newsأسرار المدن

هل يريد الحريري العودة؟

منير الربيعالجمعة 2017/11/10
حريري.jpg
صمت الحريري ينعكس تشتتاً لدى المستقبليين
حجم الخط
مشاركة عبر

لا يزال الوضع اللبناني يدور في الفنجان نفسه. لقاءات ومشاورات، ليس للبحث عن مخرج للأزمة، بل لرفع شعارات تطالب بإعادة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان. موقف رئيس الجمهورية ميشال عون كما موقف وزير الخارجية جبران باسيل، الذي طالب بإعادة رئيس الحكومة إلى وطنه، فيما يعمل رئيس الجمهورية على توسيع مروحة اللقاءات الدبلوماسية، لدعوتها إلى الدخول في وساطات تخفيف التوتر وسحب فتيل الازمة. وفي هذا السياق فإن عون وجه دعوات إلى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة  وعدد من السفراء العرب، للقائهم صباح الجمعة.

وتشير مصادر متابعة إلى أن عون سيطلب من السفراء توضيح المعطيات المتوافرة لديهم بشأن الأزمة، والبحث في إمكانية استخراج حلول سياسية لها، وعدم الذهاب نحو التصعيد، بالإضافة إلى احتمال الطلب منهم تشكيل مجموعة ضغط، لدعم لبنان وحكومته والمساعدة في إعادة الحريري عن قراره. أما عن الكلام الذي يقال بأن عون يعتبر الحريري مختطفاً أو قيد الإقامة الجبرية، فتنفي المصادر كلياً هذا الكلام، وتقول إن عون سيسأل عن حقيقة الأمر، وسيشدد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم التصعيد. وهذا الأمر كان قد بحثه مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي سيزور السعودية يوم الإثنين المقبل، وقد يلتقي الحريري هناك للاطلاع منه على ظروف الاستقالة وما يليها. بالإضافة إلى المطالبة بعدم تحويل لبنان ساحة صراع سعودية إيرانية.

في المقابل، يبدو واضحاً حجم الارتباك في صفوف تيار المستقبل. وقد تجلّى ذلك في الاجتماعات المفتوحة التي تعقدها الكتلة، ولم تستطع الخروج سوى ببيانات متكررة، تطالب بعودة الحريري. وقد توقف كثيرون أمام هذه المطالبة، ونظروا إليها نظرة شك أو خوف، حسبما تشير بعض المصادر، معتبرة أن الكلام قد يفسّر في سياق المساهمة بحشر السعودية والمطالبة بإعادة الحريري، فيما البعض الآخر يعتبر أن هدف هذا الكلام، واضح وهو تهدئة الشارع. أما آخرون فيعتبرون أنه لا يمكن إصدار سوى هذا الموقف.

ولكن، في سياق تحليل البيان الذي تلاه الرئيس فؤاد السنيورة بعد اجتماع الكتلة، هناك من يعتبر أنه يسهم في زيادة الشكوك والغموض. وهو إما غموض عدم المعرفة، أو الحذر من مسألة ما ليست معروفة تفاصيلها.

وهناك من يعتبر أن الحريري لا يريد أن يعود، لأنه لا يريد أن يكون في فوهة المدفع، وذلك لأنه قد يرى حرباً كبرى تلوح في الأفق، ولذلك لا يريد تحمّل أوزارها، وهو يريد الابتعاد في هذه اللحظة، لأنه لا يريد أن يحمل تبعات ذلك، خوفاً على مستقبله السياسي، وبما أنه لن يكون قادراً على إحداث أي تغيير فيها. لذلك، يبقى بعيداً لأن الداخل اللبناني سيكون تفصيلاً. أما عن ضياع تيار المستقبل، والارتباك الذي يعيشه، والتضارب في مواقف كوادره، فتجيب المصادر بأنه حتى الحريري غير قادر على الإفصاح عن كل هذا التصعيد، وهو ليس قادراً على القول إنه لا يريد ذلك التصعيد. والدليل هو صمته المطبق، الذي ينعكس تشتتاً لدى المستقبليين. ما يعني أن المرحلة المقبلة لا تحتمل أي دور للسياسة أو الوساطات، وليست مناسبة للبحث في تغيير الزعامة وكل هذا الكلام.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها