مهمة جديدة لحزب الله في سوريا:من درعا إلى اللاجئين

منير الربيعالخميس 2018/07/05
منير.jpg
تسريب صور لمقاتلي حزب الله في درعا
حجم الخط
مشاركة عبر

أصبحت الإجراءات المتخذة على الحدود اللبنانية السورية أكثر من واضحة. هي أكبر من مجرّد انتشار عسكري أو إجراءات لمنع عمليات التهريب والانتقال غير الشرعي بين البلدين. منذ أيام ثمة اعتراضات في بعض المناطق البقاعية من الإجراءات الروسية التي اتخذت قبل أسابيع وحالت دون السماح للمواطنين بالانتقال إلى الداخل السوري. هناك صرخات مكتومة لأناس اعتادوا طوال الأشهر الفائتة على الانتقال عبر طرق غير شرعية إلى سوريا، للحصول على أدوية وللاستشفاء وحتى للحصول على مواد غذائية وتموينية، بالإضافة إلى الغاز والمحروقات. منذ الانتشار الروسي في تلك المناطق، منعت هذه التحركات. ولكن، يبدو أن الإجراءات لا ترتبط بوقف التهريب أو ضبط حركة التنقل غير الشرعية.

على المقلب السوري، ألوية عدة من الجيش السوري مدعومة بالشرطة العسكرية الروسية، أصبح تحكم السيطرة على كامل الحدود. وجود الدبابات والمدرعات ومئات العناصر، يؤشّر إلى ما يمكن أن تحمله التطورات في المرحلة المقبلة. لبنانيّاً، يُقرأ ذلك بما هو مختلف عن عملية تشكيل الحكومة وإلى ما هنالك من تفاصيل. الزمن الآن لتسويات كبرى، تنطلق من ترتيب الوضعيات الحدودية. كما في السلسلة الشرقية، كذلك في الجنوب، ربطاً بملف اللاجئين السوريين.

إذا ما فسّرت الإجراءات السورية المدعومة من القوات الروسية بأنها رسالة روسية إلى الغرب بأن النظام عاد إلى السيطرة على المناطق التي كانت خارجة عنه، والمرحلة الآن لإعادة تعويمه، فإن مادة التعويم ستكون في تحجيم النفوذ الإيراني. وهذا يجب أن يبدأ من نقطتين أساسيتين، الجنوب السوري، والحدود اللبنانية السورية وصولاً إلى الحدود السورية العراقية. صحيح أن الاختلافات ما زالت على حالها حيال التعاطي مع إيران، وقدرة روسيا على تحجيمها غير ممكنة. هذا إذا ما كانت هناك قناعة روسية بشأن ذلك، لأن بعض الآراء تقول إن روسيا ستخسر داعماً أساسياً لإرساء وتثبيت ما تحققه في الميدان، إذا ما انسحب الإيرانيون.

بالتالي، قد تكون هذه التطورات والإجراءات ذات علاقة بعمليات الشد والرخي بين الدول المتصارعة فوق الجغرافيا السورية، وخصوصاً على أبواب القمة الأميركية الروسية بعد أيام. وفي الوقت الذي تستمر فيه عملية السيطرة على مناطق المعارضة في درعا من قبل الجيش السوري، برزت صور جديدة لقوات من حزب الله وصلت إلى درعا حديثاً للمشاركة في القتال، وهي رسالة إلى العالم كله بأن إيران وحزب الله لم تنسحبا، في ردّ على ما يُحكى عن سحب عناصر الحزب من سوريا. مع الإشارة إلى أن هذا الكلام ليس جديداً وطالما أجرى حزب الله عمليات إعادة انتشار وتموضع، تحتم إعادة جزء من قواته إلى لبنان بعد انتهاء المعارك في بعض المناطق.

أن يتقصّد حزب الله تسريب صور لمقاتليه في درعا، فهو يردّ على كل محاولات حصاره أو تحجيم نفوذه ونفوذ إيران هناك. وما يجري على الحدود اللبنانية السورية خير دليل على ذلك. لا ينفصل هذا عن المباحثات المنتظر إنطلاقها بشكل جدي لترسيم الحدود الجنوبية البرية والبحرية. وهذا كان جزءاً أساسياً من الاتصال الذي حصل بين وزير الخارجية الأميركي مارك بمبيو والرئيس سعد الحريري. وكان جزءاً من المحادثات التي أجراها قائد الجيش جوزيف عون في الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام، وسمع إشادات بدور الجيش وتأكيداً على استمرار الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية. ولكن، هناك معلومات تفيد بأن المساعي الدولية ستتركز في الأيام المقبلة على ضرورة نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية، ليكون هو ضابط عمليات التحرّك والإنتقال. وهذا ما يفهم بأنه محاولة لتقويض نشاط حزب الله وحرية حركته في تلك المناطق.

كل محاولات التقويض هذه دفعت حزب الله إلى الخروج بمهمة جديدة سيتولاها، وهي عملية إعادة اللاجئين السوريين، بالتنسيق مع النظام السوري. وهذا عنوان جديد لمهمة جديدة يتولاها الحزب للتأكيد على استمرار عمله وتأثيره في الداخل السوري وتطوراته.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث