السبت 2018/06/16

آخر تحديث: 09:59 (بيروت)

هل سمك لبنان ملوث؟

السبت 2018/06/16
هل سمك لبنان ملوث؟
الصيادون يصطادون في أماكن بعيدة من الشاطئ (Getty)
increase حجم الخط decrease

تنتشر صور تلوث الشاطئ اللبناني، وتنتشر معها الدراسات والمقالات التي تتحدث عن هذا التلوث. الأمر الذي يولد تساؤلاً عن حالة الأسماك في بحر لبنان، وأثر تناوله على صحة الإنسان. لا وجود لأي إجابة علمية واضحة. ما يعني أن لا اهتمام من الجهات الرسمية المعنية بهذا الموضوع.

يقول اختصاصي البيولوجيا البحرية وعلوم البحار البروفيسور ميشال باريش، لـ"المدن"، إن "الأكيد أن لحوم الأسماك تخزن سموماً، لكن لا دراسة في لبنان تظهر نسبة السموم في لحم السمك، وإن كانت ضمن النسب المقبولة. فآخر دراسة بهذا الشأن حصلت في الستينيات". ويعتبر باريش أنه لم يعد هناك سمك نظيف 100% في العالم. ولا يمكن اعتبار السمك نظيفاً من خلال تحديد مكان اصطياده. فهناك أنواع تهاجر وتتنقل من منطقة إلى أخرى. ورغم هذه الحقائق يتناول باريش الأسماك بشكل طبيعي.

أما وزارة الزراعة، المعنية مباشرة بالثروة السمكية، فيقول مصدر مطلع على عملها لـ"المدن" إنها لم تقم، هي أو غيرها من الوزارات، بأي دراسة تلحظ مسألة تلوث الأسماك، وأن تلوث البحر لا يطرح مشكلة تلوث الأسماك، إنما فقدانها. إذ يستحيل علمياً على السمك اللبناني العيش في مكان ملوث. فهي إما تهاجر أو تموت، خصوصاً أن 90% منها صغيرة الحجم، ويستثنى من ذلك البوري والمواسطة، الموجودتين في مياه ملوثة قرب الشواطئ. يضيف المصدر أن لبنان ليس بلداً صناعياً، وأوساخ المجارير في البحر لا تحتوي على مواد مركبة، وهي تتفكك فيه. لكن خطرها يكمن في تدمير الموائل قرب الشاطئ. وهناك خطر آخر يطال البحر ويأتي من الحقول المجاورة، عندما ترش المزروعات بالأسمدة والمبيدات وتتسرب إلى مياهه.

ويؤكد المصدر أن الطلب على السمك اللبناني مرتفع جداً، بدليل أن الكيلو من سمكة السلطان إبراهيم اللبنانية يباع بـ110 آلاف ليرة، بينما الكيلو التركي أو المصري من الصنف نفسه يباع بـ18 ألف ليرة. أما الأسماك المستوردة فليست أفضل من الأنواع اللبنانية، بل على العكس، فـ90% من الأسماك المستوردة غير مطابقة للمواصفات. وهي تأتي إلى لبنان بعد رفض السماح بدخولها الأسواق الأوروبية.

أما رئيس جمعية صيادي الأسماك في الجناح والرملة البيضا، ادريس عتريس، فيرفض القول إن السمك ملوث. لأن هذا القول يقطع رزق الصيادين، مشيراً إلى أن السمك يموت نتيجة التلوث، خصوصاً في منطقة كوستابرافا وبرج حمود حيث تطمر النفايات. ويؤكد عتريس أن الصيادين يصطادون في أماكن بعيدة من الشاطئ، حيث تتغذى الأسماك من الشعب المرجانية، وتسبح في عمق البحر بعيداً من النفايات. فـ"السمك يتبع النظافة"، وفق قول عتريس.

هكذا، يظهر كأن مصلحة البعض عدم إجراء دراسة علمية تحسم الإجابة. فالنتيجة المرجحة قد تضر بمصالح العديد من الجهات. وقد تضع جهات أخرى أمام مسؤوليات تتهرب منها. وفي ظل هذا الواقع، يبقى العزاء بانخفاض استهلاك اللبناني للسمك. إذ يبلغ معدل استهلاكه 3 كيلو غرامات سنوياً. فيما يبلغ سوق السمك في لبنان 28 ألف طن سنوياً، ينتج لبنان منها بين 3 و4 آلاف طن فقط. لكن انخفاض استهلاك السمك قد لا ينقذ اللبناني. فربما يكون التلوث على اليابسة أخطر منه في البحر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها