الأحد 2018/05/27

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

هذا ما تريده أميركا من الجيش.. تجاه حزب الله

الأحد 2018/05/27
هذا ما تريده أميركا من الجيش.. تجاه حزب الله
قلق من قدرة حزب الله على الوصول إلى المساعدات الأميركية للجيش
increase حجم الخط decrease

تقارير كثيرة جرى التداول بها في الولايات المتحدة الأميركية، لمقاربة نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية. حتى أن هذه النتائج كانت حاضرة في أول إطلالة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمام الكونغرس الأميركي. على ما يبدو أن واشنطن مهتمة جداً بنتائج الانتخابات وما أفرزته من توزيعات سياسية، أبعدت من كانت تعتبرهم حلفاء مقابل تمكين حزب الله من تحقيق انتصار لا لبس فيه. وهذا الأمر دفع كثيرين من المسؤولين الأميركيين، ومن أعضاء الكونغريس، إلى البحث في كيفية التعاطي مع الملف اللبناني في الفترة المقبلة.

أول ردّ أميركي على نتائج الانتخابات، جاء بحزمة العقوبات التي فرضت على قادة بارزين في حزب الله، والتي ترافقت مع عقوبات خليجية. ولكن، ماذا تقصد واشنطن من ذلك؟ الاحتمالات والتفسيرات متعددة، هل أرادت توجيه رسالة بوجوب عدم تشكيل حكومة مع حزب الله؟ وإذا كان ذلك صعب التحقق، هل المقصود تأخير التشكيل مع الحفاظ على الاستقرار، ريثما تتغير بعض المعطيات في المنطقة، وتدفع حزب الله إلى تقديم تنازلات بدلاً من تحصيل مكاسب؟ في الواقع، فإن غالبية الإجراءات الأميركية ضد إيران والحزب، كانت تصب في مصلحتهما. لكن هناك من يؤكد أن الواقع سيتغير، بدون تقديم أدلّة على ذلك.

يبرز جو أميركي ضاغط على إيران وحزب الله، حزم العقوبات والاجراءات مستمرة، وهي تتوازى مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، وكان آخرها استهداف مطار الضبعة العسكري، وهو الاستهداف الأول لمواقع حزب الله في تلك البقعة من الجغرافيا السورية، أي هو الاستهداف الأول لمنطقة القصير ومحيطها. وهذه ربما إشارة قد تتكرر، ومفادها أن القاعدة العسكرية الأساسية لحزب الله، التي يشبهه الأميركيون والإسرائيليون بالضاحية الجنوبية لبيروت في سوريا وهي منطقة القصير، قد أصبحت في مرمى الاستهداف.

يترافق التوجه الأميركي مع موقف للأمم المتحدة، التي عقدت أخيراً جلسة مغلقة جدد فيها أمينها العام أنطونيو غويتيرس، الدعوة إلى تطبيق القرارات الدولية، وتسلّم الجيش اللبناني كل المناطق الحدودية وخصوصاً في الجنوب وإبعاد حزب الله. فهذا التوجه وذاك الموقف يندرجان في سياق واحد، هو الضغط على الحزب ولبنان، للحد من سطوة الحزب وسيطرته. وهذا ما عبر عنه بومبيو أمام الكونغرس بالقول إن بلاده ستواصل العمل لإعادة لبنان إلى ما كان عليه، أي، وفق ما فسّره عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، حليف واشنطن، أو "لؤلؤة المتوسط"، كما وصفه أحد الأعضاء.

لكن أهم ما قله وزير الخارجية الأميركي، هو أنه يجب إعادة النظر في المساعدات المقدّمة إلى لبنان، لا سيما العسكرية منها، بعد الواقع الجديد الذي فرضته الانتخابات النيابية، والتي منحت حزب الله انتصاراً مدوياً، معبّراً عن قلقه من قوة الحزب في الحكومة المقبلة. وتفيد المعطيات بأن الإدارة الأميركية تشهد نقاشات عدة في شأن الوضع في لبنان، وكيفية التعاطي معه، وسط تأكيد بومبيو أن على واشنطن التأكد من أن الأموال التي تُدفع، تذهب في الاتجاه الصحيح، وتصل إلى المجموعات القادرة على تنفيذ الغاية الأميركية.

رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الكونغرس، إليانا روس ليتينن، قالت: "لطالما كنت أشعر بالقلق بشأن التقارير التي تتحدّث عن وجود تعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله، آملةً أن تعتمد إدارة ترامب مقاربة متبصرة إزاء الجيش اللبناني، وأن تعيد تقييم المساعدة الأمنية التي تقدمها إلى لبنان. ويعبّر عدد من المشرعين الجمهوريين عن مخاوف مشابهة، ويعتبرون أن الجيش اللبناني يمثّل أداة مهمة في تحجيم نفوذ حزب الله في لبنان، رغم توسعه إلى سوريا. فقد علّق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، إد رويس، على شهادة بومبيو بالقول: "عملنا بشكل وثيق مع الجيش اللبناني على مر السنوات لمحاولة تعزيز هذه المؤسسة في ظل تشكّل دولة إرهابية ضمن الدولة. لذا، علينا التأكد من أن هناك مسافة بين الجيش اللبناني والشبكة الإرهابية وقدرتها على وضع يدها على المعدات. وأعتقد أن بومبيو كان يشير إلى هذه المسألة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها