هكذا سيحرج حزب الله والأسد معارضي التطبيع مع سوريا

منير الربيعالأحد 2017/09/03
أوساط واشنطن تؤكد انقطاع الاتصال مع بشار الاسد تماماً (أ ف ب)
أي أفق للعلاقات اللبنانية السورية ارتباطاً بالتوجهات الإقليمية (أ ف ب)
حجم الخط
مشاركة عبر

الرسالة الأساسية التي مرّرها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال بعلبك، بأنه زار الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً والتقاه، لبحث موضوع إخراج مسلّحي تنظيم داعش من الحدود اللبنانية السورية، إلى الشرق السوري. وتقصّد نصرالله أن يقول إن الأسد ساعد في هذا الأمر، رغم قوله إنه سيتسبب له بالإحراج. والهدف من ذلك، هو الإيحاء بأن النظام السوري سلّف أكثر من موقف للحكومة اللبنانية، الأول المشاركة في القتال في معركة جرود عرسال، ومن الجهة السورية في جرود رأس بعلبك والقاع، بهدف دحر الإرهاب عن لبنان، وبأنه تحمّل وزر توفير خطّ آمن لمسلحي داعش إلى منطقة سورية. كذلك يربط أركان هذا المحور كل هذه التسليفات باستعداد سوريا لتزويد لبنان بالكهرباء، وبالدخول في إتفاقيات اقتصادية وتجارية مجدداَ لتصريف الإنتاج اللبناني، الذي قد يشكّل التصريف الزراعي سواء أكان إلى سوريا أو عبرها إلى الخارج، المدخل لإعادة هذه العلاقات إلى أوجها.

وتشير معلومات إلى أن الفريق الموالي لسوريا، يريد الضغط على الحكومة اللبنانية، للتطبيع سياسياً وغير سياسياً مع الأسد، على قاعدة ردّ المعروف والجميل. وسيتزامن ذلك مع دعوة سيوجهها وزير الزراعة غازي زعيتر إلى نظيره السوري لزيارة لبنان في الفترة المقبلة، بهدف توقيع إتفاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون. وبعد إنجاز هذه الزيارة، فإن سبحة الزيارات ستكرّ.

صحيح أن رئيس الحكومة سعد الحريري يعارض هذا التطبيع، إلا أنه يرفض الدخول في هذا المسار، لكن أقصى ما يمكن فعله بالنسبة إليهم، هو رفع الصوت اعتراضاً بدون اتخاذ أي اجراء فعلي يمنع ذلك. وهذا المسار واضح من تسوية الانتخابات الرئاسية، إلى قانون الانتخاب، حتى معارك الجرود. ولكن، ماذا ستعني هذه المعارضة؟ حتى الآن لا شيء، سوى أنها ستستنفر الشارع المضاد للتطبيع مع الأسد، لأسباب عدة، منها ما هو طائفي، ومنها ما هو سياسي، للاستثمار به في الانتخابات النيابية المقبلة. أما على الصعيد العملاني، فلا يبدو أن هناك قدرة أو حتى استراتيجية واضحة لمواجهة هذا المسار، خصوصاً أنه لدى طرح سؤال على مسؤولين في هذا الفريق المعارض، يفضّلون الصمت، ويقولون لقد لدغنا أكثر من مرّة، وبالتالي لا نريد الدخول في مواقف مرتفعة، ونضطّر لاحقاً إلى التراجع عنها، خصوصاً أن الغموض الإقليمي يزداد، ويذهب في اتجاه غض النظر عن رحيل الأسد وإعادة تعويمه.

لن تقف الأمور عند هذا الحدّ. هذا الضغط الذي سيزداد، سيقابله النظام السوري بالترغيب من جانب آخر، خصوصاً أن لديه ولدى المحور الذي ينتمي إليه أوراق قوة ترغيبية كثيرة، أهمّها ملفّ إعادة الإعمار، الذي بدأت السمسرات فيه. وهذا ما سيحاول النظام وحلفاؤه استثماره للعودة بقوة إلى التأثير السياسي في لبنان وعلى اللبنانيين، خصوصاً في ظل معلومات تفيد بأن النظام ينظّم مؤتمراً جديداً لإعادة الإعمار في سوريا، أواخر شهر أيلول، وسيوجه كثيراً من الدعوات إلى اللبنانيين، سياسيين ومستثمرين، فيما تترد معلومات عن إمكانية إيصال دعوات لشخصيات معارضة للأسد، وليس بالضرورة أن تلبي هذه الشخصيات الزيارة، إلا أنها رسالة أساسية من جانب النظام بشأن آلية التعاطي في المرحلة المقبلة. لكن، أي أفق لهذا التعاطي والعلاقات ارتباطاً بالتوجهات الإقليمية في الفترة المقبلة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث