السبت 2017/06/03

آخر تحديث: 04:54 (بيروت)

رسالة عنصرية بالفيليبينية على درج بالأشرفية: نظفوا خلف الكلاب!

السبت 2017/06/03
رسالة عنصرية بالفيليبينية على درج بالأشرفية: نظفوا خلف الكلاب!
اللوحة على درج مار باسيل التراثي
increase حجم الخط decrease
على درج مار باسيل، الذي يقع في منطقة الأشرفية بمحاذاة شارع بيضون، عُلّقت، الثلاثاء في 30 أيار، لوحات صغيرة مكتوبة بالفيليبينية تطالب بالحفاظ على نظافة الدرج من وسخ الكلاب، موجّهة الكلام حصراً إلى عاملات المنازل الفيليبينيات، اللواتي يُخرجن بمعظمهن كلاب المنازل لتقضي حاجاتها على هذا الدرج المصنف تراثيّاً، الذي تم ترميمه منذ سنوات ليصبح مقصداً للجلوس والتنزّه.

يروي جان، وهو أحد سكّان الحي، ما حصل معه عندما شاهد هذه اللوحات المكتوبة بلغة لا يعرفها. "كنت أمشي على أحد أدراج الأشرفية المؤديّة إلى ساسين، فوجدت لوحات مكتوبة بلغة لا أعرفها. لكنني لاحظت أن فتاة فيليبينية تجرّ كلباً بدأت بقراءة اللوحة بصوت عال، وقالت لي إنها مكتوبة بالفيليبينية. فتفاجأت كثيراً وغضبت. كأن الفيليبينيين وحدهم المعنيون. فضلاً عن الجزم أن كل فيليبيني هو عامل في منزل، ولا أحد غيره يُخرج الكلاب لتقضي حاجاتها من دون أن ينظّف".

لا بدّ من التساؤل عمن وضع هذه اللوحات. لكن، لا أحداً من العاملين في البنايات المحيطة بالدرج والمارّة ومختار الحيّ في شارع بيضون والدرك في المخفر القريب يعرف هويته. وعضو بلدية بيروت ورئيس لجنة العلاقات العامة هاغوب ترزيان تفاجأ، في اتصال مع "المدن"، بوجود هذه اللوحات، مؤكداً أن "البلدية ليس لها علاقة بهذا الموضوع بتاتاً". يضيف: "البلدية لديها معايير خاصة بشأن وضع الإشارات واللوحات في المدينة، وهي تُكتب بالعربية أو بلغات أجنبية معروفة بين العامّة. ونحن نستنكر هذا الفعل إذا أراد منه صاحبه توجيه رسالة عنصرية تجاه الفيليبينيين".

ويؤكد ترزيان أنه "لا يحق لأي مواطن أن يضع إشارات في الأماكن العامة، بل عليه توجيه كتاب إلى البلدية إذا أراد القيام بذلك. وطبعاً، البلدية ليست بحاجة إلى أحد لكي يقوم بواجباتها عنها، وهي الآن تنجز مناقصة بخصوص نشر اللوحات والاشارات في بيروت. ولقد بدأنا وضع إشارات لها علاقة بتنظيف أوساخ الكلاب على الكورنيش البحري"، مشيراً إلى أن "البلدية ستتابع الموضوع وتزيل هذه اللوحات غير الشرعية".

هكذا، يبدو أن أحد المواطنين، في الحي، قام من تلقاء نفسه بوضع هذه اللوحات من دون أن يتعامل مع السلطات العامة، ظنّاً منه أنّ ذلك سيحلّ مشكلته. لكن الفيليبينيات، وهن المعنيات مباشرة بالموضوع، يبدون متأقلمات مع هذا السلوك العنصري، إلى درجة أنهن بتن لا يأبهن به. فإحدى عاملات المنزل، التي كانت تجرّ كلبها بالقرب من الدرج، الأربعاء في 31 أيار، قالت ضاحكة: "اعتدنا على هذه المعاملة في المحال والأماكن العامة وستبقى القصّة هكذا".

تضيف: "نحن نعرف الإنكليزية أصلاً. بالتالي، السبب الوحيد لكتابة هذه الرسالة بالفيليبينية هو توجيه الرسالة إلينا فحسب، مع العلم أنني ومعظم زميلاتي ننظف خلف الكلاب. وهناك أناس من مختلف الجنسيات يحضرون كلابهم إلى هنا والدرج مليئ بسلات المهملات وعلب قفازات البلاستيك للتنظيف".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها