الثلاثاء 2018/11/27

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

إسرائيل: مواجهة حزب الله أولوية رئيس الأركان الجديد

الثلاثاء 2018/11/27
increase حجم الخط decrease

رغم خفوت حديث المسؤولين الإسرائيليين عن إمكانيات ضرب مواقع لحزب الله، خصوصاً بعد التهديدات التي نقلتها إسرائيل إلى لبنان عبر فرنسا، يستمر الجيش الإسرائيلي بإجراء تدريبات عسكرية، في محاكاة لحرب مفترضة مع حزب الله. فقد نقلت الصحف الاسرائيلية عن قيام وحدة الكومندوس الخاصة بتدريبات، تمتدّ لعشرة أيام، هي من أضخم ست مناورات للوحدة منذ العام 2015. وتدور التدريبات حول محاكاة حرب مفترضة على جبهتين، تدور رحاها بين إسرائيل وحماس جنوباً وحزب الله شمالاً. وقد صممت جبهات الحرب لتحاكي المناطق الوعرة وتلك المأهولة لقرى جنوب لبنان ولقطاع غزّة، تحضيراً لتعزيز قدرات "الكومندوس" لإمكانية خوض معركة على الجبهتين بشكل متزامن.

أفيف كوشافي
وقالت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية، إن التدريبات تحمل رسالة تحذير واضحة للمنظمتين العسكريتين الإرهابيتين حول جهوزية الجيش الإسرائيلي لخوض الحرب. فرغم كون منظمتي حماس والجهاد الإسلامي تمكّنتا من رمي نحو خمسمئة صاروخ في المعركة التي حصلت مؤخراً، والتي أدّت إلى مقتل عسكريين وإصابة العشرات، إلا أن اسرائيل لا ترى فيها تهديداً قوياً، وذلك عكس التهديدات الاستراتيجية والمهمة التي يشكّلها حزب الله.

في الأثناء صادقت الحكومة الإسرائيليّة، يوم الأحد في 25 تشرين الثاني، على تعيين رئيس جديد لأركان الجيش الإسرائيليّ، خلفاً لغادي آيزنكوت، اللواء أفيف كوشافي. لكن، وفي خطوة بدت مستغربة، قررت الحكومة تمديد ولاية رئيس الأركان الحالي، إلى الخامس عشر من شهر كانون الثاني، رغم كون ولايته تنتهي في نهاية العام الحالي. وقد بررّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو هذا الأمر بوجود أوضاع أمنية حساسة، تقتضي وجود حالة انتقالية لتسلّم كوشافي موقعه.

ورغم كون وزير الأمن الإسرائيلي السّابق، أفيغدور ليبرمان، لا يعتبر أن هناك أموراً أمنية كبيرة تُناقش على جدول أعمال الجيش الإسرائيلي حاليًا، طلب نتنياهو تأجيل تسريح آيزنكوت اسبوعين. وقد شكّكت  صحيفة يديعوت أحرونوت في كون خطوة نتنياهو أتت تلبية لظروف أمنية حسّاسة تعيشها إسرائيل، أو إذا ما كان يعدّ لضربة عسكرية أو أمنية محتملة، كما حصل في صيف العام 2007، عندما أعلن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ حينها، موشيه كابلينسكي، إرجاء انتهاء ولايته لأسابيع حتّى يتمكن خلفه من دخول منصبه، تحضيراً لضرب المفاعل النووي في سوريا. وأعتبرت أن خطوة نتنياهو تأتي للململة تداعيات تصريحاته التي طاولتها انتقادات كثيرة.

خمسة تحديات
ونقلت الصحف الإسرائيلية سيرة رئيس الأركان الجديد كوشافي الذي تسلّم مناصب عدّة مثل قائد وحدة المظليين وقيادة "لواء الشمال"، وترأّس شعبة الاستخبارات العسكرية وشارك في حرب لبنان في العام 2006، وجميع الحروب على قطاع غزّة. فوفق صحيفة الجيروزاليم بوست ثمّة تحديات كبيرة أمام كوشافي، أهمها الوجود الإيراني في سوريا، وحزب الله في لبنان، والتهديدات الآتية من قطاع غزّة، وجهوزيّة الجيش الإسرائيليّ لأيّ حرب مقبلة.

ففي مقالة بعنوان "ما هي أبرز خمس تحديات سيواجهها رئيس الأركان الجديد كوشافي؟"، قالت الصحيفة أن عليه مواصلة الصراع الذي قام به خلفه، لمواجهة التهديدات المتزايدة التي يشكّلها النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط. فالتواجد الإيراني وحزب الله باتت الأولويّة الكبرى للجيش الإسرائيلي. كما عليه العمل لوقف تدخل إيران وارسال الصواريخ المتطورة لحزب الله، إذ نفّذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على أهدافٍ إيرانيّة في سوريا، خلال الأعوام الأخيرة. وأضافت أنه على القيادة الجديدة العمل على توطيد العلاقات مع الدول التي ترى في إيران تهديدًا مشتركًا في المنطقة، خصوصاً أن بقاء بشار الأسد على رأس النظام السوري، مع قرب انتهاء الحرب في سوريا، يفرض على الجيش الإسرائيلي احتواء حزب الله، بصلابة أكبر في الحرب المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها