الأحد 2018/05/27

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

هكذا تطارد أميركا حزب الله.. في باراغواي

الأحد 2018/05/27
هكذا تطارد أميركا حزب الله.. في باراغواي
يثير موضوع حزب الله حساسية في سيوداد ديل إستي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

أصبحت باراغواي ثالث دولة في العالم، بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا، تنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس. ويُعرف عن هذه الدولة، وفق الادعاءات الأميركية، أنها مكان ينشط فيه حزب الله. وللبحث في هذه القضية سافر فريق من موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى سيوداد ديل إيستي، ثاني أكبر مدينة في باراغواي بعد عاصمتها أسونسيون، التي غالباً ما توصف بأنها معقل حزب الله.

تُعد مدينة سيوداد ديل إيستي أكبر تجمع للبنانيين في الباراغواي، معظمهم من جنوب لبنان، وبدرجة أقل، وادي البقاع. وقال علي فرحات، وهو صحافي لبناني يعيش في المنطقة منذ نحو 18 عاماً للموقع: "هناك نحو 5000 لبناني في سيوداد ديل إستي. كان العدد أكبر من ذلك، لكن عدداً قليلاً منهم غادر بسبب الأزمة الاقتصادية في البرازيل والمنافسة المتزايدة مع البنغلاديشيين".

يثير موضوع حزب الله حساسية في سيوداد ديل إستي. فإذا سألتم أياً من "الشباب"، كما ينقل الموقع، عن شعورهم حيال حزب الله، سيتفاعل معظمهم بشكل مثير للريبة. وهذا لا ينبغي أن يكون مفاجئاً بعدما حدث للشاب مصطفى خليل مرعي الذي كان يقيم في المدينة وتم تصنيفه إرهابياً محتملاً، قد يتسلل إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك، بعدما قال لصحافيين من قناة أن بي سي الأميركية في العام 2007: "إذا هاجم بوش إيران فسيموت خلال دقيقتين".

وزعم محققون إسرائيليون في أواخر التسعينيات أن المشتبه بهم في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين خططوا لهجمات من سيوداد ديل ايستي. وسرعان ما نمت قائمة الادعاءات بعد هجمات 11 أيلول 2001، عندما وصفت خبيرة الإرهاب جيسيكا ستيرن في العام 2003 منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، التي تُعتبر سيوداد ديل إيستي عاصمتها الفعلية، "ليبيا العالم الجديد" حيث تضم عصابات تعتنق أيديولوجيات متباينة ومتمردين كولومبيين ماركسيين.

وقد شرح فرحات للموقع ما حصل في تلك الفترة، قائلاً: "تغيرت الأمور حقاً إلى الأسوأ بعد 11 أيلول، حيث بدأت الشرطة في باراغواي بمداهمة المتاجر، واتهمت البعض واعتقلتهم. منذ ذلك الحين، وحده الله يعرف عدد العمليات الاستخباراتية الأميركية والباراغوانية التي رأيناها. مكتب التحقيقات الفيدرالي ناشط دائم هنا ونعرف جميعاً أن هواتفنا يتم التنصت عليها، لكن كل ما وجدوه في كل تلك السنوات هو شخص يُدعى أسعد بركات".

أدرجت وزارة الخزانة الأميركية في العام 2004 بركات على لائحة الإرهاب، بصفته "مسؤول الاتصال الرئيسي للسيد حسن نصرالله في أميركا الجنوبية" و"مدير شبكة مالية لدعم حزب الله". وكان بركات بالفعل وراء القضبان في ذلك الوقت. ففي العام 2002، ألقت السلطات البرازيلية القبض عليه وسلمته إلى باراغواي بتهم مماثلة. ما دفع فرحات إلى تأليف كتاب عن القضية كشف فيه أن الأمر كله بدأ في العام 1998 بسبب صراع مع رجل أعمال اتهم بركات بأنه عضو في حزب الله. وبعد أحداث 11 أيلول، التقطت وسائل الإعلام في باراغواي هذا التقرير ونشرت مئات المقالات متهمة بركات بصلة بحزب الله. لكن أدلة الشرطة كانت ضعيفة للغاية، وفي النهاية تمت إدانته بالتهرب من الضرائب وتم إطلاق سراحه لاحقاً.

ويوافق كريستوفر ساباتيني، وهو خبير شؤون أميركا الجنوبية في جامعة كولومبيا، على ما عبر عنه فرحات. إذ اعتبر أن وصف منطقة الحدود الثلاثية بكونها معسكراً تدريبياً لمراكز الإرهاب موجود منذ عقود، ومع ذلك فقد تم دحضه باستمرار. أضاف أن وزارة الخارجية الأميركية ووكالة المخابرات المركزية اجتاحتا المنطقة لدرجة أنها قد تكون واحدة من أكثر المناطق التي درستها المخابرات الأميركية في نصف الكرة الغربي.

أسباب التحدث عن خطر الحزب تختلف. إذ يدعي ساباتيني أن العديد من الخبراء العاملين في الدوائر السياسية في واشنطن يتربصون للحصول على منح أو وظائف من خلال تضخيم القضايا. وهذا ما يمكن ملاحظته في مقال أخير أعده إيمانويل أوتولينغي وجون هانا للفورين بوليسي، والذي ينبع من كونهما يعملان في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي واحدة من أكثر مراكز التفكير المؤيدة لإسرائيل.

تعتبر باراغواي جزءاً من برنامج مساعدة مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية وفريق العمل للاجراءات المالية لأميركا اللاتينية. ويسمح لها قانون تمويل مكافحة الإرهاب بتجميد ومصادرة الأصول الإرهابية من دون تأخير. مع ذلك، قد تستخدم الشرطة في باراغواي مثل هذه القوى الكاسحة بطرق مختلفة. ويقول فرحات للموقع: "أعرف حالة واحدة على الأقل هددت فيها الشرطة باتهام رجل أعمال لبناني بارتباطه بالإرهاب. ولقد دفع مبلغ 50 ألف دولار مقابل عدم تلفيقهم قضية ضده".

الجدير بالذكر أن باراغواي احتلت المرتبة 130 من أصل 168 في مؤشر الشفافية العالمي لمؤشرات الشفافية، في العام 2016، والذي ذكر أن ضباط الشرطة معروفون بابتزاز الشركات والمواطنين من أجل "أموال الحماية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها