newsأسرار المدن

والد الشهيد عباس مدلج يسأل عن جثمان ابنه: أريده..وإلا

لوسي بارسخيان الاثنين 2017/08/28
مدلج.jpg
"جرحنا مفتوح منذ 5 أيلول 2014" (لوسي بارسخيان)
حجم الخط
مشاركة عبر

مرة أخرى يشعر علي مدلج أن السكين، التي نحرت ابنه الشهيد العسكري عباس مدلج أمام أعين الملايين، تُغرس في قلبه. فلا أحد سيعرف شعور أهالي الشهداء، إلا والدي الشهيد، كما يقول مدلج لـ"المدن". "ونحن جرحنا مفتوح منذ 5 أيلول 2014، ونريد أن نبلسمه باستعادة جثمان ابننا".

إلا أن جثمان الشهيد عباس مدلج، الذي ذبحه عناصر داعش عند محاولته الفرار، ليس في عداد الجثامين الـ8 التي كشف مكانها، وعائلة الشهيد مدلج لم تدع في الأساس إلى اللقاء الذي جمع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعائلات المخطوفين الشهداء لإبلاغهم عن مصيرهم، بل سمعت بالخبر عبر وسائل الاعلام كغيرها. فيما كل الخوف لدى مدلج هو أن يُقفل ملف داعش في الجرود بالسماح لعناصره بالمغادرة من دون أن يحظى هو بجثمان ولده، ليدفنه بالشكل اللائق.

المنزل، الذي سمي منزل الشهيد عباس مدلج، حيث ترشد إليه صورته المرفوعة عند مفرقين يؤديان إليه وعلى جدرانه الخارجية، يبدو فاقداً الضحكة منذ فترة.

بعينين تحبسان الدمع وصوت مخنوق يصر مدلج على ايصال هواجسه. هو الذي يحرص على أن لا يتعرض للمؤسسة العسكرية بأي سوء، بعدما خدم في صفوفها وقدم لها ابنين، أحدهما صار شهيداً. لكنه يخشى أن يكون هناك من نسي ابنه، خصوصاً أنه لم يتلق أي اتصال من أي مسؤول يخبره بأن قضية ابنه لن تقفل قبل العثور على جثمانه. والشعور نفسه رافق مدلج عندما جرى احضار جثمان الشهيد محمد حمية الذي قتل على يد تنظيم النصرة.

وبـ"الحرقة والدمار" نفسهما تابع مدلج تبلغ الأهالي العثور على جثامين أولادهم. وهو يناشد رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله واللواء إبراهيم بتذكر ابنه وعدم السماح بمغادرة العناصر المتبقين من دون استعادة جثمانه. فهذه هي "الأصول"، كما يقول. وهو سمع معلومات غير رسمية أنهم لم يتمكنوا من تحديد موقعه حتى الآن، سائلاً: "هل المطلوب أن أفعل ما لا أرغب بفعله كي أحظى بجثمان ولدي".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث