ قرار الإقفال سيبقى ساري المفعول، بالتعاون مع الأطراف المعنيّة والوزارة. وفي حال أجريت تحسينات سريعة، "سيسمح بمعاودة العمل في المسلخ إلى حين إيجاد حلول بديلة".

وفي اتصالٍ مع "المدن"، يعترف قمرالدين أنّ وضع المسلخ ليس مثالياً، لكنّ وضعه الحالي، مع إجراء بعض التحسينات، "يبقى أفضل من عملية الذبح العشوائي على الأرصفة والذبح العشوائي من دون رقابة من قبل الطبيب المكلف بالاشراف عليها".

يقول: "أجرينا حالياً قسماً كبيراً من التحسينات بناءً على إرشادات الوزارة، ونحن قيد الالتزام بكلّ ما طلب منّا لإعادة فتحه مؤقتاً، إلى حين إنشاء المسلخ الرسمي المقدم من الصندوق الكويتي، حيث سيكون مسلخاً عصرياً وصحياً وبيئياً لطرابلس ومدن الفيحاء، وسيجري فضّ العروض في 11 حزيران 2018، على أن ينتهي العمل من إنشائه في غضون سنتين. أمّا من يحملنا المسؤولية الكاملة، فينسى أننا استلمنا هذا المسلخ بظروفٍ أسوأ مما هو عليه، ورغم ذلك لا تخرج منه سوى اللحوم الصالحة".

وإلى حين انهاء التحسينات لإعادة تشغيل المسلخ، "سيتولى تجار المواشي واللحوم عملية الذبح أمام محالهم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها