الخميس 2018/10/04

آخر تحديث: 00:57 (بيروت)

الحريري يعود إلى عون.. في انتظار اللحظة الاقليمية

الخميس 2018/10/04
الحريري يعود إلى عون.. في انتظار اللحظة الاقليمية
يريد الحريري التأكيد لعون أنه ثابت على الاتفاق والتفاهم معه (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease


بعيد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من نيويورك حصل اتصال هاتفي بينه وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تخلّله البحث في تفعيل الاتصالات للوصول إلى تشكيلة حكومية يوافق عليها الطرفان. يصرّ الحريري في أوساطه على ضرورة تشكيل الحكومة، وعلى أن الوضع لا يحتمل، لكنه لا يريد أن يدخل حكومة وكأنه قدّم تنازلات كبيرة او تعرّى من حلفائه، كالقوات اللبنانية والحزب التقدّمي الاشتراكي، على الرغم من مساعيه المتعددة لدفعهما إلى تقديم تنازلات تسهيلية. عملياً، عقدة الاشتراكي ستكون محلولة إذا ما وجدت عقدة القوات طريقها إلى الحلّ. أما في حال لم ترض القوات، فإن الاشتراكي سيبقى على موقفه المساند لها.

كان الحريري يصرّ على الخروج بشيء جديد يخرجه من المراوحة في المواقف. وبعدما كان مقرراً أن يطل تلفزيونياً الخميس، طلب الحريري التأجيل لأسبوعين ريثما يتبلور لديه جديد من المعطيات الحكومية يخرج به إلى الرأي العام. كان الحريري يفضّل أن يطلّ معلناً خبر تشكيل الحكومة، ولكن في ظل الكباش المستمر، وبما أن الساعات لم تكن تشير إلى أنها ستحمل حلولاً جوهرية، فضّل أن يزور بعبدا للقاء عون وتقديم صيغة جديدة معدّلة. وبذلك يكون قد بادر في اتجاه رئيس الجمهورية، وأوحى إليه بأنه مستمرّ في مساعيه لإيجاد الأجواء الملائمة لإنجاز التشكيلة، ويضمن إطلالة يطلق فيها موقفاً عن تقديمه لمبادرة جديدة وينتظر ردّ الأفرقاء الآخرين عليها.

قبل زيارة الحريري إلى بعبدا كان عون يلتقي وفد كتلة الوفاء للمقاومة، الذي أثنى على مواقف الرئيس ووزير الخارجية جبران باسيل في الأمم المتحدة، وتجاه التهديدات الإسرائيلية. وكان موقف كتلة حزب الله إيجابياً جدّاً تجاه رئيس الجمهورية، مع التأكيد على التحالف الاستراتيجي معه. وكأن الحزب يمنح عون تفويضاً كاملاً في مسألة التشكيلة الحكومة، على الرغم من أنه يستعجل ولادتها قبل دخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، لما ستمثّله هذه الحكومة من غطاء رسمي للحزب.

وتفيد مصادر متابعة بأن حزب الله سعى في أكثر من اتجاه لتوفير ظروف ملائمة لولادة الحكومة، بينما هناك من يتحدث في الكواليس عن توجيه رسالة إلى الحريري بأنه إذا لم تتشكل الحكومة سريعاً، سيكون أمامه مهلة 3 أشهر لتشكيلها، وتقديم الصيغة التي يراها مناسبة ويبنى على الشيء مقتضاه. فإذا ما كانت هذه الصيغة ملائمة بالنسبة إلى الجميع، تكون الحكومة قد تشكّلت وتعبّر عن إرادة اللبنانيين وتمثّل حصناً للاستقرار الداخلي، أما في حال عدم تشكيلها، فحينها سيعود البحث إلى الخيارات التي كان الحزب يرفض البحث فيها، كاسقاط التكليف، او اسقاط الحكومة في مجلس النواب. لأن بعد هذه الأشهر الثلاثة، ستكون الأوضاع في المنطقة قد تبلورت، وحينها لن يكون حزب الله ممانعاً الدخول في حكومة أكثرية او حكومة مواجهة، إذا ما فرضت عليه المواجهة، خصوصاً أن بعد هذه الفترة، تكون الصورة في المنطقة قد اتضحت ويرى الحزب فيها رجحاناً لكفّته.

ربّما هذه الرسالة هي ما سرّع حراك الحريري في اتجاه بعبدا. وتشير المصادر إلى أن الحريري حمل صيغة معدّلة، وغايته من ذلك التودد لرئيس الجمهورية وتأكيد ثبات الاتفاق والتفاهم معه والاستمرار في الحرص على التسوية الرئاسية، وإن لم يؤد هذا اللقاء إلى تشكيل الحكومة، لأن الظروف لم تنضج بعد. لكنه يعطي إشارات بأنه سيكون جاهزاً حين تتوافر الظروف للسير بالحكومة التي يريدها رئيس الجمهورية وفريقه، وريثما توافق الأطراف المعارضة على تقديم التنازلات المطلوبة.

وفق المعلومات يتركز البحث حول قصّة القوات التي تعتبر محاولة تحجيمها هي العقدة الأبرز. فقد تركز البحث حول منحها أربع وزارات، هي نائب رئيس الحكومة، واحدة أساسية يحكى أنها قد تكون وزارة التربية وأخرى أقل أهمية (الثقافة أو ما يوازيها) ووزارة دولة، بعد رفض رئيس الجمهورية التنازل عن حقيبة العدل. وفيما تشير بعض المصادر إلى أن الحريري يفضّل تأجيل البحث في مسألة الحقائب إلى ما بعد الاتفاق على الحصص إذ يصبح التفاوض أسهل بالنسبة إليه، تفضّل القوات أن يكون الاتفاق واضحاً من البداية، وأن يكون متكاملاً بين الحصص والحقائب.

وبعد اللقاء مع رئيس الجمهورية خرج الحريري بكلمات قليلة، فأشار إلى أنه متفائل في امكانية تشكيل الحكومة، خصوصاً بعد اتفاقه مع عون على ضرورة الإسراع في تشكيلها بسبب الأوضاع والظروف الاقتصادية. ولفت إلى أنه سيكون هناك لقاء ثانٍ مع عون. وتعبّر بعض المصادر عن أملها في أن يعلن الحريري خلال إطلالته التلفزيونية عن التوافق على تشكيل الحكومة التي يكون الجميع قدّ قدّم تنازلات بشأنها، خصوصاً لجهة العشرات الثلاث وعدم حصول أي طرف على الثلث المعطّل. وأن يتم إقناع القوات بذلك إلى جانب قبول عون وباسيل بحصول القوات على نائب رئيس الحكومة، بينما آخرون يعتبرون أن لا شيء جديد ليعلن بعد، إذ ان المسار بحاجة إلى المزيد من الإتصالات لحسم الحصص والحقائب، وهذا ما سيوضحه باسيل يوم الجمعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها