newsأسرار المدن

هجوم أميركي على لبنان

منير الربيعالأحد 2017/10/29
جيش.jpg
دخل لبنان في خريطة طريق أميركية سعودية (دالاتي ونهرا)
حجم الخط
مشاركة عبر

دخل لبنان في خريطة طريق أميركية سعودية. من مسار العقوبات إلى تغريدات الوزير ثامر السبهان، فالجميع في لبنان يترقّب ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة، في ظل استمرار الضغط الأميركي والخليجي على إيران وحزب الله. هذا الضغط الأميركي يترجم مزيداً من التواصل مع بعض الدول الأوروبية لتصنيف حزب الله بكامله تنظيماً إرهابياً. هذه التطورات حرّكت الدبلوماسيين الغربيين في بيروت للقاء المسؤولين، في محاولة منهم لإستشراف ما لديهم.

تعتبر مصادر دبلوماسية غربية أن الوضع لا ينذر بالتفاؤل على الإطلاق. والتصريحات والمواقف المتبادلة بين طهران والسعودية وأميركا، توحي بأن المنطقة تدنو من الإنفجار، إذا لم يخرج مسعى جدّي يقوض كل هذه الاحتمالات. حتى الآن، لا جهد جدّياً، فيما أميركا تبدو مصرّة على المسار الذي اختارته بدءاً من العقوبات، وصولاً ربما إلى توجيه ضربات عسكرية لحلفاء إيران في المنطقة، والتي سيكون لبنان جزءاً أساسياً منها بفعل وجود حزب الله وسطوته. لذلك، لا تخفي المصادر الغربية قلقها من إمكانية تطور الأمور نحو ما هو أسوأ.

الاهتمام الأميركي بلبنان والوضع فيه، يشبه إلى حدّ بعيد مرحلة العام 2004 وما قبل صدور القرار 1559. تشبّه المصادر الوضع الحالي بتلك المرحلة، وتعتبر أن لبنان سيكون ساحة للتجاذب بين واشنطن وطهران، إذ إن الإدارة الأميركية ستشدد الضغط على حلفاء إيران في لبنان، مقابل تعزيز دعمها المؤسسات الشرعية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، بحسب ما يلفت لبنانيون زاروا العاصمة الأميركية في الأيام الماضية. وينقلون ما شاهدوه من اهتمام بقائد الجيش العماد جوزيف عون، والإشادات التي سمعها هناك على أداء الجيش، مع وعود بزيادة الدعم وصولاً لتحقيق الجيش إنتشاراً على كل المناطق الحدودية، وكما في الشرق كذلك في الجنوب.

وتنقل المصادر أن لبنان أصبح من ضمن الإستراتيجية التي تعدّها الولايات المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط. وتستند المصادر إلى الجولة التي أجرتها قبل أيام السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد على المسؤولين السياسيين. وقد وضعتهم في عناوين الإستراتيجية الأميركية، التي تتناول مسألة تحجيم نفوذ إيران في المنطقة، وخفض منسوب تأثيراتها على عدد من الدول أبرزها سوريا ولبنان والعراق، حيث بات كما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، لا قرار يتخذ بدون مشاورة طهران أو موافقتها.

وتشير المصادر إلى أن الاستراتيجية الأميركية التي لم تتضح كامل معالمها بعد، موضوعة على مديين، متوسط وبعيد. فالمدى المتوسط يركز على مواجهة إيران من خلال تضييق الخناق المالي والعسكري على حلفائها وأذرعها في المنطقة. أما المدى البعيد فقد يحمل سخونة في آلية التعاطي، من دون إغفال حصول أي خطوة عسكرية تجاه أذرع إيران، سواء أكان في سوريا أم في لبنان. ولا يغفل الأميركيون عن أن حزب الله وغيره من التنظيمات الموالية لطهران، من النسيج الاجتماعي والسكاني والسياسي. بالتالي، هم يعرفون أنهم غير قادرين على إنهائها أو الغائها. لذلك، فإن الهدف الأساسي لهم، هو الحد من نشاطها الخارجي أولاً، والذي تعتبره واشنطن تهديداً لمصالحها، وثانياً من خلال الحد من قدرة تأثير سلاحها، إن عبر ضرب مخازن الأسلحة، أو عبر سحب مفاعيلها، من خلال دعم المؤسسات الشرعية.

ولا ينفصل هذا الكلام عن الزيارات الاميركية المكثفة إلى لبنان، لسواء أكان لأعضاء ورؤساء لجان في الكونغرس أم لمسؤولين عسكريين. وهذا ما يعلّق عليه أحد المتابعين قائلاً إن الأشهر المقبلة ستشهد هجمة أميركية كبيرة على المنطقة، لتوسيع وجودها العسكري الذي سيفوق الوجود الروسي، مع فارق أن الأميركيين يعملون بصمت على هذا الامر، وسيكون هناك مفاجآت كثيرة من خارج لبنان إلى داخله.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث