السبت 2018/05/26

آخر تحديث: 06:59 (بيروت)

هذا موقف حزب الله من عزل القوات والحكومة

السبت 2018/05/26
هذا موقف حزب الله من عزل القوات والحكومة
زار جعجع قصر بعبدا بلا موعد (ريشار رسمور)
increase حجم الخط decrease

بعد عودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته، وعندما سعى التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل إلى تحجيم القوات اللبنانية ومحاولة إخراجها من الحكومة بذريعة التعديل الوزاري، وقف حزب الله وحركة أمل في وجه هذا المسعى. شدد حزب الله على وجوب عدم الغاء أي طرف، وكان يعتبر أن عزل القوات وإخراجها سيؤدي بها إلى مضاعفة عدد النواب الذي حصلت عليه ربما، وسيحولها إلى القوة المسيحية الأكبر.

اليوم، مجدداً يرفع حزب الله وحركة أمل مبدأ تمثيل كل القوى السياسية وعدم عزل أي طرف في الحكومة الجديدة، بما في ذلك القوات. قالها الوزير محمد فنيش، أنه رغم الخلاف السياسي مع القوات، لا يمكن لحزب الله أن يرضى بعزلها أو عزل أي مكون لبناني.

كانت زيارة سمير جعجع إلى بعبدا ولقاء الرئيس ميشال عون، عاملاً مفاجئاً جداً لكل العاملين في دوائر القصر، ولقيادة التيار. حضر جعجع إلى بعبدا بلا موعد وبلا تنسيق مسبق، كأنه يريد أن يقول إنه قادر على كسر كل محاولات الحصار، وأنه هو من يفرض نفسه ووجوده وثقله أينما حلّ بدون إذن من أحد. في اللقاء مع الرئيس، كانت جلسة مصارحة إلى أقصى الحدود. وتكشف مصادر متابعة أن جعجع عبّر عن كل ما يفكّر فيه صراحة، من عدم الموافقة على طريقة التعاطي مع القوات، إلى كل محولات عزلها وتحجيم تمثيلها، بما لا يتلاءم مع حجمها النيابي، وصولاً إلى تقديم أفكار تتعلق بكيفية تحقيق إنجازات من بوابة الحرص على العهد. ووفق المصادر، فإن الرئيس تعاطى بإيجابية مع طروحات جعجع، معتبراً أنه يجب الاستمرار بما بدأ في تفاهم معراب.

لكن، في الواقع، كل المؤشرات تفيد بأن تفاهم معراب في موت سريري، وليس هناك أي رغبة لدى الوزير جبران باسيل في إعادة إحيائه إلا من المنطلق الذي يراه هو مناسباً، فيما تكشف مصادر متابعة أنه بعد لقاء القصر عادت الاتصالات وتحرّكت بين القوات والتيار، وتحديداً بين الوزير ملحم رياشي والنائب إبراهيم كنعان، وقد عقدا لقاءً في الساعات الماضية، للبحث في كيفية تخفيف حدّة التوتر بين الطرفين والجمهورين. وفي مقابل ذلك، كانت هناك جهات معينة تتعمد تسريب "توزيع الحصص" في الحكومة الجديدة. الأمر الذي رأى فيه البعض تطويقاً لرئيس الحكومة المكلف وصلاحياته، ومحاولة لقطع الطريق عليه قبيل البدء باستشاراته غير الملزمة مع الكتل النيابية.

تتحدث التسريبات عن أن حصّة القوات ستكون وزيرين لا أكثر، مقابل عدم منحها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وهو ما يعتبره التيار من حصة رئيس الجمهورية، والنائب الياس بو صعب هو المرشّح لتولي هذا المنصب. بالإضافة إلى احتفاظ التيار بحقيبتين سياديتين، الخارجية والدفاع. الأمر الذي تعتبره القوات غير منطقي، ولا يمكن الفصل بين حصة التيار وحصة رئيس الجمهورية على الأقل في الحقائب السيادية. وتصر القوات على المطالبة بحقيبة من الحقائب السيادية الأربع. لكن المعلومات تفيد بأن الحقائب السيادية الأربع ستبقى وفق توزيعات حكومة تصريف الأعمال. وفيما تطالب القوات بوزارة الطاقة، يرفض التيار ذلك رفضاً قاطعاً. كما يرفض التنازل عن هذه الحقيبة لأي طرف آخر، خصوصاً أن هناك إشارات تفيد بأن حركة أمل أو حزب الله يطالبان بها، فيما يبدو التيار مستعداً للتنازل عن وزارة العدل لمصلحة أمل بدلاً من الطاقة.

كذلك، تتحدث التسريبات عن أن هناك محاولة لحصر تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي بحقيبتين فقط. الأمر الذي يرفضه ئيسه وليد رجنبلاط، ويتمسك بالمطالبة بثلاث حقائب، رافضاً التنازل لمصلحة تمثيل ارسلان. وتفيد التسريبات بأن الإصرار يتركز أيضاً على تمثيل تيار المردة بحقيبة واحدة، فيما هناك تشديد من قبل المردة والكتلة المتحالفة معه وبالتفاهم مع حزب الله وحركة أمل على ضرورة الحصول على حقيبتين. كل هذه الحسابات، على ما يبدو، ستبقى سهلة وقابلة للحلّ، طالما أن لا عوامل خارجية ستدخل على خطّ عرقلة تشكيل الحكومة سريعاً. وتعتبر المصادر أن حزب الله يتمسك بمبدأ تمثيل الجميع للإسراع في ولادة الحكومة، لتكريس انتصاره وشرعيته بمشاركة كل القوى في مجلس الوزراء، ولتطويق أي محاولة لاستهدافه، بحيث يصبح استهدافه من استهداف البلد. وهذا يدفع الجميع إلى الإلتفاف حوله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها