newsأسرار المدن

تحديان أمنيان أمام لبنان: هل تلعب إسرائيل في الانتخابات؟

منير الربيعالخميس 2018/03/08
حزب.jpg
حراك أوروبي تجاه لبنان بالتزامن مع المناورة الإسرائيلية (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

في موازاة المناورات العسكرية التي تجريها قوات العدو الإسرائيلي، بمشاركة قوات أميركية على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، وفي مناطق قريبة من الحدود اللبنانية والسورية، شكّل لبنان محطّ اهتمام دولي، على الصعيد العسكري. بالتزامن مع هذه المناورات، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقاء الرئيس دونالد ترامب، حضر إلى لبنان كبير مستشاري ​وزارة الدفاع البريطانية​ لشؤون ​الشرق الأوسط​ برفقة مساعد رئيس أركان الدفاع البريطاني للتدخل الدفاعي، كما حضر قائد ​القوات​ البحرية الفرنسية العاملة في ​البحر المتوسط.

توحي هذه الزيارات بحجم الاهتمام الأوروبي في الوضع في لبنان، والحفاظ على الاستقرار الامني والعسكري فيه، لا سيما على الجبهة الجنوبية. يسعى الأوروبيون للوصول إلى حل وسط في مسألة ترسيم الحدود وتشييد الجدار الإسمنتي، والوصول إلى تسوية بشأن بلوكات النفط، من دون أي توتر أو تصعيد عسكري، خصوصاً أن لديهم معطيات تفيد بأن التهديدات الإسرائيلية كبيرة جداً في هذه المرحلة، وتستفيد إسرائيل من الضغط الأميركي الممارس على إيران وحزب الله، عبر العقوبات والتلويح بإلغاء الاتفاق النووي، لأجل القيام بضربة عسكرية ضد المواقع الإيرانية، لما تعتبره إسرائيل تهديداً إيرانياً لأمنها.

تحاكي المنوارات السنوية الإسرائيلية الأميركية هذه المرة، احتمال حصول حرب مع حزب الله. وفي المقابل، يؤكد قائد الجيش العماد جوزيف عون أن هناك تحدّيين أمام الجيش في الجنوب، الأول "تسلل إرهابيين من الجهة السورية عبر شبعا"، والثاني "تحدّي الخروق والتهديدات الإسرائيلية المستجدة"، مشدداً على أنّ "موقفنا ثابت ومفاده عدم إقامة الجدار على أراضٍ لبنانية، والمجلس الأعلى للدفاع أكّد أحقية لبنان في الدفاع عن أرضه وحدوده البرية والبحرية". فـ"الجيش جاهز لردع أي اعتداء إسرائيلي والدفاع عن سيادة الوطن".

الملف اللبناني، لا سيما الوضع على الحدود الجنوبية، كان حاضراً بقوة خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى إيران. وقد بحث مع المسؤولين الإيرانيين ملف الصواريخ البالستية، وحاول الحصول منهم على تنازل مقابل الحفاظ على الإتفاق النووي، لعدم إجبار الرئيس الأميركي على الإطاحة بهذا الإتفاق. وتفيد المعطيات بأن الجو الإيراني كان سلبياً، بحيث لم تبد طهران استعدادها لتقديم تنازل في ما يخص برنامجها للصواريخ البالستية. إلا أن الوزير الفرنسي شدد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ووقف النشاط الإيراني المتوسع في الشرق الأوسط، وبصورة خاصة الحفاظ على الاستقرار اللبناني وعدم ربطه بأي ملف آخر، لعدم استغلال النزاع "الحدودي" بين لبنان وإسرائيل في أي مشكلة سياسية أخرى بين إيران والولايات المتحدة، لأن أي تصعيد من هذا النوع، سيعني اندلاع حرب لا يعرف نتائجها.

لا ينفصل الحراك الأوروبي تجاه لبنان، عن السياق الاحتوائي في المواقف السياسية لهذه الدول، إذ تعتبر أنه من غير مصلحتها تدهور الأوضاع العسكرية في لبنان في هذه المرحلة. في المقابل، تستمر التهديدات الإسرائيلية، لا لحزب الله وحده، بل هذه المرّة تطاول الدولة اللبنانية ككل. وهناك نغمة بدأت تتنامى في واشنطن وتل أبيب، بأن بقاء الواقع السياسي في لبنان على ما هو عليه بعد الانتخابات، واستمرار حزب الله في السيطرة على قرار الدولة اللبنانية، قد يحفّز الإسرائيليين على تنفيذ ضربة عسكرية ضد لبنان. وحينها، لن تفصل بين الحزب وبقية اللبنانيين. وهناك من يعتبر أن هذا الكلام لا يخرج عن سياق التهويل والمواقف التصعيدية المتبادلة بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وطهران من جهة أخرى. لبنانياً، هناك من يعتبر أن هذا الكلام، يفيد حزب الله انتخابياً، إذ ستكون الصورة المعكوسة له، وكأن إسرائيل تريد فوز خصوم الحزب في الانتخابات، لتغيير المعادلة على صعيد الدولة اللبنانية. وحينها، سيستنفر جمهور الحزب ويلتف حوله.

خيار آخر، غير الضربة العسكرية المستبعدة، مطروح إسرائيلياً وأميركياً، وهو استمرار تنفيذ العقوبات ضد حزب الله والمحسوبين عليه، مع تشدد أكثر في تطبيق هذه العقوبات. وتفيد مصادر متابعة بأن هناك حالات تضييق كبيرة على العديد من رجال الأعمال اللبنانيين من الطائفة الشيعية، بشأن حركة حساباتهم وتحريرها، بحيث هناك سقوف مالي مرسوم بإمكانهم تحريكها، وكل ما يتخطاها يبقى مجمّداً.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث