الثلاثاء 2018/10/09

آخر تحديث: 13:28 (بيروت)

صراع أسود وأبو زيد يفجر التيار في جزين

الثلاثاء 2018/10/09
صراع أسود وأبو زيد يفجر التيار في جزين
لم تكن العلاقة بين مرشحَي التيار في قضاء جزين على أحسن ما يرام (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease

على الرغم من فوز النائب زياد أسود في الانتخابات النيابية وسقوط منافسه في البيت الواحد، أي تكتّل لبنان القوي، النائب السابق أمل أبو زيد، من الواضح أنّ شدّة التنافس بين الطرفين قد بلغت مرحلة متقدّمة، خصوصاً بعدما بادر أسود الى التقدّم دعوى قدح وذم وتشهير لدى النيابة العامة في بيروت ضد 37 عضواً في التيار وعونيين من قضاء جزين يعتبرهم موالين للنائب أبو زيد. ما يوحي بانفجار وشيك بين الطرفين قد يقلب بلدية جزين رأساً على عقب.

لم تكن العلاقة بين مرشحَي التيار في قضاء جزين على أحسن ما يرام، وذلك منذ فوز أبو زيد بالانتخابات النيابية الفرعية في 22 أيّار 2016 بعد شغور المقعد بوفاة النائب ميشال حلو. ففي وقت يعتبر أسود نفسه الأولى بأن يكون القائد في جزّين، بعد ثلاثين عاماً من العمل في لبنان وعشرين عاماً من العمل لأجل منطقته، لمع نجم أبو زيد، رجل الأعمال الجزيني، بوصفه شخصية جامعة ومعتدلة تملك علاقات جيدة مع مختلف الأفرقاء، في مقابل أداء أسود المستفزّ للجوار الجزيني، لاسيما صيدا، وفق ما يؤكد محازبون عونيون لـ"المدن".

من ملف بيع عقار كفرفالوس، إلى ملف كسّارة مراح الحباس ومجبل الباطون، وصولاً إلى انتقاد تعيينه ممثلاً لوزارة الخارجية والمغتربين في اللجنة اللبنانية- الروسية واتهامه بتقاضي مبالغ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وغيرها... اتهاماتٌ بالفساد من حدبٍ وصوب وجّهها أسود إلى أبو زيد، الذي نفاها جملة وتفصيلاً، بدا وكأنّ الهدف منها إخراج أبو زيد نهائياً من جزين. إذ سبق لأسود أن حرص على توجيه رسالة إلى الأخير مفادها: "بدّي كسّرلو إجريه إذا بيجي على جزين". ما استدعى ردّ أبو زيد، وهو الذي سبق أن التزم الصمت مرات عدة عن كل الحملات التي تعرّض لها، إكراماً لرئيس الجمهورية ميشال عون ولرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رافضاً التمادي في منطق الاهانات الشخصية والتعرّض للكرامات. ويقول: "هوّي بيعرف لا هوّي قادِر يكسّرِلي اجرييّ، وما خِلِق اللي قادر يِمنَعني فوت على جزين".

رافق أبو زيد، الاثنين في 8 تشرين الأول 2018، المُدّعى عليهم إلى المعلوماتيّة بعدما تبلّغ الخبر من أحد الشباب الذين يعملون معه، وآخر من بلدة العيشيّة، وقد شملهما الادّعاء. ويؤكد أبو زيد، في حديث إلى "المدن"، أنّ الادّعاء الذي طاول 37 شخصاً من المناصرين، هو، ومن دون أدنى شكّ، مقصود بشخصه تحديداً، على الرغم من أنّ المسألة لا تتعدّى حدود السجالات والحملات الإعلامية المتبادلة بين مناصري الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي. ويسأل أبو زيد عن سبب هذه المواجهة وكل الحملات المبرمجة ضدّه منذ فترة ما قبل الانتخابات حتى اليوم، على الرغم من أنه لم يتهجّم يوماً على أحد. النائب أسود فاز بالنيابة "صحتين عا قلبو"، يتابع أبو زيد، وكان الأجدر به طرح مآخذه أمام رئاسة التيار للنّظر بها، عوضاً عن نقل الخلافات داخل التيار الى العلن بشكلٍ غير لائق وغير حضاري.

خسارة أبو زيد في الانتخابات النيابية لا تعني خروجه من الساحة الجزّينية أو حتى الساحة الحزبية والسياسية، بل على العكس. وهذا الواقع لا يروق عضو تكتّل لبنان القوي، أي أسود، الذي كتب في تويتر: "كنت أفضّل أن أدّعي في ملف فساد كسّارة كفرفالوس ومناقصة لوحات السيارات، ولكن ادّعيت على من شتم ومسّ كرامتي الشخصية، والأهم ليسوا 37 ومن التيار.. أعتقد شباب التيار مش من طينة نمر السيارات وتجّار... سلاحك... لسانك إن صنته صانك...".

وفي وقت رفض أسود تلبية طلب نائب رئيس التيار رومل صادر بسحب الدعوى، يحتفظ أبو زيد بحقه بأن يتقدّم بدوره برفع دعوى قدح وذم وتشهير بحق لائحة من الأسماء تشمل كلّ من تجرأ بالتطاول عليه، على رأسهم شقيق النائب أسود، سيرج أسود، وابن عمّه، وقد وجّها إليه اتهامات مغرضة وكلاماً لا يُحكى.

ويبقى السؤال الذي يراود الجزّينيّين ومناصري التيار الوطني الحر: متى ستبادر قيادة التيار وتتدخّل للجم هذا الصراع قيد الانفجار ووضع حدٍّ له؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها