في الذكرى الأولى لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في 31 تشرين الأول، يبدو "صهر العهد" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هو الأبرز، لناحية النفوذ أو الدور أو المهمات. لكن، النظر إلى باسيل، ودوره، في السنة الأولى من العهد، لا يبدو موحداً.
القوات اللبنانية
تتحفظ القوات اللبنانية على الحديث عن دور باسيل. ذلك أن "الموضوع في غاية الحساسية"، على ما تقول أوساط القوات لـ"المدن". في حين أن نائباً في القوات يرد على سؤال "المدن" بالقول إن "عدم التحدث في موضوع باسيل أفضل. ففي حال تحدثنا عنه بإيجابية مصيبة، وفي حال انتقدنا أداءه فتلك مصيبة أخرى. لننتظر. وربما نتحدث عن الموضوع في السنة المقبلة".
تيار المستقبل
يحاول تيار المستقبل مقاربة دور باسيل من زاويا عدة. ويقول النائب السابق مصطفى علوش إن "باسيل شكل مادة سجالية في السنة الأولى من العهد. فبينما يصفه البعض بأنه حامي حقوق المسيحيين، يرى البعض الآخر أنه يعمل بخلفيات مسيحية طائفية". لكن، "هناك اتفاقاً على أن باسيل هو رجل الظل أو الرجل الأول في العهد. وهذا بدأ منذ أن أصر الرئيس عون على تسمية باسيل وزيراً تحت طائلة عدم السير بتشكيل الحكومة".
المعارضة العونية
أما المعارضة العونية فترى أن دور باسيل في العهد مطابق للدور الذي لعبه سليم الخوري الملقب بـ"السلطان" في عهد رئيس الجمهورية بشارة الخوري. أي أن كل الصفقات والتعيينات في العهد تمر من خلال باسيل. كما أنه يخرج في خطابه عن السقف السياسي للعهد، ويتكلم بخطابات مستفزة وعالية النبرة من أجل تعويم نفسه انتخابياً. تضيف مصادر المعارضة العونية: "باسيل المتمترس خلف العهد لا يفكر بغير الانتخابات، التي من بعدها يطمح لوراثة عون في الرئاسة. ففي ملف النزوح كان عنصرياً من أجل المزايدة. وفي ملف المغتربين لعب على العصبيات والتخويف لكسب الأصوات".
وتؤكد المصادر المعارضة لباسيل أن "الوزير الأول الطامح إلى الرئاسة بدأ من الآن بتنصيب نفسه مقرراً. فوزراء التيار، ووزراء حصة رئيس الجمهورية، باستثناء الوزير بيار رفول، عيّنهم باسيل. وحتى في تعيينات المجلس الاقتصادي الاجتماعي فرض باسيل العضو الأرمني. ما كاد أن يخلق أزمة سياسية بين التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق". وتعتبر الأوساط المعارضة أن "المعيق الأساسي لانطلاقة العهد الاصلاحي ليس الجبهة السياسية المعارضة، بل باسيل نفسه".
النائب الدويهي
يلتقي النائب اسطفان الدويهي القريب من تيار المردة مع المعارضة العونية في تقييمه دور باسيل. ويقول لـ"المدن": "للأسف، تسير الأمور بشكل غير مشجع. فالوظائف أصبحت محاصصة وباتت حكراً على فريق سياسي مسيحي يمثله صهر العهد". ويؤكد أن "رئيس الجمهورية أكبر من اختصاره بصهره. وإذا كنا لا ننكر أن باسيل نشيط في عمله، فإن أداءه السياسي يجذب الخصومات. بمعنى أن باسيل خلق أعداء وخصومات للعهد".
التيار الوطني الحر
لكن، هناك من يدافع عن باسيل، من ضمن تياره، على الأقل. إذ يقول النائب زياد أسود: "لا يمكن لأحد أن ينكر ما يقوم به باسيل على المستوى الحزبي والسياسي. وليس التهجم عليه سوى تهجم على العهد. فلا يمكننا تناسي أن في بعبدا أصبح هناك رئيس للجمهورية وعلى طاولته ملفات عديدة. وما يقوم به باسيل هو المساعدة في الدفع باتجاه إنجاز هذه الملفات".
صهر العهد.. من يحبّه؟
صبحي أمهزالأحد 2017/10/29

هناك من يدافع عن باسيل من ضمن تياره على الأقل (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها