خطاب ناري في مناسبة يوم الشهيد ألقاه السيّد السبت، حتى لو اتّسم بتوتر واضح وصوت معتدل على عكس خطاباته الانفعالية. ورغم كون نصرالله لم يلجأ كعادته إلى رفع السبابة التي طالما رسمت خطاباته "المفصلية"، مرّر رسالته "التعطيلية" لتشكيل الحكومة إلى المعنيّين. فعلى قاعدة "الممانعة" الجوهرية "الاسد أو نحرق البلد"، أتت رسالة نصرالله واضحة بأن لا حكومة من دون تمثيل سنّة 8 آذار حتى لو تأخر الأمر ليس أشهراً فقط بل الى يوم القيامة. والسيد عندما يعد يفي ولا تجربوه، كما عاد وكرر اليوم.
كما حذّر نصرالله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حتى من الكلام عن أن حزب الله يعطّل تشكيل الحكومة، داعياً جنبلاط إلى إعادة ضبط أجهزته اللاقطة لعدم القول إن إيران تقف خلف التعطيل. فلا يحق لجنبلاط القول إن حزب الله يعطّل قبل مرور أربعة أشهر مثيلة للأشهر الأربعة التي استغرقها الاشتراكي في التفاوض على حصّته. ولا يحق لجعجع اتهام حزب الله بالتعطيل قبل مرور خمسة أشهر مثيلة للأشهر التي فاوضت فيها القوات على حصّتها. فحزب الله حسب السيّد لم يقل إن الاشتراكي والقوات اللبنانية أخّرا تشكيل الحكومة، ولكن بمجرّد "تضامنه مع اخوة له حتى فتحتوا النار باتجاه ايران وسوريا" واتهموا الحزب بالتعطيل. لكن حزب الله كما قال نصر الله تواضع منذ البداية كي تتشكّل الحكومة ولو أراد التعطيل لكان لديه الجرأة الكافية بقول الامر بكل صراحة.
وإذ نفى نصرالله أن يكون حزب الله يريد "تطفيش" رئيس الحكومة المكلف، فقد أكّد، في خطابه "التكثيفي" لمسار سلاح تعطيل الدولة، على التزام الحزب بحلفائه من سنّة 8 آذار وبأنه لن يتنازل عن حقهم في التوزير إلا إذا هم قالوا عكس ذلك. "فهؤلاء ومواقفهم هو الذي منع تحويل الخلاف في لبنان من سياسي الى طائفي ومذهبي كما تريد اميركا واسرائيل والسعودية. سنة 8 آذار هي مفخرة حقيقية".
وقال نصر الله "بما أنّ المطروح هو تشكيل حكومة وحدة وطنية واخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار أساسي... وطالما أنّ هؤلاء الاخوة يطالبون بالتمثيل وهذا حقّهم، سنقف معهم وسنبقى معهم سنة واثنين وألف سنة وحتى قيام الساعة". وشدد على أن حزب الله لم يطالب بتوزير السنة المستقلين من حصة رئيس الجمهورية، بل يجب أن تكون من حصة الرئيس المكلف.
ولكون "التواضع في هذا البلد هو خطأ" و"ما لازم يكون الواحد آدمي"، كما قال نصرالله، كان على حزب الله المطالبة بعشرة وزراء لكونه مع حركة أمل لديهم 30 نائباً. لكن الحزب رضي بستة وزراء رغم كون القوات اللبنانية لديهم 15 نائباً وطالبوا بـ5 وزراء، والحزب التقدمي الاشتراكي لديه 9 نواب وطالب بـ3 وزراء، وتيار المستقبل لديهم 20 نائبا ويريدون كلّ التمثيل السني.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها