اللواء جنبلاط يواجه القائدين عون وباسيل

رفع النائب وليد جنبلاط الصوت عالياً احتجاجاً على استبعاد رئيس الأركان في الجيش اللواء حاتم ملاك عن الاجتماع الذي عقد في بعبدا مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وضم قائد الجيش وقادة عملية فجر الجرود.

في المقابل، تعتبر قيادة الجيش أن ما حصل لم يكن متعمّداً، ولا خلفيات سياسية أو غير سياسية له، إنما الاجتماع خُصص لقادة العملية العسكرية في جرود السلسلة الشرقية. وتشير إلى أن ملاك كان حاضراً في الاجتماع الذي عقد في وزارة الدفاع لدى زيارة رئيس الجمهورية لدى إطلاق عملية فجر الجرود.

لكن، يبدو أن المسألة هي انعكاس للخلافات المستمرة بين جنبلاط وعون، أو بين جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والنهج الذي يتّبعه. إذ إن هناك نمطاً مستحدثاً في لبنان ابتكره باسيل والعهد الجديد، بأن كل الإنجازات التي تحصل تُنسب إلى الوطني الحر، فيما الإخفاقات والمسؤوليات في كل الملفات، التي تبدأ بالفساد ولا تنتهي بالصفقات، يتم تحميلها للآخرين.

يرفض جنبلاط هذا المنطق، ويعتبر أنه إذا ارتضى الحريري دور المتفرج على التهم التي توجه إليه، ويجد نفسه مرتاحاً في التسوية التي عقدها، فهو غير مضطر إلى القبول بما ارتضاه الحريري. وهذا ما ألمح إليه في أكثر من تغريدة، سواء في تذكّره المحكمة الدولية في الحقبة الجميلة من تاريخ لبنان، مع إشارته إلى أن أصحاب القضية والحقيقة تخلّوا عنها، أو إشارته إلى أنه لا يمكن نسب الانجازات إلى فئة واحدة. وهذا ردّ غير مباشر على محاولات التيار تبني كل الإنجازات، كما في تذكير باسيل بعد انتهاء عمليات فجر الجرود بمطالبتهم بتعيين قائد جيش جديد.

وفي عيد الجيش، في 1 آب 2017، وجّه جنبلاط التحية إلى المؤسسة العسكرية في تغريدة له، أرفقها بعبارة وجوب احترام التراتبية العسكرية. وهذه كانت إشارة مبكرة منه عن بعض التجاوزات التي تحصل في المؤسسة العسكرية، والتي تعتبر بمثابة تهميش لدور رئيس الأركان، الذي يفترض أن يكون له الرأي الراجح في أي معركة يستعد الجيش لخوضها. وهو يعتبر الشخصية الثانية بعد قائد الجيش.