الثلاثاء 2018/05/08

آخر تحديث: 08:11 (بيروت)

أبرز الخاسرين

الثلاثاء 2018/05/08
أبرز الخاسرين
منذ العام 1972، لم يغب بطرس حرب سوى عن دورة العام 1992 التي قاطعها (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

مع نهاية السباق الانتخابي، كشفت النتائج عن خسارات تعكس رمزيّة معيّنة في مختلف الدوائر، بينها زعامات تاريخيّة خسرت مقعدها النيابي للمرة الأولى منذ زمن طويل، ومنها الخسارات التي تعكس فشل رهانات معيّنة في السياسة والتكتيك الانتخابي.

الإستقطاب الحزبي أسقط فرعون
للمرة الأولى منذ 22 عاماً، سيغيب وجه ميشال فرعون عن المجلس النيابي. فالسياسي الذي بدأ مشواره البرلماني في العام 1996، استفاد في انطلاقته من انتمائه إلى إحدى العائلات السياسيّة الكاثوليكيّة في الأشرفيّة، ومن كون والده النائب والوزير بيار فرعون. دمج فرعون بين تاريخ عائلته وتحالفه الوثيق مع الرئيس رفيق الحريري في ذلك الوقت، في ظل قانون انتخاب يعطي الحريري تأثيراً كبيراً على حظوظ نوّاب الأشرفيّة.

رجل الأعمال استفاد أيضاً وطوال 22 سنة من استثماراته المختلفة، لبناء امبراطوريّة خدماتيّة في الأشرفيّة، سمحت له بالاحتفاظ بمكانته حتّى بعد "تحرير" الأشرفيّة من تأثير أصوات تيّار المستقبل بعد تعديل قانون الانتخابات في العام 2009. إلتزم خط 14 آذار في تحالفاته وخطابه، حتّى انتخابات هذه السنة. لكنّ الحظ لم يحالفه هذه السنة، إذ حلّ مكانه المرشّح العوني عن المقعد الكاثوليكي نفسه نقولا الصحناوي، بعدما حلّ أولاً في ترتيب جميع المرشّحين. ربّما طبيعة القانون الانتخابي لعبت دوراً في هذه النتيجة، إذ تم استقطاب جمهور 14 أذار لاعطاء الصوت التفضيلي لمصلحة مرشحي أحزاب هذا التحالف، بينما قام العونيون بحشد التأييد خلف مرشحهم الحزبي على مقعد فرعون.

بطرس حرب: نهاية حقبة بترونيّة
منذ العام 1972، لم يغب بطرس حرب سوى عن دورة العام 1992 التي قاطعها، بينما حلّ وزيراً لأربع مرّات في حقائب مختلفة من الاتصالات إلى العمل والتربية. دخل حرب البرلمان شابّاً في 28 من عمره، على لائحة مشتركة مع مرشّح حزب الكتائب في ذلك الوقت جورج سعاده، وانتمى إلى كتلة نوّاب الوسط.

طوال وجوده في البرلمان تميّز حرب بنشاطه اللافت، إذ يعد من أكثر النوّاب الذين قدّموا استجوابات للحكومات المتعاقبة. وفي عز موجات التهجير الجماعي، تقدّم باقتراح قانون لمنع بيع الأراضي في المناطق المهجّرة من طائفة إلى أخرى، لتفادي التهجير النهائي لأبناء هذه المناطق.

انحاز حرب إلى المعسكر المعترض على الوجود السوري، وبعدها إلى قوى 14 آذار، لكن انتخابات 2018 فرضت عليه التحالف تكتيكيّاً مع سليمان فرنجيّة، قبل أن تسقطه حسابات الصوت التفضيلي. تخطى حرب مرشّحو اللوائح الأخرى في نسبة الأصوات التفضيليّة في البترون، كما سبقه حلفاؤه على اللائحة نفسها في الأقضية الأخرى، فخرج من المنافسة.

زياد بارود: مدني في لائحة السلطة
في سجل الوزير السابق زياد بارود لائحة طويلة من المساهمات في المجتمع المدني اللبناني، توّجها بتعيينه في العام 2008 وزيراً للداخليّة والبلديّات كمستقل طموح من حصّة رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، إلى أن استقال في العام 2011 بعد إشكال مع فرع المعلومات. لكنّ بارود الذي خبر جيّداً صعوبة العمل المعارض من داخل الحكومة، اختار المحاولة من جديد عبر الترشّح مع التيّار الوطني الحر.

كثيرون تنبّأوا بعدم نجاح هذه الخطوة، فلا قاعدة التيّار في كسروان تقبّلته بحماسة كمرشّح من خارج التيّار أو رموزه التقليديّة، ولا استطاع إثارة حماسة المجتمع المدني المعترض كمرشّح على لائحة من لوائح "السلطة". ولم يملك ماكينة خدماتيّة معتبرة، لذا لم يستطع منافسة زملائه على اللائحة نفسها لحجز موقع متقدّم فيها. فأضحى بارود بلا قدرة تنافسيّة فعليّة في حسابات الصوت التفضيلي.

فتوش وسكاف: وداع زعامات كاثوليكيّة
زوجة النائب السابق الياس سكاف وابنة النائب السابق جبران طوق لم تتمكّن من الحفاظ على إرث الزعامة الكاثوليكيّة في زحلة في هذه الانتخابات. ميريم سكاف راهنت منذ بداية السباق على كونها "مش لوحدها"، متّكلة على رصيد كبير من الولاء التاريخي لزعامة سكاف في زحلة وجوارها. لكنّ تمدّد الأحزاب ونفوذها في المدينة كان أقوى من إرث العائلة وخدماتها.

كذلك الأمر بالنسبة إلى نقولا فتوش الحاضر في المجلس منذ العام 1992، بمعزل عن التحوّل في المزاج الشعبي و"البوسطة الانتخابيّة" في مدينة زحلة خلال هذه الفترة. فتّوش الذي تمكّن من القفز بسرعة من معسكر حلفاء النظام السوري قبل 2005 إلى قيادة لوائح 14 آذار بعدها، راهن هذه المرّة على الاستفادة من كسر الحاصل الإضافي على لائحة حزب الله، لكنّ حسابات الصوت التفضيلي لم تسر وفق توقّعات فتّوش.

غسّان مخيبر: رحيل مشرّع
بعد وفاة النائب ألبير مخيبر في العام 2002، وتنافس كل من ميرنا المر وغابريال المر على المقعد الأرثوذكسي في الدائرة، قضى المجلس الدستوري بفوز غسان مخيبر رغم كونه خارج المنافسة الفعليّة من ناحية عدد الأصوات، بسبب الشوائب والمخالفات في حملتي ميرنا وغبريال. منذ ذلك الوقت، تجددت ولاية مخيبر بانضمامه إلى تكتّل الإصلاح والتغيير بعد عودة الرئيس ميشال عون من فرنسا مستفيداً من حالة التيّار في المتن.

خرج النائب المتني من المنافسة خاسراً، فلا استطاع مجاراة المرشح الخصم ميشال المر في لعبة الأصوات التفضيليّة، ولا تخطّي حليفه على اللائحة الياس بوصعب. بالتأكيد، خسر المجلس النيابي مشرّعاً وناشطاً في قضايا حقوق المرأة والطفل والتنمية، لكنّ لعبة الأصوات التفضيليّة ذهبت في مصلحة ماكينات الخدمات الأكبر في القضاء، لا الرصيد التشريعي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها