الأربعاء 2018/10/03

آخر تحديث: 09:10 (بيروت)

يوم وطني لثقافة اللاعنف في لبنان:تلاميذ أسهل من الأهل

الأربعاء 2018/10/03
يوم وطني لثقافة اللاعنف في لبنان:تلاميذ أسهل من الأهل
شارك في الاحتفال تلاميذ من مدارس مختلفة (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease

احتفلت جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان AUNOHR للمرة الأولى في لبنان بـ"اليوم الوطني لثقافة اللاعنف"، وبتدشين تمثال اللاعنف العالمي في منطقة الزيتونة باي في بيروت، الثلاثاء في 2 تشرين الأول 2018. واستضافت الجامعة في هذه المناسبة المفكر والكاتب اللاعنفي آرون غاندي، حفيد المهاتما غاندي. وقد حظي احتفال الجامعة الخاصة باهتمام وزير الثقافة غطاس خوري.

تقول هلا أبو علي، المنسقة التربوية في الجامعة، في حديث إلى "المدن"، إن الاهتمام الرسمي أتى نتيجة عمل مستمر على مدى سنتين، واجتماعات مكثفة مع المعنيين. وعن أهمية وجود الجامعة في لبنان، تجيب: "نحن في بلد يشهد حروباً بين فترة وأخرى، وفي منطقةٍ تشهد كثيراً من الصراعات، فلا نجد سوى طريقة واحدة لحل الأمور، وهي العنف والحروب. كلنا نعاني من نتائج الموت والدمار. بالتالي، فإن وجود الجامعة في لبنان حاجة وجودية. فنحن ندرب طلابنا على حل الأمور بطرق مختلفة، لاعنفية".

ووفق أبو علي، فإن الجامعة لا تعطي إجازات بأي اختصاص، بل "يدرس فيها الطلاب دراسات عليا للتعمق بالفكر اللاعنفي وحقوق الإنسان". ويمكن لأشخاص من مختلف الاختصاصات والمجالات التسجيل لاكتساب مهارات لحل النزاعات بطرق لاعنفية. "يستفيد هؤلاء من الخبرة التي يكتسبونها كل في مجال عمله، مهما اختلف".

أما منحوتة اللاعنف أو "المسدس المعقود"، فتكمن أهمّيتها، وفق أبو علي، في دلالتها على رفض العنف. لكنها تلفت إلى أن فكرة رفض العنف لا تعني قبول الظلم، أو عدم القيام بفعل تجاهه. "فاللاعنفي يرفض التعرض للظلم، ولكنه يحله بطريقة تشبهه، فغايته تشبه وسيلته".

شارك في الاحتفال تلاميذ من مدارس مختلفة، أغلبها رسمية. استلموا من الجامعة شهادات تقدير لمشاركتهم في رسم "منحوتة اللاعنف". إذ شاركوا في رسم المنحوتة بأفكارهم وبالألون التي اختاروها. ومن بين المدارس المشاركة مدرسة بياقوت الرسمية. علم التلاميذ بمبادرة الجامعة من خلال مدرّستهم كارولين جبور مزهر، الطالبة في الجامعة. تقول جبور لـ"المدن" إنها نقلت الفكرة إلى إدارة المدرسة، فتعاونت معها. وتخبر أنها منذ العام الماضي عملت مع تلاميذها على تطبيق ما تعلمته في الجامعة.

"لدى وقوع خلاف بين تلميذين نطلب منهما شرح ما جرى. نسألهما: هل كان هناك طريقة أخرى لحل النزاعات غير الاعتداء على بعضهما بالضرب؟ ونحاول إيجاد حل وسط بينهما. كما نحاول نشر روح الأخوة من خلال جعل التلاميذ يتشاركون الطعام. لكن الأمر يتطلب كثيراً من الجهد، إذ قد يعود الأطفال إلى ضرب بعضهم مجدداً، رغم كل ما سبق"، تقول مزهر. ومن خلال تجربتها تخبرنا أن التعاطي مع الأطفال أسهل من التعاطي مع الأهل. فـ"من بين الأهل من يقتنع بالحلول اللاعنفية، ومنهم من لا يقتنع سوى بالحلول العنفية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها