السبت 2018/10/13

آخر تحديث: 06:23 (بيروت)

الحريري وأزمة تيار المستقبل: هكذا سيختار الوزراء

السبت 2018/10/13
الحريري وأزمة تيار المستقبل: هكذا سيختار الوزراء
التوجه الجديد للحريري سيبدأ بالظهور في اختيار الوزراء (الأرشيف: ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
بعد الانتخابات النيابية، في أيار 2018، أعلن الرئيس سعد الحريري أن تيار المستقبل سيدخل في عملية إعادة هيكلة داخلية. هذه الورشة تحتاج إلى مزيد من الوقت على الرغم من استمرار اللجنة المكلّفة بالاصلاح في عملها. يعمل التيار على إعادة إنتاج نفسه وفق رؤية جديدة. عانى الحريري ما لم يعانه أحد. وهذا ما يريد تغييره، وهو ما يقصده بقوله إن سعد الحريري 2018 غير سعد الحريري قبل عشر سنوات. هذا لا ينطبق على السياسة العامّة فحسب، بل على السياسة الداخلية في تيار المستقبل. أمور كثيرة تعلّمها الحريري، هو الذي ورث كل مؤسسات والده، لكنه لم يرث الثروة كلّها. ومن كان يحيط به بقي على تعاطيه وفق التعامل مع الرئيس رفيق الحريري في منطق الانتفاع على حساب السياسة.

في أعقاب الأزمة المالية الكبرى التي عصفت بالتيار بعد انتخابات 2009، أراد سعد الحريري تغيير جوهر الانتساب إلى التيار الأزرق، وتجديد الرؤية السياسية له، بحيث يُبنى الانتماء إليه على الانتماء السياسي وليس الغاية النفعية. لذلك، أسس ما يشبه الحزب الذي حوى منسقيات وآلية تنظيمية هي الأولى التي وضعت له. لكن الانتخابات الأخيرة، التي دفعت الحريري إلى جملة إجراءات كإقالات وحلّ للمنسقيات، أشارت إلى أن مسعاه لم يؤد إلى نتيجة. وكأن هناك "دولة عميقة" او تنظيماً عميقاً في التيار، ليس من السهل التغلّب عليه وهو منطق الانتفاع. وهذا ما واجهه الحريري أيضاً مع بعض الوزراء او المسؤولين الذين أوكلوا مهمات في الدولة اللبنانية.

والعمل على إنجاز الورشة الداخلية في التيار، سيكون مرتبطاً بتغيير جوهري في الأداء السياسي للمحسوبين على التيار، في إدارات الدولة، ومجلسي النواب والوزراء. صحيح أن جانباً أساسياً يغيب عن هذه الورشة، وهو الجانب السياسي بحيث من يطّلع على جوانب متعددة داخل التيار يجد أن الخبرات السياسية فيه تتضاءل، وكذلك النقاش السياسي حتى داخل كتلة المستقبل. يحمل ذلك البعض إلى القول إن هذه سياسة متعمّدة من الحريري وأن وضعه لا يحتمل الابقاء على "عتاعيت" في السياسة. فهو يريد من ينفّذ ما يطلبه، وليس من يعارض او يساجل ويسجّل المواقف ويعيد تذكيره بما جرى تحذيره منه في السابق.

التوجه الجديد للحريري سيبدأ بالظهور، وفق بعض المستقبليين، في اختيار الوزراء. وهو يضع عناوين أساسية شروطاً للتوزير. أوّلها اختيار أشخاص لا يساومون في السياسة ولا في غير السياسية، محسوبون على فئة الصقور، ويتمتعون بتجربة واسعة وثقافة وخبرات سياسية. لكنهم أيضاً لا يدخلون في جوانب شخصية أو مصلحية، مهمّتهم إثبات جدارة المستقبليين في تولي المواقع الرسمية ورفد الحريري بالمواقف السياسية في منطق الحفاظ على الثوابت. من بين هؤلاء يتردد إسم النائب السابق مصطفى علّوش، صاحب الأسهم المرتفعة بالحصول على حقيبة وزارية، نظراً لما بذله في طرابلس ووفائه للحريري مع الإلتزام بالثوابت السياسية. يلجأ الحريري إلى من هم من طينة علّوش، الذين لديهم ثقافة وحضور سياسي، وهم بوضع معيشي عادي، قريب إلى الطبقات الوسطى. عملية الاختيار ترتبط بجملة عوامل، أساسها قرب الذين سيقع الاختيار عليهم من الناس.

والعنوان الثاني هو التركيز على عنصر النساء، إذ يصرّ الحريري على توزير امرأة او أكثر، في إطار التغيير الذي يريد تثبيته كما جرى في الترشيحات للانتخابات النيابية، ويجري التداول بأسماء عديدة. أما العنوان الثالث، فهو لمن لا يتسبب للحريري بصداع سياسي لا مع بيئته السياسية، ولا مع الأفرقاء الآخرين، على قاعدة الإلتزام بمقررات التيار ومكتبه السياسي. هذا المكتب السياسي الذي أصر الحريري على أن يضمّ عنصر الشباب. لكن بعض المعلومات تفيد بأنه غير راضٍ عن أدائه، وفي سياق الإعداد للمؤتمر الجديد، فإن تغييراً أساسياً سيشهده.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها