الأربعاء 2018/05/09

آخر تحديث: 07:07 (بيروت)

هذه قراءة إسرائيل للانتخابات

الأربعاء 2018/05/09
هذه قراءة إسرائيل للانتخابات
تعتبر هآرتس أن نصرالله حقق إنجازاً سياسياً كبيراً (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
وفق صحيفة هآرتس، فإن النتائج غير المتوقعة للانتخابات البرلمانية في لبنان يمكن أن تفرح حزب الله كثيراً، إذ تشير الحسابات الأولية إلى أن الثنائي الشيعي مع شريكه المسيحي التيار الوطني الحر سيحصلان على 67 مقعداً من أصل 128.


تعتبر هآرتس أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حقق إنجازاً سياسياً كبيراً. ذلك أنه رغم الاحتجاجات العامة ضد مشاركته في الحرب في سوريا، لم يتمكن حزب الله وشركاؤه من الفوز بعدد كبير من المقاعد فحسب، بل بقوة سياسية من شأنها أن تؤثر في عمل الحكومة أيضاً.

لكن، هناك قضيتين متفجرتين قد تمنعان الحزب، وفق الصحيفة، من القيام بما يحلو له. الأولى هي التكليف المتوقع لسعد الحريري بتشكيل الحكومة. فرغم أن كتلته خسرت 16 مقعداً مقارنةً بالعام 2009، إلا إنه ما زال يملك أكبر تكتل سني، مع 21 مقعداً. ما يجعله المرشح الأول لرئاسة الوزراء. أما المسألة الثانية فتتعلق بالسلطة السياسية للرئيس اللبناني ميشال عون وقدرته على منح حزب الله الدعم الكامل في الحكومة بعدما تكبدت كتلته خسارة مؤلمة في الانتخابات وخسرت عدداً من المقاعد. فهذه الكتلة، التي تهدف إلى التمثيل المسيحي لن تتمكن بعد الآن، كما ترى هآرتس، من ادعاء أنها الممثل الوحيد، لاسيما بالنظر إلى الفوز الساحق للقوات اللبنانية التي ضاعفت قوتها البرلمانية.

سيكون الاتفاق على رئيس الوزراء هو الجزء الأبسط مما سيجري في المرحلة اللاحقة، إذ سيتمسك حزب الله بما لا يقل عن ثلث المقاعد الحكومية زائد 1، لأنه وفقاً للدستور، يجب أن يتم تمرير القرارات الحكومية الرئيسية بثلثي أعضاء مجلس الوزراء. وقد استقرت قوة الحزب في السنوات الماضية على قدرته على إحباط قرارات الحكومة بفضل صيغة الثلث زائد 1، وليس بناءً على اتخاذ القرارات وتنفيذها.

لذلك، ترى الصحيفة أن نتائج الانتخابات تؤثر على الصراعات السياسية المتوقعة في الفترة القريبة. من هنا، يجب عدم التسرع واستخلاص نتائج بعيدة المدى بشأن مسألة انتصار إيران أو خسارة السعودية. ولدى إسرائيل مصلحة كبيرة في استقرار لبنان وتطويره الاقتصادي، حتى ولو كان حزب الله شريكاً في حكومته. فهذه الشراكة ساعدت في السنوات الماضية في الحفاظ على ميزان الردع القائم بين إسرائيل وحزب الله، لكي لا يحصل انزلاق نحو مواجهة عنيفة.

من جهتها، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن البروفيسور ايال زيسر، وهو نائب رئيس جامعة تل أبيب والمدير السابق لمركز موشي ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية، قوله إن انتصار حلفاء حزب الله سيعزز من قوة الحزب بشكل طفيف ولا ينبغي تفسيره على أنه نصر حاسم. فاللبنانيون يركزون عادة على القضايا الداخلية، ومن المرجح أن يستمر الهدوء على طول الحدود الشمالية. وقلل زيسر مما يُشاع بأن الانتخابات كانت بمثابة تغيير رئيسي في اللعبة الإقليمية. أضاف: "الواقع اللبناني أكثر تعقيداً. فحتى حركة أمل تعارض القوة المتزايدة للحزب. لقد انتخب المسيحيون في لبنان مرشحيهم، ونأى السنة بأنفسهم عن سعد الحريري وسياساته الموالية للسعودية. وقد يُظهر التصويت أن اللبنانيين لا يريدون أن تكون بلادهم ميداناً للقتال بين الرياض وطهران''.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها