الإثنين 2018/05/28

آخر تحديث: 07:02 (بيروت)

ما قصّة تهجير محافظة بعلبك.. والدواعش والتيليفريك؟

الإثنين 2018/05/28
ما قصّة تهجير محافظة بعلبك.. والدواعش والتيليفريك؟
منذ 5 سنوات تحاول بلدية بعلبك ايجاد قطعة أرض لمقر المحافظة (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

ما إن كاد قرار لمجلس بلدية بعلبك بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مقر للمحافظة، يخرج إلى العلن، حتى قوبل بالرفض في الشارع، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتراضاً على موقع المشروع في "تلة عمشكي" في جرود بعلبك الجبلية. ما اعتبر تهجيراً للمحافظة من قلب المدينة، عبر نقلها إلى "منطقة جردية، تكبد الاهالي محدودي الدخل عناء إضافياً، وقد يصعب الوصول إليها حتى في فصل الشتاء". وذهب البعض للتلميح إلى صفقات عقدت لرفع قيمة أراض يملكها البعض في بعلبك، في سعيهم إلى الحد من اندفاعة البلدية، التي أبدت بدورها استعداداً لمناقشة الحلول البديلة إذا ما توفرت.

"يريدون محافظة للدواعش"، هكذا يبادر البعلبكيون لدى سؤالهم عن طبيعة الموقع، في اشارة إلى بعد المرتفعات التي سيُبنى فيها مقر المحافظة. ويقول أحدهم إنه "لولا الماكينة الجبارة لحزب الله، لما وصل ناخب إلى أحد أقلام الاقتراع الذي حدد موقعه هناك أيضاً".

حتى من يدافع عن قرار البلدية يقر بعبء التنقل الذي سيفرضه نقل المحافظة إلى الموقع المحدد. ويبتكر هؤلاء التسهيلات عبر حديث عن حافلات نقل مشترك. ويجنح أحدهم إلى الوعد بـ"تيليفريك" يخصص لأيام الشتاء.

يعترف رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس ضمناً بصحة هواجس الناس من خلال وعوده بإبقاء دائرة النفوس في مقر سراي بعلبك القديم، الذي شغلته المحافظة مؤقتاً وأخلته أخيراً لمصلحة انتقال بلدية بعلبك إليه عند انتهاء ورشة ترميمه المتوقعة في العام المقبل.

لا يحبذ كثيرون انتقال البلدية إلى مبنى السراي القديم. فبالنسبة إلى البعض يجب أن "تبقى البلدية في مقرها الحالي، وأن تعود المحافظة بدوائرها إلى السراي القديم، فإسمه سراي وموقعه المشرف على وسط المدينة، هو المكان الأمثل لاحتضان مؤسسات الدولة".

لكن هذا ليس المخطط، فمنذ بدء ورشة الترميم حطت المحافظة في مبنى مدرسي مهجور في وسط المدينة، ضم إلى جانب مكتب المحافظ، دائرة النفوس، مصلحة الصحة، المكتب العقاري، محتسبية المالية ومكتب أمن الدولة. فيما يشهد كثيرون على الحماسة التي يبديها محافظ بعلبك من أجل استقدام كل الدوائر الرسمية إلى محافظته. وذلك سيحتاج حتماً إلى موقع لائق وأكثر اتساعاً، يجمع الدوائر في مقر واحد ينهي حال تشردها الذي حُمّل لمحافظها الأول بشير خضر منذ عهد البلدية السابقة وحتى الحالية.

فمنذ خمس سنوات تحاول بلدية بعلبك بالتعاون مع محافظتها ايجاد قطعة أرض مناسبة، لكن من دون جدوى. المحاولات اقترنت بمبلغ 7 ملايين دولار خصص عبر مجلس الانماء والاعمار لتشييد السراي، شرط أن تقوم البلدية بتأمين الموقع المناسب.

يستعرض اللقيس أبرز تلك المحاولات التي جرت مع القيادة العسكرية لمقايضة عقار يملكه الجيش عند المدخل الشرقي للمدينة في عقار عائد للبلدية في منطقة الكيال. إلا أنه حتى بعد محاولات ووساطات مكررة واقتراحات بمقايضة الأرض بقطعة أرض أكبر في منطقة التل الأبيض، فشلت المحاولات.

من الاقتراحات التي ناقشتها البلدية أيضاً انشاء المحافظة في أرض دار المعلمين، التي تبين أن حجمها لم يعد مفيداً، إثر قضمها بالتعديات.

وكانت انظار البعلبكيين تتوجه منذ البداية إلى ثكنة غورو. لكن انشاءات الثكنة العائدة إلى مرحلة الانتداب، تحولت منذ التسعينيات باعتراف محافظها بشير خضر لبؤرة للتعاطي والامور اللاخلاقية، بحيث بات اخلاؤها عصي على البلدية والمحافظة، ويحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء بالتعويض على محتليها من اللبنانيين والفلسطينيين. علماً أنه منذ لاحت امكانية انشاء المحافظة في الثكنة، ازداد عدد مصادري غرف مبانيها، كما يقول الاهالي، طمعاً بالتعويضات، بحيث بات الخيار مكلفاً كثيراً على البلدية.

يبدو الحاح البلدية على الموقع المقترح مقروناً بإتصال تلقاه رئيسها من مجلس الانماء والاعمار قبل أسابيع يمهلها فترة قصيرة لتحديد الموقع الذي يفترض أن تنفق فيه المخصصات. فيما يتجنب اللقيس الحديث عن امكانية انتقال الاعتمادات المخصصة لمكان آخر، لكنه يقول إن البلدية باتت محكومة بوقت، في مقابل ضيق مروحة خياراتها طالما أن المساحة المطلوبة غير متوفرة في الوسط السكني الحالي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها