newsأسرار المدن

ثلاث دقائق من عمر السنيورة

منير الربيعالثلاثاء 2018/03/06
فؤاد السنيورة.jpg
يصف السنيورة التحالفات السياسية الحالية بـ"سمك، لبن، تمر هندي" (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

رفض الرئيس فؤاد السنيورة أن يحمل الخنجر. لا يريد طعن حلفائه وأصدقائه كما خصومه. القانون الجديد يحتاج إلى خنجر، تسعير الكلام الطائفي، ولا يتوافق مع الدستور، ولا مع الرؤية السياسية التي يؤمن بها السنيورة. لذلك، تمسّك بقراره في العزوف عن الترشح في دائرة صيدا جزين. المعركة في تلك الدائرة غير متاحة لفوز المستقبل بمقعدين نيابيين، وبالتالي فهي ستفرض لو ترشّح السنيورة الدخول في معركة ضمن اللائحة نفسها مع السيدة بهية الحريري، وهذا ما لا يريده. زيارة الرئيس سعد الحريري إلى منزله وتمنّيه عليه الترشّح، كان تتويجاً لمسار طويل من مساعي الحريري لإقناع السنيورة بالترشحّ، وقال له: "اختر المكان الذي تراه مناسباً لذلك". لكن السنيورة بقي على رفضه.

حضر رفيق الحريري أكثر من مرّة في استعادة السنيورة لستة وعشرين عاماً من عمله السياسي. بدا المشهد وكأن رئيس كتلة المستقبل، يستظل "الرفيق" لإعلان نهاية العمل السياسي ولو مرحلياً، أعلن أنه سيستمر ناشطاً في القضايا الوطنية والقومية. السبب واضح، عدم إقتناع السنيورة بالواقع السياسي، ولا بالتحالفات الطارئة، وانسداد أي أفق أمام عملية الإصلاح التي لا يمكن أن تحصل إلا عندما تكون هناك قناعة لإجرائه، لا ينجح الإصلاح حين يكون مفروضاً.

ثلاث دقائق من مجلس النواب إلى مقهى (palce de l’etoile) حيث ارتشف السنيورة القهوة مع عدد من نواب المستقبل. هي نوستالجيا لجوء رئيس الحكومة السابق إلى المكان الأخير الذي قصده الرئيس رفيق الحريري، وبعدها انتقلت البلاد من حال إلى حال. ثلاث دقائق، سارها السنيورة على قدميه، مغادراً البرلمان للمرة الأخيرة ربما، مختصراً مسيرة نيابية بدأت في العام 2009. في مؤتمره الصحافي كنائب، قدّم السنيورة استعراضاً تاريخياً لكل مسيرته. منذ توليه وزارة المال إلى رئاسة الحكومة، وخوض الانتخابات النيابية، وصولاً إلى إعلان العزوف عنها. الكلمة المفتاحية للرجل كانت أنه اتفق مع الرئيس رفيق الحريري في العام 2004، بنيته ترك العمل الحكومي والشأن العام للتفرّغ لأعمال القطاع الخاص. تأخر الموعد 14 عاماً. دنت ساعة ذلك القرار.

في الأسباب الموجبة التي قدّمها السنيورة لعزوفه عن الترشّح، التحالفات التي يصفها بـ"سمك، لبن، تمر هندي". هي دلالة على حال التسويات والتحالفات، غير المقتنع بها. قدّم نائب صيدا، ما يشبه بياناً وزراياً، أو برنامجياً انتخابياً، خالياً من الترشيح. كان يبحث بين سطور مطالعته عن جمهورية ضائعة، حلم مبدد. لكنه لم يفقد الأمل: "أنا مؤمن بأن المبادئ التي آمنّا بها في حقبة 14 آذار، والتي وجدت تأييداً لدى الغالبية العظمى من اللبنانيين، ستتحقق، ولو بعد حين".

أكد السنيورة أن عزوفه عن الترشّح ليس انفصالاً عن تيار المستقبل. هو حريص على البيت السياسي، متمسّك بضرورة ترتيبه داخلياً، والتعالي على أي خلافات أو اختلافات، ولن يكون في أي مشروع يتناقض مع مسيرة الحريري، أو يضعه في تناقض مع الرئيس سعد الحريري. قرأ السنيورة بيانه، ومشى. في بهو المجلس تحدث مع الصحافيين، ووقف لالتقاط الصور التذكارية معهم. بدا المشهد وكأنه يريد أن يرتاح قليلاً، أن يبتعد عن الأجواء في هذه المرحلة. وصف البعض بيانه بأنه اعتزال العمل السياسي. فيما هناك من يصرّ على أن دوره مستمرّ وإن في الخلف، أو عبر التفرغ، لكتابة مذكرات وتوصيات حول عملية الإصلاح والتطابق في ما بينها وبين العمل السياسي.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث