newsأسرار المدن

الحريري يلتقي مع حزب الله.. ويُفاجأ بعون

منير الربيعالجمعة 2018/06/29
سعد.jpg
لا يريد الحريري فتح أي إشكال مع أي طرف (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

لا يحسد الرئيس سعد الحريري على الضغط الذي يتعرّض له. هو لا يريد التصعيد، لكن لا يريد مزيداً من التنازلات. يريد تشكيل الحكومة، لكن أن لا تكون على حساب التوازنات أو ترجيح كفّة طرف على الآخر. يصطدم بعراقيل كثيرة، آخرها حرب الصلاحيات التي فتحت، ومحاولات القفز فوق اتفاق الطائف. فوجئ رئيس الحكومة المكلّف ببيان صادر عن القصر الجمهوري، يشير إلى أن رئيس الجمهورية يتمسك بصلاحياته بموجب الدستور وما درجت عليه الأعراف المعتمدة منذ إتفاق الطائف، لا سيما لجهة حق رئيس الجمهورية في أن يختار نائب رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء.

قرأ الحريري تصعيداً في الموقف. لكنه يفضّل عدم الذهاب إلى مثله. ما يريده هو الإطالة بتشكيل الحكومة لتحسين شروطه وظروفه والالتفاف على نتائج الانتخابات النيابية، بحيث لا تتكرس أكثرية غير موالية له داخل مجلسه. قد يراهن على متغيرات إقليمية أو إشارات معينة، أو أنه يراهن على قطع أنفاس الطرف الآخر فيضطر إلى تقديم تنازلات. السجال السياسي في الأيام الماضية أوحى بالخروج عن التسوية الرئاسية والتفاهمات الثنائية، لا سيما تفاهم معراب. وهذا ما أنذر باحتمال مزيد من التصعيد. وهو ما لا يريده رئيس الحكومة المكلّف.

وفيما توقّع البعض أن يذهب الحريري إلى التصعيد ردّاً على التصعيد، جاءت الحسابات مختلفة، بردّ مصادر قريبة منه بأنه يؤيد طروحات رئيس الجمهورية، وهو لا يمانع أي مطلب يريده الرئيس. قد يكون الرجل لجأ إلى موقف كهذا عن حسن نية، أو في إطار سحب فتيل التصعيد، لكنه أيضاً في أبعاده ينطوي على معان سياسية كثيرة، ربما لا يكترث لها الرجل، لأن ما يعنيه فقط هو إعادة تكوين أو تشكيل السلطة.

لا يريد الحريري فتح أي إشكال مع أي طرف. قد يكون مراهناً على تأخير تشكيل الحكومة، ولكن بدون إفتعال أي إشكال مع أي طرف، خصوصاً رئيس الجمهورية. فإذا دخل في مواجهة مباشرة معه لن يكون لديه مَن يستند إليه في لعبة السلطة. صحيح أنه يحمي نفسه من خلال الحرص على مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية لتحسين شروطه، لكنه أيضاً لا يريد الاصطدام ببعبدا، ولا الإطاحة ببنود التسوية الرئاسية، ولا حتى بربط النزاع مع حزب الله. القوات والاشتراكي يوفران له فرصة تعزيز شروطه التفاوضية. ورئيس الجمهورية وحزب الله يوفران له السلطة. فإذا أصدر موقفاً للرد على موقف رئيس الجمهورية، سيدخل في إشكال يريد تفاديه.

وتلقى الحريري رسائل مسبقة لتقليص هامش مناوراته السياسية. إذ إن الرسالة التي وصلته هي أن الأكثرية ليست بصفّه وأي تصعيد قد تذهب الأمور إلى تصعيد سياسي لإسقاط تكليفه، وإن لم يكن الدستور ينص على ذلك، بل عبر فرض أمر واقع. ينسجم الحريري في تصرّفاته مع تصرّفات حزب الله، الحريص على التهدئة وتخفيف التوتر، وعدم اعطاء أي ذريعة لقلب الطاولة وإعادة إحياء الانقسامات العمودية، التي قد تدفع إلى فتح كثير من الملفات في وجهه، إلى جانب الضغوط التي يتعرّض لها خارجياً.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث