الإثنين 2018/05/21

آخر تحديث: 00:55 (بيروت)

هذه أسباب خلاف ميقاتي- فرنجية

الإثنين 2018/05/21
هذه أسباب خلاف ميقاتي- فرنجية
يرفض ميقاتي الانضمام إلى تكتلٍ لا يكون برئاسته (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

يبدو أنّ مخاض استيلاد التكتلات النيابيّة لا يزال عسيراً، في مراحله الأخيرة التي تسبق العودة إلى البرلمان لانتخاب رئيس مجلسه الجديد. الكلّ يدّرس خياراته. والكلّ يجد نفسه مضطراً إلى حسمها، إمّا بالاصطفاف داخل أحد التكتلات أو البقاء خارجها، لاسيما أنّها ستكون خطوةً استباقيّة لمرحلة تقاسم حقائب الحكومة المقبلة.

شمالاً، وفيما كان الحديث فور انتهاء الاستحقاق الانتخابي جاريّاً عن تشكيل نواة تكتلّ وطني يضمّ تكتلاً من تيّاري العزم والمردة والنائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد مع قوى سياسية أخرى، حسم رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي خياره بالخروج من هذه المعادلة التحالفيّة على المستوى الوطني. موقف ميقاتي، لم يمنع رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة من المضيّ في مساعيه لتشكيل تكتلٍ يحمل اسم "التكتل النيابي المستقل"، يضم إلى جانب كتلة المردة النائبين المنتخبَين على لائحة الكرامة الوطنيّة فيصل كرامي وجهاد الصمد، على أن يتوسع من نطاقه الشمالي إلى المستوى الوطني، بانضمام النائبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني.

لكن، ما الذي دفع الرئيس ميقاتي إلى التريّث والنأي بكتلته البنفسجيّة عن المشاركة بـ"التكتل النيابي المستقل"؟

أسبابٌ كثيرة دفعت ميقاتي إلى العدول عن المشاركة في هذا التكتل، بدأت مؤشراتها تلوح منذ انطلاق دورة المشاورات بينه وبين فرنجية في الكواليس. ورغم أنّ الرجليّن أكدا علاقتهما التاريخيّة المميزة والتوافق والاتفاق بما يخدم مصلحة الشمال إنمائيّاً، إلّا أنّ اجتماعهما الأخير في بيروت، الجمعة في 18 أيار 2018، لم يفضِ إلى نتائج إيجابيّة. واحدٌ من الأسباب الرئيسية التي يجري تداولها، هو أنّ ميقاتي رفض أن يجري التعاطي مع كتلته بمنطق "الاستلحاق" من دون إعطائها وزنها، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار أنّ كتلة العزم نجحت بـ4 مقاعد في طرابلس أيّ بنصف عدد نوابها، وأنّه شخصيّاً احتلّ الصدارة بأعلى رقم من الأصوات التفضيليّة في المدينة وكان الثالث على مستوى لبنان، ناهيك عن كونه رئيس حكومة سابق ليس من مصلحته الذوبان في كتلةٍ لن يكون راعياً لها.

إلّا أنّ السبب الظاهري، يخفي خلافاً أعمق مع فرنجية، ساق ميقاتي إلى تسجيل اعتراضه وتحفّظه. فهدا التكتل، سيكون لديه بالطبع أولويات سياسيّة تتقدم على الشعار الإنمائي وقد لا تحظى بموافقة ميقاتي. ووفق مصادر "المدن"، فإنّ الخلاف بين ميقاتي وفرنجية يرتكز على سببين آخرين. أولاً، في مسألة تسمية رئيس الحكومة المقبل؛ وثانيّاً بشأن الحقائب الوزاريّة. وتفيد المعلومات أنّ فرنجيّة يريد أن يسمّي باسم التكتل وزيرين له. واحد ماروني من حصّة المردة، وآخر سنّي تكون حقيبته من نصيب لائحة الكرامة. هذا الوضع، دفع ميقاتي الذي يحرص على تعزيز وجود كتلته الخاصة، إلى وضع خياراته قيد الدرس والانتظار، ريثما يتضح مسار تشكيل التكتلات، حتّى يُبنى على الشيء مقتضاه؛ لاسيما أنّ أيّ تفاهم مع أيّ جهة سياسية، يتطلب مسبقاً، بالنسبة إليه، التفاهم على الأهداف والعناوين المشتركة.

في المقابل، تشير أوساط "التكتل النيابي المستقل" لـ"المدن" إلى أنّ هذا التكتل لن يكون له رئيس، وسيكون عبارة عن تحالف مجموعة من الكتل النيابيّة، وسيعلن عنه قريباً من مكانٍ عام لا من دارة أحد أركانه، كي لا تُحسب رئاسته على أيّ طرف. وكان كرامي قد استقبل في دارته بعد ظهر السبت في 19 أيار، الصمد وكتلة المردة التي حضر منها النائبان طوني فرنجية وفايز غصن. وقد دار البحث حول صيغة تشكيل التكتل الوطني المرتقب مع النائبين الخازن والحسيني، كما تطرق إلى تنسيق الموقف حيال انتخاب رئيس مجلس النواب العتيد ونائبه، وهيئة المكتب بالإضافة إلى اللجان النيابية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها