الإثنين 2017/05/15

آخر تحديث: 15:13 (بيروت)

الغاء مؤتمر المثليين: العلماء يخيفون الفندق

الإثنين 2017/05/15
الغاء مؤتمر المثليين: العلماء يخيفون الفندق
النشاط أوقف نتيجة فرض السلطة الدينية قرارها بالتهديد (Getty)
increase حجم الخط decrease
مرة جديدة تثبت السلطة الدينية في لبنان أنها أقوى من الدولة ومن القيم الدستورية، التي تشكل امتداداً للمواثيق الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان. فنتيجة التهديد العلني من جانب هيئة العلماء المسلمين لجمعية براود ليبانون، اضطرت الجمعية المذكورة إلى الغاء نشاط ثقافي وفني في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي، الأحد في 14 أيار 2017.


النشاط، الذي كان سيعقد في فندق مونرو في بيروت، ألغي بعد إصدار هيئة العلماء المسلمين بياناً لا يحمل الرقم واحد، بل أنه بدأ بالانذار الأخير، الذي جاء فيه: "بعد المحاولات المتعددة والحثيثة لعدد من المخلصين لوقف الجريمة المنكرة بحق الفضيلة التي سترتكب في بيروت من خلال اللقاء الوقح الذي ينظمه الشاذون في لبنان؛ تطالب هيئة علماء المسلمين المسؤولين السياسيين وعلى رأسهم وزير الداخلية أن يمنع انعقاد هذا المؤتمر وأن يتحقق مطلب مفتي الجمهورية والمرجعيات الدينية، وإلا فإن الهيئة تحمل المسؤولين مغبة تداعيات نزول الغيارى على العفة والشرف من كل لبنان لمنع هذا المؤتمر المؤامرة إن لم يقوموا بدورهم".

نجحت هيئة العلماء المسلمين في فرض قرارها، في حين كانت الدولة غائبة عن حماية مواطنين، جريمتهم الدعوة لمؤتمر توعوي، تحت شعار "ولادي.. لو مين ما حبّوا". ويقول مدير الجمعية بيرتو ماكسو لـ"المدن": "لم نلغ النشاط نتيجة قرار من السلطات اللبنانية، بل، يوم السبت في 13 أيار، اتصل بنا أحد مديري فندق مونرو وأبلغنا بالغاء الحجز نتيجة توارد معلومات عن خطر أمني". ويلفت ماكسو إلى أن "الجمعية ألغت نشاطها خوفاً منها على سلامة المشاركين، بعدما رأت حجم التهديد الذي نشرته هيئة العلماء المسلمين في بياناتها".

ويشرح ماكسو أن الهدف من النشاط الاضاءة على مسألة رهاب المثلية لحل هذا الموضوع حفاظاً على العائلة، "التي في كثير من الأحياء لا تتقبل أفرادها المختلفين في ميولهم". يضيف: "لم يكن الهدف من المؤتمر التسويق للمثلية، بل التشديد على أن من حق هؤلاء العيش بكرامة واحتضانهم من قبل عائلاتهم ومجتمعاتهم".

النشاط أوقف نتيجة فرض السلطة الدينية قرارها بالتهديد. ما يضعه ماكسو برسم الأجهزة الأمنية والقضاء المختص "كون الإنذار الأخير يشكل تهديداً وهو بمثابة إخبار للنيابة العامة".

وعلى ضفة الأجهزة الأمنية، علمت "المدن" من مصدر أمني أن "الجمعية لم تتقدم بطلب ترخيص من المراجع الرسمية لتنظيم نشاطها"، علماً أن تنظيم مؤتمرات، في لبنان، لا يحتاج إلى أي إذن رسمي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها