newsأسرار المدن

الجنوب3: تهشيم المعارضين ولوم المستقبل

منير الربيعالأربعاء 2018/05/02
النبطية 3.jpg
فشلت القوى المعارضة لحزب الله في تشكيل لائحة واحدة (علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر
ست لوائح تخوض الانتخابات وتتنافس على توفير الحاصل الانتخابي في دائرة الجنوب الثالثة. تضم هذه الدائرة أقضية، النبطية- بنت جبيل- مرجعيون- حاصبيا. تعتبر هذه الدائرة من أكبر الدوائر لناحية عدد الناخبين، الذين يتخطون 450 ألف ناخب، وفيها 11 مقعداً، 8 شيعة، سني، درزي وأرثوذكسي. لم تستطع قوى المعارضة الاجتماع في لائحة واحدة أو اثنتين، وهذا سيؤدي إلى تشتيت الصوت الاعتراضي، ويوفر فرصة للائحة الأمل والوفاء والتي تتشكل من تحالف بين حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي والبعث العربي الاشتراكي. في مقابل لائحة مشكلة من تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ والحزب الديمقراطي اللبناني. أما اللائحة الثالثة، فهي لائحة شبعنا حكي غير المكتملة، وتضم معارضين شيعة بالتحالف مع القوات اللبنانية. بالإضافة إلى ثلاث لوائح أخرى، واحدة لتيار الانتماء برئاسة أحمد الأسعد، وأخرى لتحالف كلنا وطني، وصوت واحد للتغيير.

وفيما تصرّ الماكينة الانتخابية التابعة للائحة الثنائي الشيعي، على وجوب عدم حصول أي من اللوائح الأخرى على حاصل انتخابي، هناك من يتوقع تمكّن لائحة المستقبل والوطني الحر بتوفير حاصلين انتخابيين والعمل على تحقيق الحاصل الثالث، لتمرير مرشح سنّي، وآخر أرثوذكسي، والسعي لفوز المرشح الدرزي. ووفق التوقعات، فإن الحاصل الانتخابي قد يصل إلى 20 ألفاً، او أكثر ربما. ويسعى الثنائي الشيعي إلى رفع نسبة التصويت لأن اللعبة هي بمنع حصول أي لائحة على الحاصل الانتخابي.

فشلت القوى المعارضة لحزب الله في تكرار سيناريو بعلبك- الهرمل وتشكيل لائحة واحدة قادرة على إحداث فرق. بالتالي، تشتت القوى المعارضة للحزب، لن يؤدي إلى توفير حظوظ النجاح للمعترضين. وهناك من يشير إلى استحالة تأمين حاصل للائحة التي يشارك فيها تيار المستقبل بسبب أسماء المرشحين والتحالفات الهجينة التي لم تُقنع الجنوبيين كونها تشكّلت على قاعدة النكايات لا القناعات. وعلى سبيل المثال، وفق متابعين للمعركة الانتخابية هناك، فقد فوجئ المستقبل برفض المسيحيين في تلك الدائرة مرشح التيار الوطني الحر شادي مسعد عن المقعد المسيحي الوحيد في تلك الدائرة، نظراً لارتباط إسمه بعهد الرئيس إميل لحود، فضلاً عن عدم تمتعه بحيثية شعبية.

اللائحة الوحيدة التي تحمل شعاراً سياسياً واضحاً في مواجهة حزب الله هي لائحة شبعنا حكي، التي يراهن أعضاؤها على عدم تشتيت الأصوات بسبب عدم اكتمالها. لكن هذا لا يعني أنها ستحصل على حاصل انتخابي، بل إن الأرقام ستكون جيدة بالنسبة إليها لإثبات أن هناك قوى اعتراضية على حزب الله في عقر داره. ولا يخفي البعض أن الاعتداء الذي تعرّض له المرشح علي الأمين أسهم في منحها تعاطفاً شعبياً رفضاً لهذه الممارسات. كما أن مرشح القوات اللبنانية أثبت تفوقه على مرشح التيار الوطني الحر شادي مسعد بين الناخبين المسيحيين، وفق بعض الاحصاءات.

لكن بالنسبة إلى أعضاء هذه اللائحة، فإن شروط العملية الانتخابية في الجنوب غير متوافرة. حرية الحركة للمعترضين أو لأصحاب الرأي المختلف غير متاحة. ما طرح العديد من الأسئلة في شأن مدى تعبير هذا الاستحقاق عن واقع الحال. يكفي النظر إلى ست وعشرين سنة مضت، ليكتشف المرء أنه لم يحصل أي خرق في تلك المناطق. وهذا يكشف إلى أي مدى يمسك الثنائي الشيعي بمفاصل الأمور بطريقة ليس فيها حرية تعبير. تحت شعار أن اللائحة التي يمثلها حزب الله وحركة أمل يجب أن تفوز بكاملها. وهذا قد يترجم كيفية السيطرة على كل مفاصل السلطة، وعلى فعالية السلاح في هذه المناطق التي تحدّ من تعبير المعارضين عن آرائهم.

ثمة من يشير إلى أن هناك جواً تعاطفياً مع بعض المعترضين، نظراً لما يتعرضون له من ضغوط وتهشيم. قد لا ينعكس ذلك في صناديق الاقتراع، لكن على الأقل هناك إقرار بما يتعرّض له هؤلاء، وهناك نوع من التعاطف مع هؤلاء المرشحين بلا أي رعاية. مع الحرص على الخلاف أو الاختلاف في الآراء السياسية. ومن غير المقبول حملات التخوين والتهشيم التي يتعرّضون لها، ليصل الامر إلى منعهم من تعليق صور ولافتات لهم، أو للإشارة إلى ترشيحاتهم. ويلقي هؤلاء باللوم على  تيار المستقبل، الذي يدّعي مواجهة حزب الله، ولكنه ذهب للتحالف مع حلفائه، بدلاً من احتضان معارضيه وتشكيل حيثية سياسية وانتخابية معهم. ويعتبرون أنه حتى لو حققت لائحة المستقبل خرقاً أو اثنين، فهذا لن يكون له دلالة على الصعيد السياسي، لأن من سينجح سيكون على علاقة سياسية بالحزب بعد الانتخابات.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث