الخميس 2018/05/17

آخر تحديث: 07:12 (بيروت)

الكتائب بعد نكسة الانتخابات: هذا ما يفعله سامي الجميل

الخميس 2018/05/17
الكتائب بعد نكسة الانتخابات: هذا ما يفعله سامي الجميل
تراجع عدد نواب الكتائب من 5 إلى 3 (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

يبدو أنّ حزب الكتائب لا يزال تحت تأثير ارتدادات الخسارة الكبيرة، التي مُني بها في الاستحقاق الانتخابي، وآلت إلى انحسار كتلته من 5 إلى 3 نواب، ضمّت إلى جانب رئيس الحزب سامي جميل، الياس حنكش ونديم الجميل. لكن هذه الارتدادات، تتجاوز في مضمونها "الزعل" على النتيجة المخيبة للآمال. ووفق معلومات "المدن"، فإنّ الأجواء داخل أروقة الحزب تشي بخلافات كبيرة، وأنّ ثمّة عتباً ولوماً متبادلاً، قد يصل إلى حدّ المحاسبة وتحميل المسؤوليات عبر استقالات واعفاءات قد يشهدها لاحقاً.

وفيما يبدو أنّ الكتائب يسير على خُطى تيّار المستقبل في "النفضة" التي يشهدها، فإن الفرق بين رئيس الحكومة سعد الحريري والجميل، هو أنّ الأخير يحاول التكتم والمحافظة على سريّة ما يشوب حزبه بعيداً من الإعلام. فبعد صدور نتائج الانتخابات، أدرك الكتائبيون حجم المشكلة داخل حزبهم، وأن ما سعى الجميل إلى زرعه في خطاباته ومواقفه المعارضة للسلطة، لم يحصد منها تطلعاته في توسع كتلته بدل تقلصها.

هذه الخسارة الكتائبية في دوائر جبل لبنان الأربعة، يجري ربطها بـ3 نقاط. أولاً، أنّ الحزب لم يعطِ الأولوية للخطاب المسيحي المتعلق بترسيخ وجودهم وتقويته، مقابل اكتفائه بحمل لواء القضايا الاجتماعيّة والاقتصادية. ثانياً، أنّ الرهان المبالغ فيه على التحالف مع المجتمع المدني، كان أبرز أسباب الخسارة، لاسيما أنّ كلّ الاحزاب السياسية عقدت تحالفاتها بناءً على مصالحها، فيما الجميل أراد تمييز نفسه ولم يعقد أيّ تحالفٍ مع المكونات الحزبيّة- المسيحيّة الأخرى. ثالثاً، أنّ النتائج أظهرت عدم تقديم الحزب مرشحين لديهم ثقلهم وحيثيّتهم، فاقتصر الفوز على نديم وسامي، بينما نجح حنكش بفعل الكسر الأكبر.

نتيجة ذلك، وجد الكتائب أنّ تعويله على معارضته أحزاب السلطة لم يكن مجدياً، وأنّه لا بد من تحميل المسؤوليات. عليه، يدور نقاش صامت داخل الكتائب عن استقالات أو إقالات قد تحدث كشكل من أشكال المحاسبة.

وتفيد مصادر من داخل الحزب "المدن" أن مظاهر هذه المحاسبة بدأت بتقديم مسؤول الماكينة الانتخابية باتريك ريشا استقالته إلى الجميل والمكتب السياسي. لكن الجميل رفضها، باعتبار أن الأمور لا تحلّ على عجل، ودعا إلى خلوة للمكتب السياسي السبت في 19 أيار 2018. وتفيد المعلومات أنّ ريشا يعمل حاليّاً على حشد ما يمكن حشده كتائبياً، استعداداً للمعركة الداخلية في الخلوة، كي لا يُحمّل مسؤولية هذه الخسارة. وهو يعتمد بذلك، على عرف داخل الكتائب، باعتبار أنّ ما يُطرح في المكتب السياسي ويجري رفضه، أيّ استقالته، لا يطرح مجدداً. وقد ظهر حشد ريشا ببوستات على مواقع التواصل الاجتماعي لجزء من القاعدة الشعبية الكتائبية تدعم ريشا. ما يظهر عملياً وجهاً آخر من صراع الأجنحة داخل الكتائب، يلبس لبوس المحاسبة الانتخابية. وهذا الصراع، بدأ مع الحديث عن تضخم نفوذ ريشا داخل الكتائب، بتعدّي صلاحياته على صلاحيات الأمين العام للحزب رفيق غانم.

من جهته، ينفي غانم في اتصالٍ مع "المدن" كلّ ما يجري تداوله عن استقالات واعفاءات. ويشير إلى أنّ الحزب حاليّاً يخوض مرحلة تقييم النتيجة الانتخابية، ويدرسها من مختلف جوانبها لفهم أسباب الخسارة في بعض الجوانب. ويؤكد أن هذا التقييم لا يأخذ طابع المحاسبة الداخلية. فـ"الوضع على ما يُرام، ولا خلافات في ما بيننا، إذ إن الجميل يُمسك بزمام الأمور داخل الحزب وهي تحت سيطرته".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها