في جو تمتزج فيه مشاعر الحزن والفخر، تستعد عكار لاستقبال الشابين باسل موسى وعثمان شديد، اللذين استشهدا في معركة فجر الجرود ضد داعش.
الشهيد عثمان شديد
في بلدة الكويخات التي تبعد 4 كلم عن حلبا، لم يكن يوم الأحد، في 20 آب، كسائر الأيام. فقد خرقت رتابة اليوميات، الأخبار المتواترة منذ الصباح بإصابة الشهيد عثمان شديد، ثم استشهاده.
عثمان، ابن 29 من عمره، متزوج وأب لابنتين، الكبرى عمرها سنتان، أما الصغرى فلم يتجاوز عمرها الأشهر المعدودة. والعسكري عثمان هو الابن الثالث لأسرة مؤلفة من تسعة أبناء، تشكل الزراعة موردها الرئيس، وتسكن في منطقة السهل.
التحق عثمان منذ 8 سنوات بالمؤسسة العسكرية. فهو واحد من أبناء عكار الذين يعتبرون الجيش ملجأهم. ومنذ 10 أيام التحق بخدمته في الخطوط الأمامية. وتشير أوساط العائلة إلى أن والديه توجها إلى مكة لأداء شعائر الحج، وحال إندلاع المعارك دون وداعهما قبل مغادرة لبنان.
ويُعرف عثمان بشخصيته المسالمة والرصينة وقضائه معظم أوقاته بين أسرته. ويشير ابن عمه ركان إلى أن ألم الفقدان لن يقتصر على عائلته، إنما سينسحب إلى المحيطين به، خصوصاً رفاقه في لعب كرة القدم، وقد كان يعتبر بيدر الضيعة المكان المفضل لديه لممارسة هوايته الرياضية.
وعثمان ليس الوحيد من أبناء الكويخات الموجودين في أرض المعركة. ويقول مختار البلدة حسن الحايك إن "ما يواسينا هو أن دماءه ذهبت دفاعاً عن الوطن. وهو شهيد كل الوطن".
الشهيد باسل موسى
منذ خمسة أيام، عاد الشهيد باسل موسى ليتناول غداءه الأخير مع العائلة، ولم يمض أكثر من ساعتين في الديار حتى أستدعي إلى الخدمة مجدداً.
باسل أو أبو محمد، كما يحب أهله مناداته، يبلغ من العمر 36 عاماً، وهو متزوج وأبٌ لولدين، وحرمته الشهادة من رؤية الوليد الثالث، الذي تحمله زوجته جنيناً.
يفشل شقيقه مصطفى في التعبير عن تعلقه بشقيقه، ويتحدث بكثير من اللوعة والحرقة عن وضع العائلة. فالجميع، بمن فيهم زوجته، يحتاجون إلى الدعم والعطف، متحدثاً عن صدمة لدى أمه التي كانت تلعب دور الأب والأم بعد وفاة والدهم منذ سنوات.
ويلفت مصطفى إلى أن شقيقه كان يستعد لتعليق رتبة رقيب، إلا أن القدر سبقه في ذلك.
والشهيد المتعلق بمسقط رأسه برقايل، لم يتأخر في توجيه التحية لها من أرض معركة فجر الجرود، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لجندي يحمل لوحة كُتب عليها "سلام إلى بلدة برقايل".
عثمان لم يودّع والديه الحاجّين.. وباسل لن يستقبل مولودته
بشير مصطفىالأحد 2017/08/20

توجا سجلاتهما العسكرية بوسام الشهادة في معركة فجر الجرود
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها