الإثنين 2018/05/14

آخر تحديث: 08:51 (بيروت)

لماذا استثنى الحريري منسقية طرابلس؟

الإثنين 2018/05/14
لماذا استثنى الحريري منسقية طرابلس؟
يرفض قادة المستقبل في الشمال تسمية خطوات الحريري بـ"التطهير" (المدن)
increase حجم الخط decrease

تشدّ عاصمة الشمال أنظارها إلى بيروت، وهي تراقب ورشة الاستقالات والاعفاءات الصادرة من بيت الوسط. فمنذ إعلان مدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري، نادر الحريري، استقالته، ثمّ اعفاء كلّ من منسق عام الانتخابات في التيار وسام الحريري ومدير دائرة المتابعة في مكتب رئيس التيار ماهر أبو الخدود من مهماتهما، حرص أبناء طرابلس على متابعة الأحداث المفاجئة داخل تيّار المستقبل.

أسبابٌ كثيرة تدفع أنصار التيّار وخصومه في المدينة إلى ترقب الورشة التغييرية التي يقودها الحريري بنفسه، لاسيما بعدما غيّرت نتائج الانتخابات موازين القوى في طرابلس. هذه النتائج، ورغم أنّ المستقبل خرج منها بـ5 مقاعد، لكنّه لم يعش نشوة الانتصار والفوز، إزاء تصدّر رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي المركز الأول بنيله 21300 صوت تفضيلي، يفوق مجموع عدد أصوات نوابه الثلاثة في قضاء طرابلس.

في الكواليس، تلقف التيّار الأزرق نتيجة الشمال على مضض، فخلقت جواً من الصمت والخيبة، وبدأ الحديث يدور عن ضرورة إجراء قراءة نقديّة بناءً على الانتخابات، تضع حدّاً لحالة التدهور. عليه، انقسم الشارع الطرابلسي في قراءة قرارات الحريري المستجدة إلى قسمين. المستقبليون من جهة، يعلنون وقوفهم إلى جانب الحريري بكلّ خياراته طالما تصبّ في مصلحتهم، ويعطون الأولوية للحريري نفسه قبل التيّار. ومن جهة أخرى، يجد معارضو المستقبل في المدينة أن خطوات الحريري تأتي إثباتاً لصوابية نقدهم وأحقيّة خصومتهم مع التيّار في مرحلة الانتخابات وما قبلها.

وما بين الجهتيّن، ثمّة فئة شعبيّة من الطرابلسيين تضع آمالاً كبيرة على التغييرات المستقبلية، وترغب في أن يكون من ضمن المنهجيّة الجديدة للتيار إعادة تفعيل الخدمات الاجتماعيّة، وأن تنعكس إيجاباً على أداء المستقبل وطريقة تعاطيه مع المدينة.

كان لافتاً أن قرار الحريري بحلّ عددٍ من الماكينات الانتخابيّة والمنسقيات لم يشمل منسقيّة طرابلس، التي خاضت واحدة من أصعب معارك المستقبل. وفي حديثٍ إلى "المدن"، يعتبر عضو المكتب السياسي للمستقبل الدكتور مصطفى علوش أنّ عدم حلّ منسقيّة طرابلس لا يعني أنّ ليس هناك أخطاء تحتاج إلى إصلاح. فـ"المكتب السياسي سيجتمع مع المكتب التنفيذي، ومن بعدها ستجري قراءة متأنيّة للنتائج والثغرات بناءً على تقارير تقدمها كلّ منسقية. أمّا الثغرات الفاقعة للعيان، فيجري التعاطي معها بمنطق التجميد، إلى حين صدور القرارات النهائيّة".

في الواقع، يحرص قادة المستقبل في الشمال على التأني في مسألة "تسمية" خطوات الحريري. وفيما يصفونها بـ"إعادة الهيكلة" أو "الحركة التصحيحة"، يرفضون اعطاءها لقب "التطهير"، كي لا يتشوه مسار المحاسبة الذي يسلكه الحريري للمرّة الأولى.

هل ثمّة انعاكس مباشر لخطوات الحريري على طرابلس؟ يجيب علوش: "لا أعتقد أنّ هناك انعكاساً معيّناً على طرابلس، لأنّ الانعكاس الأساسي متعلق بنتائج الانتخابات التي سيُبنى على أساسها التعامل مع طرابلس، وهو سيكون حتماً تعاملاً إيجابياً". أمّا في ما يخصّ الخدمات، فتيار المستقبل "وضعه التمويلي لم يتغيّر، وهو يضع أمله في المشاريع التي سيشرعها مجلس النواب وتقرها الحكومة لطرابلس وغيرها من المناطق".

القراءة الأولية لنتائج الانتخابات، وفق علوش، هي أنّ سعد الحريري يشكل بشخصه العلاقة المباشرة مع تيار المستقبل، ولديه المعطيات الكافية لتحسين النتائج التي يمكن أن يحصل عليها. عدا ذلك، "من المبكر أن نخرج باستنتاجات قبل الدراسة الدقيقة للأرقام والنتائج وتفصيل كلّ منطقة بمنطقتها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها