الشوف وعاليه: ماذا يريد جبران باسيل؟

منير الربيعالأحد 2017/10/22
جن3.jpg
قد يتجدد في الشوف وعاليه انقسام 14 و8 آذار (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر
لم تكن إشارة وزير الخارجية جبران باسيل عن عدم اكتمال المصالحة في الجبل عبثية. كان باسيل واضحاً إلى أقصى الحدود بأن هذه المصالحة يجب أن تتحقق من خلال الانتخابات لتأمين العودة السياسية إلى الجبل، والتي ستجلب لاحقاً العودة الانمائية والاجتماعية والاقتصادية إليه. يرمي باسيل إلى المعركة الانتخابية المرتقبة في دائرة الشوف وعاليه، وهو يحاول استباق التحالفات التي يمكن أن تُنسج هناك. في معرض حديثه عن المصالحة بدا باسيل كأنه لا يريدها كما هي، أو بشروطها السابقة، هو يريد فرض شروط جديدة، تتناسب مع الدور السياسي المستجد للتيار الوطني الحر. وهذا ما استدعى ردوداً من الحزب التقدمي الإشتراكي ومسؤوليه.

وفق بعض المعطيات المتوافرة عن معركة الشوف وعاليه، فإن باسيل حتى الآن يعاكس التيار الذي يريد النائب وليد جنبلاط تسييره. يطمح جنبلاط إلى نسج تحالف عريض مع كل القوى السياسية في الجبل، وهو يسعى لتشكيل لائحة ائتلافية وتوافقية بين مختلف المكونات، إلا أن باسيل يرفض ذلك حتى الآن، وهو يستعد لخوض معركة انتخابية كبرى، سيستخدم فيها كل آليات التجييش لكسب الأصوات. ويعتبر أنه قادر على المواجهة وتحقيق نتائج أكبر بكثير من التي قد يحصل عليها بفعل الائتلاف.

قبل أسابيع، كان الحديث شبه حاسم عن حصول تحالف انتخابي في الشوف وعاليه بين تياري المستقبل والوطني الحرّ. وهذا ما أزعج جنبلاط وأدى إلى تردي العلاقة بينه وبين الرئيس سعد الحريري. لكن في الفترة القصيرة الماضية حصلت بعض التطورات حتّمت على جنبلاط والحريري إعادة التواصل وتعزيز التنسيق الانتخابي وصولاً إلى التحالف بينهما. وقد قطعت هذه المسألة أشواطاً عدة. ما استفزّ باسيل، الذي بدأ يعمل وفق حسابات أخرى، كالتحالف مع قوى درزية معارضة لجنبلاط، ومع بعض الشخصيات السنية المستقلة.

وفق المعطيات الحالية، القابلة للتغير، فإن الاصطفاف قد يعود إلى ما كان عليه سابقاً، أي على أساس الإنقسام بين 14 و8 آذار في هذه الدائرة الانتخابية، وذلك من خلال تحالف الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار وتيار المستقبل والكتائب، في مقابل تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله والنائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي. ولا شك أن ثمة صعوبات تعترض تلك التحالفات، لاسيما بين الكتائب والقوات، أو إرسلان ووهاب، فيما سيتم العمل على محاولة معالجة ذيول هذه الاشكاليات على قاعدة أن الهدف الانتخابي يبقى أسمى من الحسابات الأخرى.

تضم دائرة الشوف وعاليه 13 مقعداً، 4 دروز، يتوزعون مناصفة بين الشوف وعاليه، 5 موارنة، 3 في الشوف و2 في عاليه، 1 أرثوذكس في عاليه و1 كاثوليكي في الشوف، و2 سنّة في الشوف. يقدّم جنبلاط عرضاً يرتكز على ترشيح كل من نجله تيمور والوزير مروان حمادة عن الدروز، الدكتور بلال عبد الله من شحيم بدلاً من النائب علاء الدين ترو في برجا، ما يفرض على المستقبل البحث عن مرشّح آخر غير النائب محمد الحجار. ويتمسك جنبلاط بترشيح النائب نعمة طعمة عن المقعد الكاثوليكي. في المقابل، يبدي جنبلاط مرونة في التخليّ عن المرشح الماروني لديه لمصلحة المسيحيين. وستتركز المعركة حول بين القوى المسيحية علىالمقاعد المسيحية. ففيما سترشّح القوات النائب جورج عدوان، ويأمل جنبلاط ضمان ترشيح النائب دوري شمعون، فإن المعركة ستتجه إلى المقعد الماروني الثالث، وسينصب جهد التيار الوطني الحر لنيله لمرشحه الوزير السابق ماريو عون.

وفيما تشير أرقام استطلاعات لدى 14 آذار، إلى أن اللائحة قادرة على الفوز في الشوف، باستثناء مقعد ماروني واحد، يعتبر التيار الوطني الحر أنه قادر على تحقيق خروقات، في أكثر من موقع ماروني، لا سيما بوجه النائب شمعون.

وبالإنتقال إلى عاليه، فإن المعركة ستأخذ طابع الإنقسام نفسه، لأن اللوائح ستكون موحدة. ثوابت جنبلاط هنا واضحة، النائب أكرم شهيب ثابت، وكذلك النائب هنري الحلو، وسيترك مقعداً شاغراً لارسلان، فيما هناك اتجاه للتخلي عن ترشيح النائب فؤاد السعد، ويفضّل جنبلاط بقاء النائب فادي الهبر عن حزب الكتائب (المقعد الأرثوذكسي). وليس معلوماً بعد ما سيكون عليه موقف القوات. وهنا، ثمة من يعتبر أن هناك مفاوضات ستحصل بين الكتائب والقوات، لمصلحة احتفاظ الهبر بمقعده مقابل تصويت الكتائب لمصلحة مرشّح القوات في دائرة أخرى.

لكن، في هذا الجزء من الدائرة، ربما تتعرض اللائحة لاختراقات، نظراً لوجود أصوات شيعية ستصب لمصلحة لائحة قوى 8 آذار، طالما أنه لن يكون هناك مرشح شيعي. بالتالي، هذه الأصوات التفضيلية قد تصب لمصلحة مرشحين يدعمهم التيار الوطني الحر، ولاسيما في المقعد الماروني. وفي التقديرات الأولية، فإن جنبلاط سيخسر مقعداً مسيحياً في الشوف وآخر في عاليه، فيما سيفوز التيار الوطني الحر بمقعدين، الأول في الشوف يرجّح أن يكون ماريو عون، والثاني في عاليه بدلاً من النائب فؤاد السعد.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث