الخميس 2018/11/15

آخر تحديث: 00:18 (بيروت)

تدابير حزب الله تحبط فاعلية العقوبات!

الخميس 2018/11/15
تدابير حزب الله تحبط فاعلية العقوبات!
صنّف الأميركيون جواد، نجل السيد حسن نصر الله إرهابياً عالمياً (Getty)
increase حجم الخط decrease

بدأت الولايات المتحدة الأميركية تشديد عقوباتها على حزب الله. صنّف الأميركيون جواد، نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إرهابياً عالمياً، بالإضافة إلى إدراج أربعة قياديين آخرين على لائحة العقوبات، هم: شبل محسن عبيد الزيدي ويوسف هاشم وعدنان حسين كوثراني ومحمد عبد الهادي فرحات. ويعتبر الأميركيون هذه الأسماء، ضمن مجموعة العاملين النشطين، الذين يعملون على تسهيل أنشطة حزب الله المالية في عدد من الدول، لا سيما في العراق. ولا شك أن هذه العقوبات، تأتي في إطار الضغط الأميركي المستمر على حزب الله وإيران.

 

لوائح وتدابير مضادة

وحسب ما تشير معلومات متابعة، فإن هذه العقوبات ستزداد أكثر فأكثر في الفترة المقبلة، وتقول: "من الآن إلى أواخر السنّة، سيصدر الأميركيون العديد من الأسماء التي ستدرج على لوائح العقوبات. وهناك لوائح مقبلة ستتضمن أسماء سنّة ومسيحيين من حلفاء حزب الله، ولن تقتصر اللوائح على إدراج الشيعة فقط على لائحة العقوبات. وهنا ثمة من يذهب إلى المقارنة بين العقوبات الحالية، وفي فترة تلي الإدارة السابقة.

 

في زمن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كان يتم وضع لوائح إسمية بجدول العقوبات، لكن من دون تطبيق. الفارق اليوم أن إدارة ترامب تعمل على تطبيق هذه العقوبات، ورصد مكافآت مالية لمن يقدّم معلومات حول بعض الأسماء التي جرى إدراجها على اللوائح. تشير المعلومات إلى أنه خلال الفترة المقبلة، ستصدر عقوبات بحق أسماء لأشخاص من خارج الطائفة الشيعية، من سنة ومسيحيين، محسوبين على حزب الله، ويتعاونون معه، ويوفرون له أغطية مالية. مسألة توقيت إصدار هذه اللوائح مرتبطة بحسابات أميركية، ستلجأ إليها الإدارة عندما تقتضي حاجتها السياسية لذلك. كما ان العقوبات ستشمل أيضاً أسماء قادة عسكريين ومقاتلين للحزب في سوريا.

 

لدى حزب الله أساليب متعددة لمواجهة هذه العقوبات، وتؤكد المعلومات أن من تشملهم العقوبات، كان حزب الله قد اتخذ قرارات مسبقة بحقّهم، حول تجميد انشطتهم المتعلّقة به، وربما سحب أرصدة هؤلاء لآخرين، بشكل لا يتأثر الحزب فيه، وبالتالي لن يكون هناك تأثير مباشر على الحزب نتيجة هذه الإجراءات التي يتخذها. كما أن حزب الله قد اعتاد على التعايش مع العقوبات كما هو حال إيران، وبالتالي لا يمكن الرهان على ليّ ذراعه في هذا المجال، خصوصاً أنه غير مستعد للتنازل (كما يقول المقربون منه)، وكل هذه الضغوط لن تؤدي إلى تغيير في سياسته، لا داخل لبنان ولا خارجه، لا بل كل ذلك سيدفعه إلى التشدد أكثر.

 

استعداد إيراني

إيران أيضاً حسب هذه القراءة، ستكون قادرة على الإلتفاف على العقوبات، وهذا كان مدار بحث بين الإيرانيين ومسؤولين أوروبيين طوال الفترة الماضية، وتعزز أكثر، باستحصال إيران على إستثناءات للدول المستوردة لنفطها، ما لن يُحدث أي تغيير دراماتيكي في بنيتها الإقتصادية، إذ أن إيران كان تنتج مثلاً مليونين و700 ألف برميل نفط يومياً، بعد العقوبات والإستثناءات، أصبح بإمكانها تصريف حوالى مليونين ومائتي ألف برميل، واستناداً إلى ارتفاع الأسعار نسبياً فستكون إيران قد حافظت على العائدات ذاتها من النفط. وبما أن هدف العقوبات هو دفع إيران نحو التفاوض مع الأميركيين، فهذا يعني أنه لا يمكن الرهان على أي تغيير جوهري في الموقف الإيراني في المنطقة، لا بل إن الإيرانيين يبحثون في كيفية إستعدادهم لإعلان الإنتصار على هذه العقوبات. وإبرام توافق جديد مع الأميركيين، سواء كان ذلك قريباً أم بعيداً.

 

بالنسبة إلى حزب الله، فهو لا يريد مواجهة العقوبات في لبنان، لأنه ليس "ساحة المواجهة" ضد الأميركيين. وتؤكد المعلومات أن جواد نصر الله، لا يضطلع بأي دور سياسي، وليس له أي علاقة بأي أمور مالية لحزب الله. استهدافه يندرج في إطار العقوبات المعنوية، بينما حزب الله يبدو جازماً بأن العقوبات لن تؤثر عليه على المدى البعيد، وسيستطيع مع إيران تجاوز هذه المحنة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها