الأربعاء 2018/10/17

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

بورصة تشكيل الحكومة: الحرج السعودي فرصة للولادة؟

الأربعاء 2018/10/17
بورصة تشكيل الحكومة: الحرج السعودي فرصة للولادة؟
إذا لم تُشكّل الحكومة في هذه المرحلة لن تولد في المدى المنظور (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

عوامل محلية وخارجية عدة دخلت على خطّ تشكيل الحكومة. المطالبات الدولية بضرورة إنجاز التشكيلة الحكومية ربطاً بالوضع الاقتصادي ومندرجات مؤتمر سيدر، أدت إلى تفعيل الاتصالات الايجابية لإبرام التسوية وتنازل الأفرقاء. كذلك صبَّ استباق حزب الله العقوبات الأميركية على إيران ودخولها حيز التنفيذ، في خانة الإسراع في تشكيل الحكومة. تتعدّد القراءات للدافع الأساسي للتشكيل، خصوصاً أن عوامل سيدر والعقوبات والحفاظ على التسوية عناوين ليست جديدة أو طارئة، وكان بالامكان الارتكاز إليها لتشكيل الحكومة منذ أسابيع. ففيما يعتبر بعض المتابعين أن هناك حدثاً ما سهّل التشكيلة الحكومية، ثمة من يلفت إلى أن هناك شعوراً عارماً لدى الجميع، بأنه إذا لم تحلّ مسألة تشكيل الحكومة في هذه المرحلة يعني أنها لن تولد في المدى المنظور.

وهنا، جرياً على العادة، تدخل التكهنات اللبنانية في سياقات مختلفة. فالطرف الموالي للمملكة العربية السعودية يعتبر أن حزب الله دخل على خطّ المساهمة في تقديم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعض التنازلات. وذلك بسبب حاجة الحزب إلى تشكيل الحكومة سريعاً. بينما يعتبر المقربون من حزب الله أن الرئيس المكلف سعد الحريري كان يريد منذ زمن الوصول إلى التشكيلة الحكومية، وأن قلبه مع عون ولكنه غير قادر على عدم إرضاء القوات اللبنانية. إلا أن التطورات الأخيرة التي حصلت في المنطقة ساعدت الحريري على انتهاز الفرصة للتشكيل، مع الحرص على إرضاء القوات وحفظ ماء وجهها. ووفق هؤلاء فإن تداعيات ما جرى للصحافي جمال الخاشقجي، أرخى بثقله على موازين القوى، وإن بشكل غير مباشر، إذ استغل كثيرون في لبنان الحرج الذي أصيبت به السعودية لتمرير التشكيلة الحكومية، على قاعدة ألا يكون تنازل الحريري كبيراً، وألا يحقق ما كان يسعى إلى تحقيقه، خصوصاً للقوات.

وتجلّت العوامل الإيجابية في أكثر من نقطة، ليس على صعيد اللقاءات التي عقدها الحريري في بيت الوسط، لا سيما اللقاء بالنائب طلال ارسلان كتعويض معنوي ورد اعتبار على عدم توزيره، بل استكملت بموقف إيجابي لارسلان حيال استعداده للقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برعاية عون والحريري. وعلى هذا الأساس عقد لقاء بين عون وارسلان، وفيما بعد تلقى جنبلاط اتصالاً للقاء رئيس الجمهورية، إلا أن مصادر متابعة تؤكد أن مسألة اللقاء بين عون وجنبلاط منفصلة عن اللقاء مع ارسلان، وارسلان هو الذي أصبح يطالب بعقد اللقاء مع جنبلاط. أما لقاء بعبدا، فهو يأتي بمبادرة من رئيس الجمهورية، كرد على الايجابيات التي أطلقها جنبلاط باكراً لتسهيل تشكيل الحكومة، ولإعادة تعزيز العلاقة بين الطرفين، والاستمرار في التشاور بشأن تعزيز الايجابيات التي برزت بناء على المواقف التسهيلية لجنبلاط، بالإضافة إلى التوافق بشأن شخصية الوزير الدرزي الثالث.

وبالاستناد إلى الايجابية، سلكت الحكومة طريقها إلى التشكيل، فيما استمرت في الساعات الأخيرة المفاوضات على آلية توزيع الحقائب. ووفق هذه المفاوضات، فقد آلت الصحة إلى حزب الله، وبقيت التربية مع الحزب التقدمي الاشتراكي، بينما استمرّت القوات بالمطالبة بالعدل، في مقابل رفض رئيس الجمهورية. وتتحدث مصادر قريبة من القوات عن إمكانية الوصول إلى تسوية في هذا المجال، تتضمن أيضاً حصول القوات على الشؤون الاجتماعية والثقافة أو العمل إلى جانب نائب رئيس الحكومة، بينما ستؤول وزارة الأشغال إلى تيار المردة على الرغم من استمرار باسيل بالمطالبة بها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها