حظوظ مرشح حزب الله في جبيل.. تتراجع؟

في دائرة جبيل- كسروان تشخص الأنظار إلى معركة المقعد الشيعي، ضمن اللوائح الخمس المتنافسة، حيث يكرس حزب الله بالتعاون مع حركة أمل جهودهما لتأمين الحاصل الانتخابي للائحة التضامن الوطني برئاسة جان لوي قرداحي، لضمان فوز مرشح الثنائي الشيعي الشيخ حسين زعيتر في الدائرة الصغرى في جبيل. ولتوجيه رسالة إلى التيار الوطني الحر أن "المقعد الشيعي هو المعركة الوجودية لحزب الله وأمل".

الأشهر الماضية التي عاشتها منطقة جبيل على وقع السجالات الانتخابية، تُرجمت اليوم بتضارب المعلومات والشائعات، والاشكالات المتنقلة في القرى الجبيلية، لاسيما الشيعة منها، إضافة إلى جهل واضح في آلية التصويت عمت في إرجاء المنطقة، إضافة إلى التدخل الواضح لمندوبي التيار في عمل رؤساء الإقلام في مدينة جبيل.

زعيتر، الذي فضل عدم التصويت في منطقة القصر البقاعية، منعاً لتفعيل السجال الذي دار منذ إعلان تسميته بأنه "غريب عن المنطقة الجبلية، وجبيل خلت من أهلها"، فضل أن يكون حاضراً في القرى الجُبيلية منذ أيام، وواكب العملية الانتخابية متنقلاً بين قرى جبيل، لاسيما الجردية منها. مع حرص الماكينة الانتخابية لحزب الله في جبيل على المواكبة الإعلامية له، حيث أستُقبل خلال جولته الانتخابية في قرى حجولا وبشتليدا، ورأس اسطا على وقع الزغاريد والأناشيد الحزبية. فمن رأس أسطا أعلن زعيتر فوزه، خلال حديثه مع "المدن"، واعتبر أن هذا النهار هو "حق للبنانيين بالتعبير عن مواقفهم بشأن خيار المقاومة في هذه المنطقة".

هذا التفاؤل، لم تعكسه الماكينة الانتخابية لحزب الله في جبيل. فوفق معلومات "المدن"، فإن العديد من مندوبي حزب الله لم يتمكنوا من الالتحاق بمراكز الاقتراع، في العديد من المناطق الجُبيلية، بسبب التأخر في منحهم التصاريح، إضافة إلى تفادي الحزب الحضور في المناطق الحزبية المسيحية.

وكان من المقرر أن يصدر حزب الله احصاءات تفصيلية عن اقتراع الأصوات الشيعية في منطقة جبيل، التي يبلغ عددها 18833 ناخباً، لكنه اكتفى بتزويد الإعلام بنسبة الإقتراع في دائرة كسروان- جبيل، التي بلغت حتى الساعة نحو 53%. فهل تراجعت حظوظ زعيتر في تصدر المقعد الشيعي؟

وبرزت خلال اليوم الانتخابي العديد من الشائعات عن انسحابه من المعركة الانتخابية وتجيير أصواته لمصلحة مرشح آخر. ما دفع حزب الله إلى إصدار بيان ينفي ذلك.

جولات زعيتر
اللافت في جولات زعيتر هو عدم زيارة بلدة علمات، التي ينافسه فيها المرشح ربيع عواد. فقد شهدت منطقة علمات، مساء السبت في 5 أيار 2018، إشكالاً بين مناصري حزب الله ومناصري عواد، عمل الطرفان على حله سريعاً. وهذا ما يفسر عدم زيارة زعيتر لهذه البلدة، التي تُعبتر من أكبر القرى الشيعية في منطقة جبيل.

وشهدت بلدة علمات بطئاً في عملية الاقتراع بسبب عدم فهم آلية الاقتراع، إضافة إلى التشنج الذي رافق اليوم الانتخابي في البلدة، وصعوبة اقتراع كبار السن. فمرشح التيار الوطني الحر ربيع عواد اعتبر أن "السجال الانتخابي الدائر لم يتجاوز المشاكل الفردية"، مشيراً إلى أن لائحة التيار تواجه في جبيل- كسروان معركة المال الانتخابي من اللوائح التي لا تضمن الفوز.

وفي بلدة رأس أسطا، حيث الأغلبية تؤيد الثنائي، رصدت "المدن" عمليات ضغط على المواطنين للتصويت. وقد عبرت شابة عشرينية عن الأجواء الانتخابية في البلدة بالقول: "غرض عليّ أهلي المجيء، لا شيء يحمسني للاقتراع". لكن كلام الشابة دفع مناصري حزب الله إلى الهتاف أمام مركز الاقتراع بشعارات الولاء لحزب الله ودماء الشهداء.

اشكالات متنقلة
اشكالات متنقلة في بلدة يانوح أدت إلى إصابة شخصين بجروح. وإشكال آخر في بلدة لاسا أدى إلى إقفال صناديق الاقتراع لعشر دقائق بسبب التدافع بين المقترعين. وكانت لاسا قد شهدت صباحاً توتراً، بعدما أعلن المرشح محمود المقداد (لائحة كلنا وطني) عن تلقيه تهديداً من حزب الله في حال لم ينسحب من الانتخابات. وفي حديث إلى "المدن"، تحدث المقداد عن الاستفزازات التي قام بها مناصرو حزب الله أمام منزله، وتوجيه رسائل له مفادها "لازم تخاف على حالك يصير فيك متل علي الأمين في الجنوب". إلا أن حزب الله نفى ذلك.