الأحد 2018/06/17

آخر تحديث: 00:37 (بيروت)

اللبنانية الأميركية تدرس حشيشة الكيف.. ماذا بعد؟

الأحد 2018/06/17
اللبنانية الأميركية تدرس حشيشة الكيف.. ماذا بعد؟
لزراعة القنب منافع اقتصادية واجتماعية (Getty)
increase حجم الخط decrease

ما زال لبنان يتعاطى مع نبتة القنب، المعروفة بحشيشة الكيف، كأمر حساس أو "تابو"، مع إغفال جانبها الطبي والصناعي. ففي حين يُعرف عن القنب اللبناني أنه من أجود الأنواع، وبالتالي قد يكون له فوائد طبية مميزة، فإن الحديث عن تشريع زراعته ما زال يصطدم بالآراء المعارضة والمصالح المتضاربة، رغم تشريع زراعته في العديد من دول العالم لغايات طبية وصناعية، مثل كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والهند وسواها.

لكن، الدكتور في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) محمد مروة، المهتم بدراسة الأعشاب الطبية تحديداً، أخذ على عاتقه إنشاء مركز لدراسة هذه النبتة في اللبنانية الأميركية، رغم كل التحديات. وبمجهوده الشخصي وإصراره، استطاع أن يحقق ذلك بالتعاون مع جهات رسمية، أبرزها وزارة الصحة التي تملك، وفقاً للقانون، حق التصريح بإنشاء مراكز متخصصة لدراسة النباتات المحظورة لغايات بحثية.

سيمتد المشروع، الذي انطلق رسمياً في مطلع شهر حزيران 2018، لسنوات طويلة. "إذ إننا نبدأ من الصفر"، وفق ما يقول مروة في حديث إلى "المدن". كما أن فهم هذه النبتة يتطلب دقة، نظراً لتغير تركيبتها الكيميائية مع تغير العوامل المناخية والجغرافية والطبيعية التي تزرع فيها، وبسبب حصول تغيرات في استخدامها. "أكثر ما يهمني في القنب اللبناني هو زيته، لأنه خلاصة التركيبة الكيميائية لهذه النبتة، وسيخبرنا كثيراً عنها، خصوصاً أننا نعلم القليل القليل عنها، بسبب قلة أو انعدام البحوث حولها"، وفق مروة.

عموماً، يُعرف القنب بفوائده الطبية العالية في معالجة عوارض داء الصرع والتصلب اللويحي ومرض الشلل الرعاش (Parkinson disease) والألزهايمير وغيرها من الأمراض. ما يعني أن فوائده متعلقة بالجهاز العصبي المركزي والدماغ تحديداً، لأنه يحتوي على مادة الكانابينول الموجودة فيه حصراً.

ورغم المنافع الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنجم عن زراعة القنب الطبي، فإن له قيمة إنسانية أيضاً في معالجة بعض الأمراض "الحساسة"، على ما يصفها مروة، التي تسبب كثيراً من الآلام لأصحابها كسرطان الرأس والصرع لدى الأطفال. رغم ذلك، "لا تستورد الدولة اللبنانية الأدوية المفيدة لهذه الحالات، لأنها تحتوي على مواد من القنب". لذلك، قد يكون هذا المشروع خطوة لإزالة الصورة النمطية للقنب لدى الحكومة اللبنانية، بعد أن تلحظ استخداماته وأهميته طبياً، في حين تتنافس أستراليا وكندا على أعلى نسبة تصدير للقنب الطبي.

ويؤكد مروة أن الهدف من المركز "بحثي بحت". أما قرار زراعة القنب لأغراض طبية فـ"هو أمر يعود إلى الدولة اللبنانية بعد أن تحصل على بحوثنا وتتخذ على أساسها القرارات المناسبة". ليبقى وضع لبنان على الخريطة العالمية في مجال البحوث بشأن القنب أبرز أهداف مروة. ولتمويل هذا المشروع، يعمل مروة على تأمين تمويل من مصانع أدوية محلية أبدت اهتمامها بالمشروع، بالإضافة إلى منظمات عالمية يأمل مروة أن تولي المشروع اهتماماً.

وبصرف النظر عما ستؤول إليه نتائج البحث في المركز، من تغيرات على صعيد تشريع زراعة القنب الطبي، فمن المؤكد أن افتتاح هذا المركز سيمنح طلاب اللبنانية الأميركية فرصة كبيرة لمواكبة موضوع يستحوذ على اهتمام دولي في مجال البحوث. وتأتي خصوصية هذا الموضوع من أنه متعدد الاختصصات، ويجمع بين علوم الأحياء والكيمياء والطب وعلم الأدوية أو الصيدلة معاً.

لكن، إذا كان مروة نجح في إنشاء هذا المركز، فهل سينجح في الانتقال إلى هدفه التالي بعد انتهاء البحوث المخبرية، أي إلى مرحلة التجارب السريرية لفهم تأثير هذه المواد على المرضى؟ يقول مروة إن "هذا المسار الطبيعي للبحوث في دول العالم المتقدمة في المجال البحثي كالولايات المتحدة الأميركية مثلاً. لذا، آمل أن يسمح لنا المعنيون القيام بذلك لاحقاً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها