الثلاثاء 2018/11/20

آخر تحديث: 00:11 (بيروت)

الغلاييني بطل ترحيل الفلسطينيين من لبنان

الثلاثاء 2018/11/20
الغلاييني بطل ترحيل الفلسطينيين من لبنان
يعمل "السمسار" على تأمين إذن سفر جديد وطرق جديدة لتأمين هجرة الفلسطينيين (Getty)
increase حجم الخط decrease

"هي طاقة نور لحياة قد تكون أفضل"، هذا ما وصف بعض أهالي المخيّمات ظاهرة الهجرة الجديدة، أو، إن صحّ التعبير، ظاهرة "التهجير" الممنهجة. فمنذ عام ونصف العام بدأ المدعو جمال الغلاييني، وبغطاء وتسهيل من الدولة اللبنانيّة، تأمين الهجرة للاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر مطار بيروت الدولي بطرق تبدو وكأنها شرعية، وذلك بمعدل رحلتين كل يومين، وكل رحلة تنقل 16 شخصاً إلى أوروبا.

 

نحو إسبانيا

بعد ايقاف مسار الغلاييني "الشرعي" لـ"تسفير" الفلسطينيين، تناقل الفلسطينيون عبر "واتس آب" تسجيلاً صوتياً منسوباً إليه، توجه فيه  إلى الذين دفعوا له مبالغ مالية لقاء السفر، أنّه يعمل على تأمين إذن سفر جديد وطرق جديدة، في مطلع العام المقبل، لتأمين الهجرة لهم، بعدما أقفلت إسبانيا منافذ الوصول إلى أراضيها. كما دعا الغلاييني الذين دفعوا الجزء الأول من المبلغ، ولم تتأمن فرصة هجرتهم حتى اللحظة، إلى التوجه لمكتبه في بيروت، واستلام اموالهم ووثائق السفر، في حال عزفوا عن قرارهم. لكن الفلسطينيين، ونظراً لثقتهم العمياء بطرق الغلاييني الماكرة لـ"تسفيرهم"، فضّلوا انتظار الطرق الجديدة التي سيبتكرها الأخير ولم يبادروا إلى استعادة الأموال.

التسجيل الصوتي المنسوب لجمال غلاييني  

 

وفي التفاصيل كان الغلاييني، أو كما يصفه اللاجئون الفلسطينيون بـ"السمسار"، يطلب وثيقة السفر من أي لاجئ يود الهجرة، إضافة إلى مبلغ 1000 دولار أميركي كدفعة أولى لتأمين الفيزا، كما يشترط عليهم تسليم باقي المبلغ في المطار لموظفيه، الذين يتولون تسهيل أمورهم هناك، وقد تراوحت كلفة الهجرة ما بين 8500 دولار و9000 دولار.  

 

عالقون في الأكوادور

ما زال مصير الفلسطينيين العالقين في شباك الغلاييني مجهول المصير. فقد أكّد اللاجئ الفلسطيني عمر أحمد عبد المعطي العالق في الأكوادور حاليا، في حديث إلى "المدن"، أن هناك حالة ترقب وخوف يعاني منها مع أفراد عائلته ومجموعة من اللاجئين الفلسطينيين في الأكوادور، بعد أن رفضت إسبانيا استقبالهم.

وفي تفاصيل الرواية، قال عبد المعطي، " كفلسطينيين حاملين للوثيقة اللبنانية يمكننا الحصول على فيزا للسفر إلى إثيوبيا، وتحت ذريعة السفر لمدة عشرة أيّام سياحة، توجهنا إلى إثيوبيا، وبعدها إلى البرازيل، حيث استقبلنا في المطار أحد الأشخاص العاملين مع "السمسار"، ليوصلنا إلى الإكوادور أو بوليفيا. هناك كان من المفترض بعدها أن نمر بإسبانيا "ترانزيت" للعودة إلى لبنان، وكان قد أخبرنا السمسار أنّه يتوجب علينا عند الوصول إلى الأراضي الإسبانية، إتلاف أوراقنا الشخصيّة والثبوتية لنطلب اللجوء".

لكن مسار الرحلة اختلف فقد انطلق عبد المعطي والعديد من اللاجئين في 9 أيلول 2018، آملين الوصول إلى أوروبا والحصول على اللجوء، إسوة ببقية الفلسطينيين الذين سبقوهم. إلا أن إسبانيا منعت دخولهم إلى أراضيها إلا عبر فيزا، وفرضتها حتى على من يريدون المرور "ترانزيت" خصوصاً، بعد اكتشافها لطرق طلب اللجوء التي كان يدبّرها الغلاييني.

 

العالقون في الأكوادور "لا يستطيعون العودة إلى لبنان إلا من خلال الحصول على فيزا للذهاب إلى بنما، وبعدها فيزا للسفر إلى الأرجنتين ومن ثم فيزا أخرى إلى البرازيل وأخيراً إلى تركيا ومنها إلى لبنان، وهذا محال"، كما قال عبد المعطي وأقرانه.

ينتظر العالقون مصيراً مجهولاً، وسط وعود من الغلاييني بإيجاد مخرج لهم، أو تأمين طريق للعودة إلى لبنان. لكن الأخير توقف منذ أربعة أيّام عن تأمين تكاليف النوم في الفندق وكذلك المصاريف اليوميّة، التي كان قد وعد بها غداة السفر في حال تعثّره. وعود ضبابية لمن لا يملك سبيلاً إلا انتظار انقشاع الرؤية وسبل تحررهم من قيود تأسرهم في بلد غريب لا مرجعية لهم فيه.

 

"المرجعيات" الفلسطينيّة

وانتشرت معلومات، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبين أهالي المخيّمات الفلسطينية في لبنان، تفيد أن التنظيمات السياسية الفلسطينية قررت التواصل مع السلطات اللبنانية ومطالبتها بتوقيف عملية الهجرة عبر السماسرة، خوفاً من ما تشكله هذه الظاهرة من خطر على ملف اللاجئين في لبنان، وحق العودة. لكن القيادات الفلسطينية نفت صحة هذه المعلومات، معتبرة أن الظروف المعيشيّة الصعبة التي يعاني منها اللاجئ في لبنان تدفعهم للهرب بحثاً عن ملاذ. وإذ طالبت الدولة اللبنانيّة بتخفيف الضغط المعيشي الذي تفرضه قوانينها على اللاجئ، دعت إلى إيجاد حلول للأوضاع الاجتماعية والإنسانية للاجئين، وليس تهجيرهم أو شطب حقهم في العودة، كما بات يحاك حالياً في دوائر المجتمع الدولي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها