الإثنين 2018/10/08

آخر تحديث: 06:18 (بيروت)

أميركا تفتح باباً جديداً على حزب الله

الإثنين 2018/10/08
أميركا تفتح باباً جديداً على حزب الله
هل تغير الموقف الاميركي من ملف اللاجئين السوريين؟ (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

في الوقت الذي تتزايد الضغوط الأميركية على لبنان، لجهة ضرورة الإلتزام بالعقوبات المفروضة على حزب الله، هناك وفود لبنانية متعددة تزور واشنطن. البعض منها لتأكيد التزامه بهذه العقوبات وإبعاد الشبهات عن نفسه، ومنها بعض المحسوبين على حزب الله سياسياً، فيما غاية البعض الآخر تجنيب القطاع المصرفي والمؤسسات الاقتصادية أي إجراءات عقابية لأن لبنان لا يحتمل أي اهتزاز أو إجراء من هذا النوع في ظل وضعه الاقتصادي الدقيق. وفود لبنانية تزور واشنطن، ووفود أميركية تزور بيروت.

قبل أيام زار نائب حاكم مصرف لبنان الولايات المتحدة الأميركية والتقى مسؤولين في وزارة الخزانة. ونقل رسائل عدة بشأن إلتزام لبنان بالعقوبات. والأمر نفسه فعلته جمعية المصارف التي أكدت للأميركين أن لا مجال للمناورة ولن يكون هناك أي ثغرات في تطبيق القانون، بينما سمع هؤلاء تحذيرات أميركية شديدة اللهجة، بأن التساهل لم يعد ممكناً وما يجري في عهد دونالد ترامب لا يمكن أن يكون كما كان أيام أوباما. لذلك، لا يمكن التساهل مع أي مناورة تقوم بها المصارف او مصرف لبنان لأن العقوبات ستفرض على أي مصرف يثبت خرقه هذه القوانين.

بالنسبة إلى الزيارات السياسية، تشير مصادر متابعة إلى أنها تتخذ عناوين متعددة، أبرزها البحث في ملف اللاجئين السوريين وكيفية إعادتهم في ضوء ما يعتبره هؤلاء تغييراً في اللهجة الأميركية حيال التعاطي مع هذا الملف، وصولاً إلى حدّ إشاعة أجواء عن بروز قناعة أميركية تناقض التوجهات الأوروبية في مسألة إعادة اللاجئين إلى سوريا ما قبل الحل السياسي او تأمين الضمانات والتوافقات الدولية، بالإضافة إلى التأكيد على استمرار الأميركيين في دعم الجيش الحليف الوثيق لهم في محاربة الإرهاب. ولكن، يسمع أعضاء هذه الوفود كلاماً أميركياً عالي السقف إزاء التعاطي مع كل المؤسسات الرسمية، التي قد تشملها العقوبات او وقف المساعدات لها إذا ما ثبت تنسيقها مع حزب الله، او إذا ما استطاع الحزب الاستفادة منها.

بوابة أخرى للضغوط يفتحها الأميركيون لبنانياً وهي التي تنفّد على الصيغ المطروحة بشأن تشكيل الحكومة. في إطلالته الأخيرة كان الرئيس سعد الحريري واضحاً حين سئل عن تولي حزب الله وزارة الصحة، أجاب الحريري بأنه لا يمانع ذلك، ولكن لبنان قد يواجه مشكلة مع المجتمع الدولي بسبب تولي حزب الله وزارات تتطلّب تنسيقاً مع الدول الغربية. بينما المقربون من حزب الله يعتبرون أن وزراء تابعين له تولوا سابقاً وزارات تطلّب تسلّمها تنسيقاً مع المجتمع الدولي ولم يكن هناك أي إشكال. هنا، ثمة من يلعب على وتر معيّن، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتحدث عن إبداء الحريري موافقته على إيكال وزارة الصحة إلى الحزب. هذا الوتر هو نغمة يجري تداولها في أميركا، تقول إن حزب الله يحتاج إلى وزارة الصحة، بسبب الضغوط المالية التي يمرّ بها بفعل العقوبات الأميركية، وبسبب تخفيض ميزانيات العديد من مؤسساته. وهذا الوتر يجيد الأميركيون اللعب عليه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها