يبدو أنّ الجماعة الإسلاميّة لا تريد التهاون مع سرعة الزمن. كلّ لحظةٍ تفصلها عن موعد الانتخابات النيابيّة، تسعى إلى كسبها واستغلالها. هذا الاستحقاق المُنتظر لا يشبه غيره عند الجماعة. إنّه استحقاق "العودة" إلى الداخل اللبناني برؤيةٍ ونهجٍ جديديّن.
قد تكون الجماعة من أوائل الأحزاب والتيّارات التي أعلنت أسماء مرشحيها للانتخابات، قبل بدء العام 2018. والبداية كانت من الشمال. إذ أعلن المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في طرابلس والشمال إيهاب نافع مرشحي الجماعة عن دائرة طرابلس وسيم علون، وعن دائرة المنيّة يوسف جاجيّة، وعن دائرة عكار محمد شديد، وعن دائرة الضنيّة النائب السابق أسعد هرموش.
خلافاً لهرموش، بدا واضحاً أن الجماعة عمدت إلى ترشيح أسماء لم تسجل تجربةً في العمل السياسي سابقاً. وهو ما يبرره نافع، لـ"المدن"، بالسعي إلى إدخال نفسٍ سياسي جديد في صفوف الجماعة، وتقديم وجوهٍ شابة تحمل رؤيةً سياسيّةً واعيّة ومسؤولة. فـ"علوان طبيب جراح، وجاجيّة أستاذ جامعيّ، وشديد رجل أعمال، جرى اختيارهم نتيجة عمليّة تصويت داخليّة نظمتها الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية في الشمال، فنالوا أعلى الأصوات". والصوت التفضيلي الذي يندرج ضمن القانون الانتخابي الجديد، "فرض على الجماعة إدراك ضرورة ترشيح مرشحين لها في كلّ الدوائر السنيّة، وستعلن لاحقاً مرشحيها في بيروت والبقاع وإقليم الخروب".
لم تعلن الجماعة بعد خريطة تحالفاتها في الشمال، رغم أنّها أكدت أكثر من مرّة انفتاح خياراتها. وبرنامجها الانتخابي، "لا يزال قيد الدرس في مكتبها السياسي، بانتظار استكمال إعلان مرشحيها، إلى جانب إعداد مشروعٍ مفصلٍ على صعيد لبنان".
لكنّ، العناوين العريضة التي يحملها هذا البرنامج، وفق معلومات "المدن"، سترتكز على 4 نقاط: الانماء المتوازن، إعادة حقوق الطائفة السنيّة، رفع الحرمان ومشاركة المرأة في الحياة السياسيّة. وهذا ما ستسوّق له الجماعة، عبر فريقٍ متخصص يحضر حملةً إعلانيّة واسعة تخدم برنامجها.
في الواقع، لم تختزل الجماعة حماستها في الانتخابات النيابية فحسب. فمن يتابع نشاطها، يلاحظ تركيزها على مختلف القضايا، وتحديداً في الشمال. إذ تصدر يوميّاً بيانات تتناول فيها المواقف السياسية والشؤون الإنمائيّة والحياتيّة. وهذا ما يترجم إصرارها على إعادة ترتيب أوراقها، كي تخوض المعركة الانتخابيّة في ساحة تشكو من التصدّع.
الجماعة في الشمال: نموذج جديد من المرشحين
جنى الدهيبيالسبت 2017/12/30

البرنامج الانتخابي للجماعة لا يزال قيد الدرس (علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها